منذ 7 سنوات
ما بين المصالحة ومصالح اسرائيل، هل تصمد المصالحة؟
حجم الخط
شبكة وتر- د. دلال عريقات- "مصالحة مصطنعة ولن تصمد طويلاً"، هذه هي تقديرات جهاز المخابرات الإسرائيلي بخصوص المصالحة بين الضفة وغزة.
فرحة غزة وحفاوة الاستقبال الذي شهدناه خلال الأسبوع الماضي زرعت الأمل في عيون الشعب الفلسطيني في غزة وفِي الضفة وفِي كل بقاع العالم، كلنا نأمل بتحقيق الوحدة الوطنية لتحقيق الحلم الفلسطيني بدولة مستقلة تتمتع بتواصل جغرافي من شمالها لجنوبها، فقانون الوحدة هو قانون الانتصار.
استغرب من الشروط المسبقة التي تضعها اسرائيل وأمريكا اليوم وخاصة أن كل المبادرات التي طُرحت خلال سنوات الانقسام كانت تركز على ضرورة تحقيق هذه الوحدة وحل الانقسام كشرط لنجاح اي محادثات بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي. لطالما وضع نتنياهو اللوم على الانقسام وتحجج بأن الرئيس عباس لا يملك سلطة في غزة حتى يستطيع تطبيق اي اتفاق يخص فلسطين هناك. بالرغم من التسهيلات اللوجستية لتمكين هذه الزيارة، إلا أننا سمعنا الإدارة الأمريكية تعقب وتطلب اعتراف حماس بدولة إسرائيل ومن ثم خرج وزراء اليمين المتطرف في اسرائيل من بينيت وليبرمان ثم نتنياهو ليطالبوا حماس بالاعتراف بإسرائيل والتخلي عن السلاح وغيرها من الشروط التي تأتي ضمن استراتيجية المماطلة ولعبة اللوم التي يتبناها نتنياهو.
أما بخصوص الإعتراف، يبدو أن علينا تذكير العالم بأن منظمة التحرير الفلسطينية اعترفت بالدولة الإسرائيلية منذ ربع قرن!
يبقى التساؤل: لماذا الهدوء الإسرائيلي تجاه المصالحة؟ نرى هنا أن اسرائيل تتعامل مع الموضوع بحذر مطلق فمصلحة نتنياهو العليا تصب في استمرار الانقسام أما سيناريو تحالف فلسطيني/فلسطيني داخلي فيبقى البديل الأقل ضرراً على اسرائيل من اي تحالف آخر مع غزة. الهدوء الإسرائيلي النسبي يعود أيضاً كما كتب المحلل السياسي الإسرائيلي "بن كسبيت" لتقديرات أجهزة المخابرات الإسرائيلية بـ"فشل" المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، التي ترعاها القاهرة وعدم صمودها طويلاً.
إذاً يتمنى نتنياهو ويعول على إفشالنا. رسالتي اليوم: علينا ألا نسمح لنتنياهو بهدم أحلامنا. أحلام واقعية، لا تسمحوا لأي طرف بمنعنا من تحقيقها. يجب أن نحافظ على وحدتنا كوسيلة وهدف وأن لا نسمح باستعمال غزة كأداة لتحقيق مصالح اسرائيل، لنعمل من أجل مصالحنا الوطنية ودولتنا المستقلة.