حرية ممنوعة
شبكة وتر-قبل حوالي أسبوعين توجهت من أريحا إلى الخان الأحمر برفقة وفد صحفي من الاتحاد الاوروبي ، في ذلك اليوم كان أعضاء من الليكود سيزوروا الخان الأحمر ولا أحد يعلم حقيقة هذه الزيارة ، عند وصولنا إلى الإشارة الضوئية التي تسبق الخان الأحمر أوقفنا شرطي اسرائيلي يحمل سلاحاً وبرفقته مجندة أخرى ، سأل السائق إلى أين متوجهون ؟ أجابه : إلى القدس . فنحن استقلينا مركبة تحمل لوحة تسجيل صفراء " اسرائيلية " ولكن ذلك لم يشفع لنا مرورنا للخان الأحمر .
لم يقتنع الشرطي بإجابة السائق بأننا متوجهون للقدس المحتلة فقال له : ارجع حيث كنت . وهنا تدخلت آنا من بولندا وسألت عن سبب عدم مرورنا ، أخبرتها بأن الشرطي لا يسمح لنا بالمرور دون مبرر أو لربما نعلم المبرر . فهم لا يريدون رؤية حشود في الخان الأحمر لذلك يمنعون أي شخص من الوصول هناك ، ردت باستغراب : العام الماضي كنت في اسبانيا وتوجهت لمنطقة ما ولكن كانت مغلقة وعند وصولي أخبرني الشرطي بأنني لا يمكن أن أتواجد هنا وأخبرني ما السبب ، فلمَ لا يخبرنا سبب عدم مرورنا هذا الشرطي !
لم أرد عليها بشيء سوى الابتسامة ، فنحن أي الفلسطينين لربما تعودنا على الرفض دون مبرر ودون حتى سؤالنا عن المبرر ، أصرينا على المرور وأصر الشرطي على ارجاعنا ، لكن مع إصرارنا رفع الشرطي السلاح علينا وهددنا بضرورة الرجوع وتزامن ذلك مع قدوم دورية شرطة والذي أخبرتهم إيناس - التي ترافقنا من الاتحاد الاوروبي – أننا فعلاً ذاهبون للقدس وليس للخان الأحمر وكأنه كُتب على الفلسطيني أن يكذب ليستطيع أن يتجول داخل بلده .
اقتنع الشرطي وأرسل معنا دورية لمرافقتنا وذلك ليس حفاظاً على أمننا بل ليطمئن قلبه بأننا لن نذهب للخان الأحمر ، في طريق عودتنا الفعلية إلى رام الله لا القدس ، شاهدنا الأزمة في ذلك اليوم والتي امتدت من مدخل عناتا وحتى دوار جبع على أقل تقدير ، كل ذلك كان في سبيل عدم الوصول للخان الأحمر .
أن تكون فلسطينياً يعني أن تُمنع من التجول داخل بلدك دون أي مبرر ، أن تكون فلسطينياً يعني أن تكذب لتستطيع التجول في بلدك ، أن تكون فلسطينيناً يعني أن تقف صامتاً أمام أي سائح يطلب منك مبرر لعدم قدرتك على زيارة القدس دون الحصول على تصريح ، أن تكون فلسطينياً يعني أن تعاني الأمرين لتعيش .