منذ 7 سنوات
ما الذي يجري وراء كواليس السياسة الفلسطينية؟ المجلس الوطني وسيناريوهات استمرار الانقسام!!
حجم الخط
شبكة وتر- فيصل أبو خضرا- في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها قضيتنا المقدسة وسط مخاطر انهاء المشروع الوطني الفلسطيني، وتعمق الانقسام، ومسؤولية بعض القيادات في الضفة الغربية وغزة عن ذلك، تتواصل معاناة الاغلبية الصامتة من أبناء شعبنا وهم من المستقلين سواء في غزة أو الضفة وأكثر ما يؤلمهم ما يجري من تصرفات خبيثة لا ترقى الى الوطنية بشيء والمستفيد منها هو الاحتلال.
الان تسعى السلطة الفلسطينية في رام الله الى عقد جلسة للمجلس الوطني، وهذا من حقها، وذلك بمن حضر، وهو المجلس الذي يعتبر أعلى سلطة تشريعية في الهرم السياسي لمنظمة التحرير، الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني بجميع اطيافه الفصائلية والحزبية والمجتمعية. وفي حالة انعقاد هذا المجلس، ولم تحضر «حماس» وبعض الفصائل المخالفة معها فستتحمل هذه الفصائل جميع تداعيات هذا الرفض، حيث ان قضيتنا تمر بأصعب مراحلها، خصوصا بعد ان بان للعيان بأن إدارة ترامب هي الاسوأ بين الإدارات الأمريكية السابقة، فهي تدعم الاستيطان ، وتدعم جميع ما يقرره اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو وتتجاهل الحقوق المشروعة لشعبنا.
نحن نسمع من الاعلام وغير الاعلام بأن «حماس» تدرس عدة سيناريوهات بعيدا عن إعادة اللحمة الوطنية مما يجعل الوحدة الفلسطينية بعيدة المنال.
تقول حماس و«الجهاد الاسلامي» انه اذا ما اصرت السلطة الشرعية على دعوة المجلس الوطني فان جميع القرارات لاغية، وهذا يعني بأن الشعب الفلسطيني سيكون اسير هذا الرفض، علما ان لا حماس ولا فتح ولا أي فصيل يستطيع التفرد بالقرار الفلسطيني ، ولكن في ظل الاحتلال قام رئيس المجلس الوطني الأخ سليم الزعنون (ابو الأديب) بجمع اطياف الشعب الفلسطيني بما فيها حماس في بيروت لاتخاذ قرارات مصيرية، وتم التوافق على كثير من القرارات، ولكن مع الأسف لم تكتمل هذه الاجتماعات بل بقيت حبراً على ورق، لذلك إذا قررت حماس عدم حضور هذا المجلس ، فهذا يعني بأن حماس والجهاد ترفضان مشروع انهاء الانقسام، اي تكريس السيطرة على قطاع غزة بقوة السلاح، وليس العكس.
كنا نعتقد بأن هبة الأقصى والتي جمعت كافة اطياف الشعب الفلسطيني ستكون الحافز لإنهاء الانفصال ، ولكن مع الأسف لم نجد من زعماء غزة الا خطباً رنانه لا تقدم ولا تؤخر بالنسبة الى الوحدة الوطنية. وبالمقابل فان السلطة في الضفة بقيادة الرئيس محمود عباس، قد قامت بواجبها الوطني وقطعت جميع اتصالاتها بحكومة الاحتلال.
ونذكر ان قيادات من «فتح» وحماس ذهبت الى المملكة العربية السعودية ، وأقامت برعاية القيادة السعودية وحلف اليمين المعظم قرب استار الكعبة المشرفة، بانهاء هذا الانقسام المخزي، ولكن مع الأسف فور مغادرة مكة المكرمة تم شطب كل ذلك، وبقينا عشر سنوات عجاف من الانقسام حتى وصلنا الى انتفاضة مسجدنا الاقصى، التي وحدت جميع اطياف الشعب الفلسطيني ، إن كانوا من حماس أو فتح أو باقي الفصائل أو مستقلين، ومن مسلم ومسيحي جمعتهما الوحدة الوطنية. وقلنا بأن هذة الانتفاضة المباركة التي هزمت المحتل لا بد ان توحد وتنهي الانقسام، ولكن مع الاسف عدنا. بهذا الانقسام الى الوراء بمراحل.
من الغريب جدا ان نسمع من بعض زعماء غزة ان شرط حل لجنة إدارة القطاع وإعادة حكومة الوحدة الوطنية هو مادي اي بدفع اجور موظفي «حماس» ، اما الأخ خليل الحية فيقول ان «حماس» مستعدة لحل اللجنة الإدارية بالتزامن مع استلام حكومة الوحدة الوطنية ، وهذا طبعا تصرف إيجابي وعقلاني ، فلماذا التأجيل اذا كانت الأمور المادية تحل حال تفعيل حكومة الوفاق الوطني؟ . اما اذا كان الهدف ماديا فقط فسيكون هذا في منتهى الاستهتار بقضيتنا المقدسة ، وهذا يعني بان المال اصبح اللاعب الرئيسي لدى الفصائل لإنهاء الخلاف!.
وإذا لم يجتمع المجلس الوطني وهو المجلس الذي يوحد الشعب الفلسطيني ، فستكون للاحتلال الحجج الكافية ليقول للعالم أجمع بأن الفلسطينيين ليس لديهم أي خطة واقعية للحل ، فمع من سنجلس ونتكلم اذا كانوا هم غير متفقين على قرار واحد يجمعهم؟وحتى أن الدول العربية تقول اذا لم يكن الفلسطينيين أنفسهم متفقين فكيف لنا ان ندعم قضيتهم العادلة؟.
المستقلون وانا واحد منهم ، وغير المستقلين يعلمون بأنه لولا فتح بقيادة الأخ الرئيس ياسر عرفات رحمه الله لأصبحت قضيتنا في ادراج النسيان لدى الامم المتحدة والجامعة العربية. ولا نريد أبدا المزايدة على وطنية فتح التي يقودها الان الأخ الرئيس محمود عباس ، ولا نريد من أي فصيل تخوين الآخر لأننا جميعاً تحت احتلال عنصري بغيض وقد آن لنا الان وليس غدا انهاء هذا الانقسام الذي تم بقوة السلاح.
لا الخطب الرنانة ولا آليات العمل السابقة ستنقذ الشعب الفلسطيني من محنتة المستديمة ، لأن الصهاينة الان يعتمدون على تكريس الانقسام، فهل هذا ما تريده قيادة حماس أو قادة «فتح»؟، أي ان الفصيلين اذا اصرا على استمرار الانقسام فانهما يخدمان بذلك ما يطمح له الاحتلال، وهو إنهاء المشروع الفلسطيني ووحدة القطاع والضفة حتى لا يكون لنا وطن فلسطيني مستقل على كامل ترابه الوطني ، وعاصمتة القدس الشريف التي تحتضن ثالث الحرمين الشريفين واماكننا المقدسة الاسلامية والمسيحية.