الثلاثاء 26، نوفمبر 2024
16º
منذ 8 سنوات

فشل الامن الاسرائيلي

فشل الامن الاسرائيلي
حجم الخط
كتب عمر حلمي الغول إسبوع مضى بعد تنفيذ نشأت ملحم عمليته في ديزنغوف، تحركت كل اجهزة الامن الاسرائيلية بحثا عن ابن المثلث. لكن دون جدوى. وكانت عملية البحث والتفتيش الاكبر من نوعها منذ عام 1980، أضف إلى انها بمعايير اللحظة الزمانية والحداثوية، فإن لدى المؤسسة الامنية الاسرائيلية تقنيات وكل مقومات ثورة الاتصالات والمعلومات، ومع ذلك باءت جهودها بالفشل الذريع. ومن مظاهر ذلك، اولا لم تتعرف المؤسسة الامنية على منفذ العملية؛ ثانيا لم تتمكن من العثور عليه، مع انه بقي محتفظا بالسلاح، الذي إستخدمه؛ ثالثا عاش الشارع الاسرائيلي إرباك وخوف حقيقي من شبح منفذ العملية، حتى ان العائلات الاسرائيلية لم ترسل ابناءها للمدارس في منطقة الحدث؛ رابعا تخبط في المعلومات الامنية، مرة إتهامه بانه من "داعش" ومرة "تمكن من اللجوء للضفة الفلسطينية" ومرة ثالثة " إتهام والده وشقيقه وابناء عمومته واصدقائه بمساعدته" وأخيرا "كان لوحده، ولم يساعده احد"؟! النتيجة الجلية للجميع، هي إفلاس وعجز اجهزة الامن الاسرائيلية عن التعرف على الشهيد، وتتمثل في، ان والده، هو من تعرف عليه من خلال شريط الفيديو، الذي إلتقطته الكاميرات المنتشرة بالشوارع، ثم إتصل بالشرطة الاسرائيلية، وابلغهم بأمر ابنه؛ كما ان محامي العائلة، هو الذي كشف مخبأه، وليس "عبقرية" الاجهزة الامنية. وبالتالي اين البطولة في عمل تلك الاجهزة؟ وبالاساس لماذا لم تقم الشرطة منذ اللحظة الاولى للعملية من التصدي له، لاسيما وان العملية لا تبعد سوى امتار عن مقرها؟ وكيف تمكن من الخروج من المنطقة بهدوء ودون ان يراه احد؟ وكيف عاد الى قريته والاختباء بها دون ملاحقة أثره؟اين المؤسسة الامنية بكل جبروتها وامكانياتها؟ والم يكن من الافضل لوزير الامن الداخلي، اردان الصمت بدل التبجح، هو ورئيس وزرائه عن كيل المديح لمن اطلق النار بخسة ونذالة على نشأت دون اعتقاله؟ اين هي الشجاعة والرجولة في العملية الجبانة؟ ولماذا لم يتم تقديم قادة الاجهزة الامنية والقتلة للمحاكمة نتيجة إفلاسهم؛ اين دولة القانون من الجريمة، التي حصلت؟ كل الاسئلة المطروحة تفرض على الحكومة الاسرائيلية وقيادة الشباك والشرطة وباقي المؤسسة الامنية الاعلان الصريح عن الهزيمة والفشل. والاقرار بان الشهيد نشأت، هو من كان بطلا وليس القتلة من الوحدة الاسرائيلية الخاصة. لانه نفذ عمليته برباطة جأش، وانسحب من المنطقة دون ضجيج وبهدوء، أضف إلى انه لم يمنح قوات الامن فرصة اللحاق به او معرفة مخبأة. ودليل آخر على إفلاس المؤسسة الامنية، هو طريقة الانتقام من ابناء بلدة عرعرة، والتعامل معهم كأعداء، وليس كمواطنين يحملون الجنسية الاسرائيلية. والتحريض المعلن عليهم عبر وسائل الاعلام وفي مختلف المنابر. ومطالبة المواطنين الفلسطينيين في الجليل والمثلث والنقب بتسليم اسلحتهم غير المرخصة؟ ولم يسأل اي مسؤول امني او سياسي، لمن يسلموا اسلحتهم؟ واين هي الشرطة واجهزة الامن لتتسلم الاسلحة؟ ولماذا لم يتم الطلب من كل حامل سلاح غير مرخص بغض النظر عن ديانته مسلما ام مسيحيا ام يهوديا ام غير ذلك تسليم اسلحته؟ ولماذا يتم الحديث عن الفلسطينيين، وكأنهم دولة في الدولة؟ واين هي الدولة لتتحمل مسؤولياتها تجاههم؟ واليس هناك عشرين مركب من منظومة الدولة في الدولة. دولة المافيات ودولة الحريديم ودولة قطعان المستعمرين ودولة الاشكناز ودولة السفرديم ودولة الروس ودولة الفلاشا ..إلخ؟ الشهيد نشأت ملحم إنتصر وهم هزموا، مع إنه إستشهد على يد رجال الامن الاسرائيليين الجبناء. وتجلى نجاحه في إماطة اللثام عن خواء وإفلاس المؤسسة الامنية الاسرائيلية.  
عاجل
القناة 12: الدفاعات الجوية أخفقت في اعتراض صاروخ مصدره اليمن سقط في منطقة غير مأهولة قرب المطار وسط إسرائيل