"حاية" بحاجة الى الحياة
راديو أورينت - كتب خضر برهم - “حاية” اضخم عمل كشفي راقص وهو مزيج ما بين الدبكة الشعبية الفلسطينية والحركة والايقاع الكشفي ذو الطابع الاحتفالي ، هكذا بدأت القصة تنتشر طوال الفترة الماضية بين جماهير بيت لحم وخارجها عن هذا العرض الضخم ، حالة من الترقب سادت الجميع وجعلت منسوب الحماسة يرتفع لدى كل شخص سمع او شاهد احد الاعلانات التي روجت بكثافة لعرض بدأت تحضيراته منذ اكثر من عام ونصف مما جعل سقف التوقعات يرتفع انتظارا لعرض سيكون غير مسبوق ومبتكر.
مساء السبت غصت مدرجات مسرح قصر المؤتمرات في بيت لحم بجماهير غفيرة، كل التذاكر كانت قد بيعت قبل انطلاق العرض واكثر من ١٥٠٠ شخص بدأوا ياخذون امكانهم في مدرجات المسرح استعدادا لمشاهدة العرض الذي تاخر اكثر من نصف ساعة بسبب الحضور ومثلها بسبب القاء الكلمات قبل الانطلاق.
وبدأ العرض الذي ضم كشافة السريان ومسرح ديار الراقص. وعلى انغام المجموعة الكشفية والتي تعودنا منها اداءً رائعا في احتفالات بيت لحم المعتادة كانت البداية , لكنها مساء امس كانت دون التوقعات في بعض المقاطع خصوصا الاداء الفردي لبعض عناصرها الذي اتى دون المستوى وغير موفق، هذا بالاضافة الى الارتباك الذي كان واضحاً على اعضاء المجموعة وعدم التركيز اثناء العرض ما دفعهم في بعض المشاهد الى التصادم مع الراقصين ولكن رغم ذلك لا ننكر المجهود الواضح والمبذول من قبل الجميع والعزف الجماعي الممتاز.
اما مسرح ديار الراقص منتج العمل فقد كان اداء اعضائه بحاجة الى الحياة ، لقد كانوا يفتقدون الحماسة في عرض من المفترض انه ينقل للمشاهد فرحة وحماسة، لا انكر انهم نجحوا في بعض المشاهد ولكن اغلب فترات العرض كانوا بحاجة الى عزيمة والى عصب قوي اثناء اداء الرقصات التي اتت غير منظمة مما جعل معظم الراقصين على الاقل بنظري كمشاهد غير منظمين، كنا بحاجة ان نراهم كشخص واحد يرقص وكمنظمة كاملة تتحرك ولكنهم كانوا مشتتين مما افقد العرض بريقه .
وحتى طريقة اخراج العمل كانت بحاجة الى اهتمام اكبر بتوزيعه على اكبر قدر من مساحة المسرح، فقد كانت اغلب الرقصات والمعزوفات تدور في الجزء الخلفي من المسرح تاركين مقدمته فارغة طوال العرض ، كان سيكون اقرب الى الجمهور واكثر جمالية في حال كانت العروض اقرب للمتفرجين. اما الاضاءة فكانت بطلة العرض فقد جاءت متناغمة مع الفقرات كاملة.
لم اكتب رأيي هذا كناقد او متخصص بل كمشاهد ، ولا اريد ان اقلل من المجهود المبذول لتقديم “حاية” ، ولكن قبل العرض كانت كل التوقعات تشير الى عرض مبهر وذلك بسبب الدعاية والترويج الكبير والتحضير الذي استغرق اكثر من عام ونصف، لذلك عندما شاهدت العرض اصبت بخيبة امل لان ما قُدم بالامس كان اقل بكثير من سقف التوقعات المرتفع.