منذ 7 سنوات
حل إقليمي على مزاج نتنياهو!
حجم الخط
شبكة وتر- د . دلال عريقات- شهدت المنطقة زيارات سياسية على مستوى دبلوماسي عالٍ جداً خلال الأسابيع الماضية، بدايةً الوفد الأميركي وقبل وصوله إلى فلسطين توجه إلى السعودية وقطر والإمارات ومصر والأردن ثم تبع ذلك وصول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس على رأس وفد رفيع المستوى.
لقد عبرت الفصائل والقوى الوطنية والفعاليات الشعبية عن رفضها للزيارة الأميركية بسبب الإنحياز الأميركي لصالح حكومة الاحتلال ضد الفلسطينيين. وقد عبروا عّن رفضهم لحل إقليمي إيماناً منهم بأن الحل الإقليمي يفرض تطبيعا عربيا رسميا مع دولة الاحتلال ويصفي دولة فلسطين والقضية الفلسطينية!
عودة للزيارات الرسمية، ركزت الزيارتان على فكرتين أساسيتين:
أولاً: لا بديل عن حل الدولتين، لقد حرص الوفدان وفِي جميع اللقاءات على تكريس فكرة حل الدولتين للشعبين الفلسطيني والاسرائيلي. من ناحية نجد أن دول العالم أجمع تخشى معركة دبلوماسية قد يقودها الفلسطينيون مُجدداً في أروقة الأمم المتحدة. ومن ناحية أخرى هذا الإصرار على حل الدولتين يعزز من استمرار الوضع الراهن والتبعية الكاملة لإسرائيل، كما أن هذا الإصرار يقطع الطريق أمام حل الدولة الديمقراطية الواحدة الذي بدأ يأخذ صداً ونقاشاً في أروقة عدة منذ أن ذكر الرئيس عباس إمكانية اللجوء لحل الدولة الواحدة في الجمعية العمومية للأمم المتحدة كبديل إذا لم تتوقف اسرائيل عن سياسات الاستيطان والإجراءات العنصرية التي تقوض حل الدولتين. صحيح أن نتنياهو ما زال يؤكد على تعاونه واستعداده لتحقيق السلام مع الجانبين الأميركي والأممي وأمام كافة الوفود الرسمية، إلا أن الحقيقة ان اسرائيل لا ترغب ولا تقبل بالدولة الفلسطينية وقد كرر نتنياهو وغيره من وزراء حكومته الحالية رفضهم القاطع لفكرة الدولة الفلسطينيّة ولكن بنفس الوقت يكررون التأكيد على استعدادهم للتعاون في سبيل تحقيق السلام، فما هو السلام الذي يريدونه؟
ثانياً: الحل الإقليمي، متابعة الأخبار والبيانات الصحفية التي صدرت عن لقاءات الوفد الأميركي والأمين العام للأمم المتحدة في اسرائيل تعكس وبكل وضوح التخوف الإسرائيلي المستمر من إيران وبالتالي تركيز اسرائيل على فكرة الحل الإقليمي الذي من الممكن أن يتم حسب رأي نتنياهو من خلال تحالف اسرائيل مع الدول العربية التي تعادي إيران، يحاول نتنياهو إقناع الوسطاء الأميركان والأجانب بإمكانية تحقيق السلام من خلال الحل الإقليمي الذي يجمع اسرائيل مع أعداء إيران من العرب، إلا أن هذا الحل الإقليمي قوبل بالرفض الواضح من قبل العرب والفلسطينيين في الزيارة الأخيرة وقد ظهر جلياً التعاون والتنسيق العربي المستمر خلال وبعد الزيارة وهذا ما يعكس الثبات على موقف عربي موَحد.
من الجدير بالذكر أن الدول العربية قد طرحت مبادرة للسلام منذ ٢٠٠٢ مفادها التطبيع الرسمي والسلام مع اسرائيل مقابل الدولة الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ٢٤٢، ١٩٤ أي حل شامل للاجئين والقدس والأرض.
الحكم الذاتي الذي نعيشه اليوم تحت الاحتلال لا يمكن أن يستمر. الان، في حال أصرّ نتنياهو على رفض حل الدولتين عملياً يبقى هناك خياران: حل الدولة الواحدة بنظامين أي 'الابارتهايد' وهذا ما لم يقبله العرب والفلسطينيون أو حل الدولة الواحدة الديمقراطية للشعبين وهذا ما لم تقبله اسرائيل!