الأحد 17، نوفمبر 2024
12º
منذ 8 سنوات

بعد خراب مالطا..؟!

بعد خراب مالطا..؟!
حجم الخط
شبكة وتر-بقلم:يوسف رزقة -لست أدري مصدر المثل الذي يقول: (بعد خراب مالطا؟!). ولكنني أستفيد منه لأقول في قضية إدانة البرلمان البريطاني لتوني بلير (بالكذب) في مسألة العراق، ماذا تعني هذه الإدانة بعد خراب بغداد؟! من المعلوم أن الحجة الرئيسة المعلنة لغزو العراق وإسقاط نظام صدام حسين كانت اتهامات جورج بوش الابن، وتابعه توني بلير في بريطانيا للعراق بأنه يمتلك أسلحة دمار شامل وأنه يهدد بها العالم الحرّ؟! ومن المعلوم أن فرق التفتيش قبل الحرب لم تعثر على أسلحة الدمار الشامل، وأن أميركا وبريطانيا لم تعثرا أيضا بعد الحرب، وبعد سقوط نظام صدام، على ما يثبت أن العراق كان يمتلك أسلحة دمار شامل. الآن وبعد خراب مالطا أو قل بغداد، وبعد تحقيقات مستقصية للجان بريطانية أثبتت باليقين والقطع أن توني بلير كان يكذب على البرلمان والنواب، وأنه ضللهم ليأخذ منهم موافقة على المشاركة في الحرب على العراق إلى جوار الإدارة الأميركية وجورج بوش. بعد خراب بغداد في عام ٢٠٠٣م توني بلير يقدم اعتذاره لمجلس النواب، بعد أن وجده المجلس الحالي مذنبا بالكذب، وهنا أعلن اللورد (بريسكوت) الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الوزراء البريطاني في وقت غزو العراق في٢٠٠٣م أن الحرب على العراق كانت غير قانونية؟! وأنه سيعيش مع قرار خوض الحرب وعواقبه الكارثية ما تبقى من حياته؟! (مسكين نفسيته تعبانة؟!) جيد أن يكشف البرلمان البريطاني عن (كذب) توني بلير ولو بعد (١٣ سنة)، وجيد أن يعاقبه بحرمانه من منصبه في مجلس مستشاري المملكة، ولكن ماذا استفاد العراق وشعبه من هذه النتائج التي كشفت عدوانا بريطانيا لا لبس فيه على العراق، من أجل تغيير نظام الحكم فقط، دون أن تكون هناك مبررات أخرى، وهذا عمل في العلاقات الدولية والقانون الدولي غير قانوني وغير مشروع. بعد خراب مالطا يعترفون بالكذب؟! ولا يقدمون اعتذارا للشعب العراقي، الذي تمزق، وتجزأ، ودفع أثمانا باهظة لهذا التدخل؟! لاحظ أنني لا أتحدث عن حقوق صدام، فقد انتهى الرجل، ولا يوجد له وريث أو ولي دم كما يقولون، ولكن الشعب العراقي باق، ولن ينتهي، والحرب التي صنعها بوش وبلير هي أساس وجوهر معاناته الحالية، وأساس الحرب الطائفية والمذهبية. خراب بغداد والموصل والنجف، وكل بقعة في العراق، جاء بسبب كذب بلير ومن قبله جورج بوش الابن. ولو كان في العراق حكومة لشعب موحد لبحثت في الإجراءات اللازم اتخاذها ضد بوش وبلير وحكومتيهما، ولكن في العراق الآن حكومة سعيدة جدا بسقوط صدام، وربما سعيدة بحالة التمزق الراهنة لأنها تخدم أجندات طائفية. إن عِلْم البرلمان البريطاني بالحالة المزرية التي تعيشها بغداد، وأنه لن يدفع الثمن الآن، سهل عليه عملية محاسبة بلير نظريا، وكشف كذبه، من أجل أمور بريطانية بحتة، دون خشية من دفع ضريبة تعويضية للعراق عما جرى. ومع ذلك يجدر أن يرفع العرب قبعتهم احتراما للبرلمان البريطاني، حتى وإن كان أنانيا، وأن يتوقفوا عن استخدام توني بلير (الكذاب) مستشارا لهم؟! . أما العراق فله الله، لأن مخاضه للخلاص مما هو فيه ما زال طويلا، وممتدا مع الزمن، وما نحن فيه في العراق وغيره من بلاد العرب هو من السنن الإلهية التي نبهنا لها الشارع الحكيم في القرآن والسنة وتاريخ الأمم السابقة، لكي نأخذ العبرة ولا نبقى مع الغافلين.
عاجل
القناة 12: الدفاعات الجوية أخفقت في اعتراض صاروخ مصدره اليمن سقط في منطقة غير مأهولة قرب المطار وسط إسرائيل