منذ 8 سنوات
"اهلاً اهلاً" بيهود اليمن
حجم الخط
كتب: حمدي فراج
انظروا تعاسة هذا العالم بقيادة الولايات المتحدة الامريكية التي تختلي مع اسرائيل ودولة عربية لم تذكرها التقارير ، في عملية سرية لكي تقوم في ليلة بلا قمر بجلب "آخر دفعة من يهود اليمن" الى الارض الموعودة ، ارض السمن والعسل ، الارض التي بلا شعب للشعب الذي بلا ارض .
في التفاصيل الحذرة التي نشرتها الحكومة الاسرائيلية "أن طائرة تابعة لشركة “إلعال” هبطت في مطار بن غوريون وعلى متنها 17 يهوديا يمنيا ، في عملية سرية نجحت اسرائيل في تنفيذها بمساعدة الولايات المتحدة وعن طريق دولة ثالثة بعد تأمين معبر آمن من خلاله جرى نقل اليهود وصولا الى الطائرة الاسرائيلية التي كانت في انتظارهم في الدولة الثالثة المجهولة" .
سبعة عشر يهوديا ، يحظون بمثل هذا التخطيط المعقد والمركز على مدار سنة كاملة تشارك فيه الولايات المتحدة ودولة مجاورة لليمن تضطر ان تحاول اخفاء نفسها ، وكأن قضايا العالم التي يموت فيها الالا ف ومئات الالاف وربما الملايين تفجيرا بالسيارات المفخخة والاسلحة الثقيلة والخفيفة والسلاح الابيض ذبحا ونحرا ، ناهيك عن الموت غرقا جراء الهجرات الجماعية منذ سنوات ، يتخللها الموت جوعا ومرضا وقهرا ، فلا يتبقى الا السبعة عشر يهوديا من اليمن الذي كان يسمى يوما باليمن السعيد ، ثم قلبوا الطاولة على رأسه ، بمباركة ومساعدة امريكية معلنة ومكشوفة .
ربما لكي تجد الجامعة العربية ، مبررا لها وهي تبحث عن الدولة المجهولة التي انتقل اليها السبعة عشر – هذا في حال قررت ان تبحث - فيتبين انها ذات نفوذ في الجامعة ، من انها قامت بعمل انساني لانقاذ هؤلاء المساكين من خطر الحرب المدمرة التي تشن على اليمن ، ناهيك انهم من بقايا شعب الله المختار .
لا يعرف هؤلاء ما المصير الذي ينتظرهم . نحن هنا لا نتحدث عن الفدائيين الفلسطينيين الجدد ، الذين حلوا محل "يا فدائي ع الحدود ، سمعني صوت البارود" استبدلوا البارود بحجارة الشوارع وسكاكين المطابخ ، واستبدلوا الحدود العربية بأزقة قراهم ومدنهم ومخيماتهم ، لا يستغرقهم الامر إعدادا معقدا ولا سفرا طويلا ، وكان عددهم خلال ستة اشهر ما يوازي اعداد كل فدائيي الحدود خلال عقود .
ان ما ينتظر يهود اليمن ، ما واجهه يهود الفلاشا الذين تم جلبهم من اثيوبيا عبر دولة عربية لم يكن بالامكان اخفاء هويتها ، ولا هوية زعيمها العربي الاسلامي جعفر النميري ، بل واقع التمييز العنصري الذي بالتأكيد يطول اليهودي الاسود من الاشقر ، واليهودي الشرقي من الغربي . تنتظرهم اسواق الخضار في محني يهودا يبحثون عن بقية اطعمة في براميل القمامة ، ينتظرهم الزج بهم في المواجهات العسكرية المتقدمة بغزة والضفة ولبنان . من يعرف ، ربما يرسلوا اليهم بعد قليل مطالبات بدفع ثمن تذاكر الطيران من اليمن الى اسرائيل .