أحد الشعانين.. حرمان وخوف وفرح منقوص
"هوشعنا في الأعالي.. مبارك الآتي باسم الرب"، صوت صدح في مسار أحد الشعانين، الذي يخرج من بيت عنيا بالعيزرية متوجها الى كنيسة القديسة حنا في القدس.
غير أن "المنع الأمني" والخوف غيّب مئات من أبناء الطوائف المسيحية عن المشاركة في مسار أحد الشعانين في ذكرى دخول اليسوع الى القدس، كعلامة لدخوله كملك روحاني لتحرير الانسان من الخطيئة.
"اعتدنا ان تقوم اسرائيل برفض منح تصاريح في الأعياد لإظهار القدس كمدينة يهودية وليست عربية ومسيحية"، هذا ما يؤكده الأب ابراهيم الشوملي، كاهن رعية اللاتين في رام الله. ويضيف، "في كل عام نذهب أفواجا الى القدس لنشارك مع يسوع الاحتفال السنوي، إلا أننا قدمنا في رعية اللاتين اكثر من 1800 تصريح لم يقبل عدد كبير منهم" مشيرا الى ان عيد الشعانين عرس وطني نظهر خلاله أننا شعب واحد يرفض القسمة على اثنين.
ولفت الشوملي الى ان منع التصاريح بالإضافة الى صعوبة الذهاب الى القدس للصلاة في ظل الأوضاع الأمنية الراهنة حرمت مئات المواطنين من الصلاة في القدس اليوم.
يشار الى 10 أعياد سيدية كبرى، و7 سيدية صغرى، يمجدها المسيحيون في فلسطين، يحيوها في القدس وبيت لحم ويضطرون فيها الى تقديم تصاريح لدخول القدس.
ومن جهته قال أمين عام الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حنا عيسى، لا يوجد احصائية محددة لعدد التصاريح المرفوضة.
وقال: "إن اسرائيل تمارس الأكاذيب، وهي أعلنت عن منح 850 تصريح لأهلنا في قطاع غزة في حين أن عدد المسيحيين في القطاع هو 733 مواطنا فقط.. وهي أيضا، تهدف الى طرد المسيحيين من الأراضي المقدسة والتضييق عليهم لتحويل الصراع السياسي الى صراع ديني"، معربا عن رفض المسيحيين للمحاولات الاسرائيلية لأنهم جزء من الشعب العربي الفلسطيني وجزء من الأرض الفلسطينية يتشاركون فيها قضية عادلة وهموم واحدة.
وأكد على ان الأوضاع الأمنية في القدس، دفعت عددا من الشباب الى عدم التوجه للصلاة بالقدس، بالرغم من منحهم التصاريح بسبب عمليات الاعدامات الميدانية، التي تنفذها قوات الاحتلال والتي تؤثر على مختلف المواطنين الفلسطينيين بغض النظر عن ديانتهم.
يشار الى ان 40 ألف مسيحي في الضفة الغربية، وأربعة آلاف في القدس، وأقل من ألف في القطاع، مقسمين الى 13طائفة معترف بهم في مرسوم الرئيس محمود عباس في العام 2008 كل طائفة تنسق لرعيتها وتقدم لمنحهم تصاريح.