منذ 7 سنوات
نادي الأسير الفلسطيني
حجم الخط
شبكة وتر- عيسى قراقع- رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين- نفى أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب الاشاعات التي تم تداولها في الفترة الأخيرة حول حل نادي الأسير الفلسطيني، وبالتالي توقفت الإرهاصات غير الطبيعية التي شكلت حالة قلق واندهاش لدى الجميع، الناس والأسرى وعائلات الأسرى والمجتمع الفلسطيني.
أنأ شاهد تاريخي على تأسيس نادي الأسير الفلسطيني منذ انطلاقته بتاريخ 27/9/1993 ، بعد ان تبلورت فكرة إنشاء مؤسسة جماهيرية حاضنة لقضية الأسرى داخل سجون الاحتلال الاسرائيلي وقبل قيام السلطة الوطنية الفلسطينية ، فهي أول مؤسسة ينشؤها الأسرى انفسهم داخل السجون مما يكسبها تميزا ومصداقية وأبعاداً عميقة في الوعي الفلسطيني والعمل المؤسسي.
على الارض وبامكانيات ضحلة وجهود ذاتية انطلق جنود مجهولون عملوا تطوعا منذ البدايات في نادي الأسير الفلسطيني في الدفاع عن قضية الأسرى وتحريكها في الرأي العام الدولي وفضح انتهاكات اسرائيل لحقوق الأسرى وارتكابها جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية بحقهم.
سجل النادي عنوانا لقضية الأسرى في مراحل صعبة وحساسة من مسيرة الكفاح الفلسطيني، وتوسعت خدماته ومنطلقاته واصبح مؤسسة راسخة ورقما صعبا في مواجهة ما يجري بحق الأسرى ، بل متراسا وقف الى جانب معارك الأسرى داخل السجون منذ انطلاقته.
ان وجود مؤسسة تهتم بالأسرى تتكامل وتتوافق وتتعاون مع كافة المؤسسات الاخرى الحكومية والاهلية مسألة هامة يجب ان نحافظ عليها وندعمها لا سيما في ظل الهجمة المسعورة اسرائيليا وأمريكيا على قضية الاسرى والمحاولات الحثيثة الخبيثة للمساس بمكانتهم القانونية والنضالية.
ان وزارة الأسرى والتي تحولت الى هيئة شكلت مع النادي حالة نضالية فريدة من التعاون والتوافق والتكامل والتنسيق في العمل والرؤيا وتقديم الخدمات ورفع مركز الأسرى الى أعلى المستويات سواء المحلية أو الدولية ومصدرا هاما من مصادر التوثيق والمعلومات ورصد اوضاع الاسرى بالسجون.
وكان النادي مع كافة المؤسسات حاضرا بقوة في الاضراب الاخير للأسرى عن الطعام والذي استمر 41 يوما، وربما كانت معركة الأسرى هي الأصعب والأقسى في تاريخ السجون بسبب الهجمة الرسمية الاسرائيلية على المعتقلين المضربين مما دفع الجميع الى مواجهة الاستهداف الاسرائيلي للأسرى ومواجهة التحريضات الاسرائيلية التي حاولت ان تشوه الاضراب وأهدافه الانسانية العادلة.
لقد تحملنا نحن في نادي الأسير وهيئة الأسرى ما لم يتحمله أحد، وبجهود وتعاون من الرئيس ابو مازن والحكومات الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة فتح واللجنة التنفيذية وكافة القوى والفاعلين في قضية الأسرى تطورت الخدمات المقدمة للأسرى واصبحت ضمن انظمة وقوانين وتمأسس العمل بما يشكل ميزان عدالة لكافة الأسرى دون تمييز، ورفضنا وما زلنا تسييس قضية الأسرى او تحزيبها لصالح فئة معينة باعتبار قضية الأسرى قضية وطنية وقومية جامعة.
والآن نتطلع ان يتعاون الجميع معنا في الاستمرار في تقديم الخدمات للأسرى وتحريك قضيتهم على كافة الجهات والمستويات، لا سيما أننا أنجزنا هيكلية جديدة وفق القانون ووفق مرسوم الرئيس ، وأنظمة وقوانين ومشاريع قوانين تعالج كافة الجوانب المتعلقة بقضية الأسرى، وأنجزنا عقد مئات المؤتمرات والفعاليات المحلية والدولية على قاعدة ان حرية الأسرى هي جزء اساسي من أي سلام عادل بالمنطقة وجزء رئيسي في حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وأن الأسرى هم أسرى حركة تحرر وطني وليسوامجرمين، يستحقون ان نقف الى جانبهم وندعمهم ونعتني بعائلاتهم ، انه تحد كبير في دفاع الشعب الفلسطيني عن ضحايا الاحتلال وجرائمه المنظمة.
عندما يريد أي أحد مناقشة وضع نادي الأسير عليه أن يقرأ التاريخ والتطورات التي واكبت انطلاقته وأن يفكر كيف ندعم ونطور هذه المؤسسة ونضع حلولا للكثير مما تعانيه وظيفيا وإداريا ، وأن يضع بين عينيه قضية كبيرة هي قضية الاسرى الذين يتطلعون الينا ومن هناك من خلف المعاناة والظلمة والسنوات القاسيات.
في كل بيت أسير وجدنا قصة وحكاية، وخرجنا الى الشارع نحاول أن يسمع العالم ما يجري هنا، دم في ايدينا، وجع في قلوبنا، صراخ يهز الضمائر ويحرك الرياح العاتيات.
قلت لصديقي قدورة فارس ذات يوم
هل تشم رائحة الزنزانة؟
هل تراني في هذه العتمة؟
قال: في النهار أحلم بالظل
وفي الليل أعانقه وأغفو
سأرفع الشمس على جناحي
قلت: الآن دعني اصرخ