الاثنين 25، نوفمبر 2024
منذ 10 سنوات

الثلج الأبيض يتحول إلى كفن للأطفال

حجم الخط
amal-issed الاعلامية والصحفية "أمل سعيد "

منذ عدة اسابيع والعالم العربي ينتظر العاصفة زينة، وعند وصولها شاهد الجميع صوراً بكت من ورائها السماء والاحجار. أبٌ سوري يحمل جثمان ابنه بعد وفاته متجمدا من البرد فى أحدى مخيمات اللاجئين السوريين في ظل عدم توفر ادنى مقومات الحياة البشرية، لا خيم ولا منازل تقي من البرد القارص، والأمطار، والثلوج والصقيع. وفي ذات الليلة، وعلى مسامع العالم اجمع توفيت طفلة سورية بمخيم البقاع في لبنان بعد ان تجمدت من البرد، هذه الطفلة ابنة مدينة حمص لجأت مع والديها إلى مخيمات اللجوء، إلا أنها لم تكن تعلم أن قدرها سيأتيها في المخيم الذي يكسوه صقيع العاصفة، لتكون أول شهداء زينة. الصور أبلغ من التعبير، فكل صورة من هذه الصور تصفعنا وتقتلنا وتعري ضمائرنا الكاذبة المنافقة. مات أطفال سوريا بالرصاص، وماتوا بالأسلحة الكيماوية، وماتوا جوعا، واليوم يموتون بردا وتجمدا تحت الصقيع. من المؤسف، بل ومن المخجل أن يتم هذا المسلسل أمام أعين العالم اجمع. ان يهرب الاطفال من سلاح التنظيمات الارهابية ويتشردون باحثين عن مأوى في مخيمات اللجوء، وتخطفهم العواصف الثلجية والصقيع، فهذا قمة الوجع الانساني. انها بالفعل صور مروعة لاطفال كالملائكة، قتلتهم عاصفة ثلجية، انقلبت الى سوداء واصبحت بمثابة كفنهم الاخير، وكل هذا بعد ان تآمر العالم بأسره على وطنهم الجميل سوريا. يا للعار، اين ذهبت القيم الانسانية؟ هل الدين يقبل بهذه المجزرة الانسانية؟ اي قلب هذا الذي يتحمل كل ذلك؟ لقد مات الضمير العربي والانساني، وماتت الرجولة والنخوة في الوطن العربي. طوال الليل وانا ابحث عن خبر يسعدني عن العاصفة، وللاسف لم اجد سوى أخبار الموت القادم من الصقيع. مزقتني هذه الاخبار، وادمت قلبي الذي يحترق وجعاً على الاطفال اعذروني أيها هالاطفال انا اعلن استقالتي من إنسانيتي ..ولن اتحدث عنها بعد اليوم...

عاجل
القناة 12: الدفاعات الجوية أخفقت في اعتراض صاروخ مصدره اليمن سقط في منطقة غير مأهولة قرب المطار وسط إسرائيل