الأربعاء 27، نوفمبر 2024
منذ 8 سنوات

حين تتفقد فاطمة في عيدها ثلاثة من أبنائها شهداء!

حين تتفقد فاطمة في عيدها ثلاثة من أبنائها شهداء!
حجم الخط
كتبت: رولا حسنين   يصعب علينا الحديث عن الأم بشكل عام، تلك المرأة التي أنجبت وصنعت رجالاً وإناثاً يقودون العالم، فكيف عن الأم الفلسطينية التي أثقلتها الحياة هموماً، وأسقاها الاحتلال مرارة فقدان أغلى ما تملك وهم الأبناء.   يوم الأم العالمي، فيه يحتفل العالم بأمهاتهم كلٌ على طريقته، إلا أمي الفلسطينية، لا تجد مَن يحتفل بها لأن ما أسموها أماً أضحوا اليوم شهداء تحت الأرض، قتلتهم رصاصات الاحتلال دون إذن أو مبرر أو إنسانية.   أحدثكم عن فاطمة الكسبة، أم فلسطينية خمسينية في العمر تسكن في مخيم قلنديا للاجئين، حرمها الاحتلال 3 من أبنائها قضوا شهداء، رحلوا عن أمهم فاطمة وحضنتهم أمهم فلسطين، الأشقاء الشهداء ياسر و سامر ومحمد الكسبة، أسماء لا تغادر لسان أمهم فاطمة، تبكي عليهم بكاء الفقد الأول والأخير، تستحضر فاطمة ابنها ياسر الذي لم يتجاوز عمره الحادي عشر ربيعاً حين أطلق عليه جنود الاحتلال الرصاص على حاجز قلنديا شمال القدس أثناء مواجهات مع الاحتلال في الانتفاضة الثانية، فكان تاريخ استشهاده 16/12/2001 تاريخ صبغ بدم ياسر ودموع أمه، تاريخ لا تمحوه الأيام التي تلته، كيف تمحيه وقد حملت في جوفها فراق ابنها الثاني سامر بعد 40 يوماً على فراق ياسر، استشهد سامر ابن الخامسة عشر ربيعاً بتاريخ 25/1/2002 أثناء مسيرة شعبية انطلقت الى مقر المقاطعة في رام الله دعماً للرئيس الراحل ياسر عرفات أثناء حصار الاحتلال له، فكان القدر أن تلقى فاطمة ابنها سامر شهيداً أيضاً.   "الوجع ما سكّر، يا ريتني متت قبلهم، ربيتهم بحبة عينيّ" تغلب هذه الكلمات على حديث فاطمة، تتساءل ماذا لو أنهم اليوم أحياء، لكانوا آباء وملؤا عليّ وحدتي التي أحياها اليوم، لأضحوا رجال لا تبكيهم عيني كل صباح ومساء، لو كانوا أحياء لما اضطررت للنوم على حبات الدواء المسكنة.   قاسمة الأمر ووجع القدر كان يوما أن استشهد ابنها الثالث محمد (17 عاماً)، يوم الجمعة في رمضان المنصرم بتاريخ 3/7/2015 تاريخ أخذ من فاطمة كل ما تبقى من قلبها، تعتصر فاطمة ألماً وهي تتحدث عن ابنها محمد، "حرموني أولادي الله ينتقم من الاحتلال"، محمد والذي كان يعين الفلسطينيين على تخطي حاجز قلنديا للوصول الى القدس، لاقى قدره شهيداً.   لا تعترف فاطمة يوم الأم العالمي، لأنها ترى في نفسها وفي كل أمرأة فلسطينة أنها تعيش الظلم كل ثانية، فالتي تفقد أبناءها كيف لها أن تعترف بيوم الأم، تقول فاطمة "أولادي كانوا كل حياتي، ربيتهم بضي عيوني، الاحتلال حرمني أشوفهم كبار، سرقهم مني قبل أوانهم، ما ضل في عيوني دموع، جفت عيوني وجفّ قلبي".
عاجل
القناة 12: الدفاعات الجوية أخفقت في اعتراض صاروخ مصدره اليمن سقط في منطقة غير مأهولة قرب المطار وسط إسرائيل