"بطريق على الطريق" عرض ميلادي يحترم عقل الطفل
راديو أورينت - كتب خضر برهم - لم أتمكن من مشاهدة العرض الميلادي لمسرح الحارة لهذا العام "بطريق على الطريق" ألا بعد إنطلاق جولة العروض بفترة، لأني حرصت على مشاهدته على خشبه مسرح وليس خلال العروض الخارجية وهكذا نصحني الاصدقاء وكانت نصيحة في محلها.
عندما نذكر عرض ميلادي فأن اول ما يخطر على البال بأن هذا العرض هو للاطفال والعائلة لان العيد لهم، ولكني وجدت نفسي مندمجاً في هذا العرض ولا بأس بان نعود اطفالاً ولو لدقائق من فترة لاخرى.
على خشبة مسرح المركز الروسي انطلق العرض ووسط ديكور ابيض اراد منه مخرج العمل نقلنا الى القطب الشمالي، قدم كل من كرستين الهودلي وجريس ابو جابر ادائهم بشكل مميز.ومنذ اللحظة الاولى تخطف الانظار الملابس التي نفذها بحرفية عالية ايهاب زبلح وبالفعل كانت بطاريق لم تستخف بالعرض ولا بعقل الطفل والاهتمام بالتفاصيل كان الاهم. لم انسى إلياس سلامة الذي ادى دور السانتا،قدم دوره بشكل جيد ولكني شعرت انه في بعض اللحظات خاصة عندما كان وحيداً على المسرح ببعض الهدوء او بالاحرى الصمت المرتبك مما افقدني التركيز للحظات لا تذكر.
لم تكن الاضاءة حاضرة بقوة على الاقل على خشبة مسرح المركز الروسي على الرغم من ان مخرج العمل فراس ابو صباح همس قبل العرض بانه يواجه بعض الصعوبات هنا تحديداً ولكني لم اراها مؤثرة. الاهتمام بالتفاصيل خصوصا عندما يعود "بطروق وبطروقة" خلف الكواليس والاعتماد على مجسمات وعلى الاصوات جذب الاطفال، بالاضافة الى الحركة المميزة لكل من ابو جابر وهودلي وتفاعل الاطفال معهم جعلت العرض اكثر تفاعلاً.
اما الموسيقى واختيار الاغاني فكانت مناسبة للعمل بشكل ممتاز، واستطاعت اعطاء بعد اخر للعمل. اهم ما في العمل هو القصة، وكل عمل لا يحمل رسالة يفقد الكثير، هذا العمل رغم انه اطول من المعتاد، لكنه استطاع ان يقول للحضور ان بامكاننا ان نقدم للاخر وان نعمل معاً لاجل هدف اسمى ولاجل خير الجميع، تقديم هذه الرسالة كانت كافية لزرع بذرة خير في قلوب اطفال سيتذكرون هذه المسرحية لفترة.
مرة اخرى ينجح مسرح الحارة في تقديم عرض يحترم عقل الاطفال ولا يبخل في تقديم انتاج على عرض الاطفال لانهم الاساس لمستقبل افضل.