منذ 9 سنوات
الفضاء الالكتروني سبيل الاحتلال الجديد للتحريض على الصحفيين
حجم الخط
'كفى كذبًا وتضليلًا وتزويرًا!'، هذا ما نشره الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي افيخاي درعي على صفحته الرسمية باللغة العربية على موقع التواصل الاجتماعي 'الفيس بوك'، التي يتابعها اكثر من 778.402 متابع، متهما وسائل الاعلام الفلسطينية وبعض المؤسسات الاعلامية العربية بفبركة اعدام أحد شباب الخليل، مدعيا زيف الرواية الفلسطينية.
فيما عكست منشورات على 'الفيس بوك' وتغريدات على 'تويتر'، آراء المسؤولين الإسرائيليين وسياستهم التحريضية ضد الصحفيين، والتي تظهر آثارها في ازدياد عنف الجنود الإسرائيليين ضد الصحفيين على الارض.
استاذ الاعلام في جامعة بيرزيت والمختص بالإعلام الاجتماعي محمد ابو الرب، قال إن اكبر تهديد يعيشه الصحفي الفلسطيني هو التهديد المباشر في الميدان، من خلال ارتفاع اعداد الاصابات من الصحفيين خلال تغطية المواجهات'.
وأضاف، إن إسرائيل تولي وسائل التواصل الاجتماعي اهتماما بالغا، خاصة أن وسائل الاعلام الإسرائيلية تتناقل تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مساهمة منصات الاعلام الاجتماعي في تصاعد الاحداث، لافتا إلى أن الصحفيين ونشطاء التواصل الاجتماعي شاركوا في نشر الصور والفيديوهات التي تظهر الاعتداء على المواطنين، وعملوا على وصولها الى عدد كبير من الجمهور.
وكان الناطق باسم رئيس وزراء الاحتلال عوفر جندلمان، قال في تغريدة له في 17 تشرين الأول على 'تويتر'، حملت تحريضا ضد الاعلام الرسمي الفلسطيني الذي اتهمه 'بمواصلة التضليل والتحريض، ويزعم أن الفلسطيني الذي حاول طعن مواطن إسرائيلي في الخليل هذا الصباح قتل بلا سبب. ضربني وبكى'.
وفي ذات السياق اثارت تصريحات وزيرة القضاء الإسرائيلية ايليت شاكيد والتي قالت فيها 'إن الوقت قد حان لإغلاق تلفزيون فلسطين'، وذلك في تهديد واضح للصحفيين والمؤسسات الاعلامية.
ويرى رئيس لجنة الحريات في نقابة الصحفيين محمد اللحام أن إسرائيل تستهدف الصحفي الفلسطيني لدوره في دحض الرواية الإسرائيلية وترهيبه للابتعاد عن الميدان.
وقال، 'إن مواقع التواصل الاجتماعي منحت الاعلام الفلسطيني فرصة ليكون رأس حربة في مواجهة الرواية الإسرائيلية ودحضها، وباتت الصورة تصل للعالم وتؤثر على الرأي العام العالمي'.
وكانت قوات الاحتلال ارتكبت منذ بداية الأحداث المندلعة خلال الشهر الجاري اكثر من 70 اعتداء على الصحفيين، ولا يزال عدد من الصحفيين يتلقون العلاج في المستشفيات جراء اصابتهم برصاصها.
ولفت اللحام النظر إلى أن هناك قرارا من النقابة بالتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية، مشيرا إلى أنه يحتاج لجهد من وزارة الخارجية والاتحاد الدولي للصحفيين والمؤسسات الدولية لانضاج ملف موثق بكافة البيانات التي تدين الاحتلال بسبب ممارساته ضد الصحفيين والمؤسسات الصحفية.
ودعا اللحام المؤسسات الاعلامية إلى ضرورة توفير عوامل السلامة المهنية (دروع، وكمامات، وخوذات) للحيلولة دون الحاق الأذى بالصحفيين خلال تغطية المواجهات