الاحتلال ينسحب من باحات المسجد الاقصى ويخلف دمارا و30 مصابا

شبكة وتر- انسحبت قوات الاحتلال من المسجد الأقصى قبل قليل بعد أن خلفت دمارا كبيرا في المصلى القبلي، وأدت الى إصابات عديدة بين صفوف المصلين بعد أن أطلقت عليهم وابلا من قنابل الصوت والغاز والرصاص المطاطي. وفور انسحابها قام المصلون بخلع الأقفال التي وضعتها قوات الاحتلال على أبواب المصلى وعاينوا الدمار الذي خلفته داخله، ووصف شهود عيان ما جرى فيه بالكارثة الكبرى و”الزلزال” إثر مشاهد التخريب والدمار التي خلفتها قوات الاحتلال قبيل انسحابها. وشهد المسجد الاقصى منذ ساعات صباح اليوم مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال التي اقتحمت المسجد الاقصى المبارك، ما أدى الى اندلاع حريق قرب المصلى القبلي في ‫‏المسجد الأقصى‬. وحطّمت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم، بوابات الجامع القبلي التاريخية، خلال اقتحام وحشي شنته هذه القوات على المسجد الأقصى من باب المغاربة، تخللها الاعتداء على المعتكفين، وإطلاق وابل من القنابل الصوتية الحارقة والغازية، السامة المسيلة للدموع وأعيرة مطاطية. وتصاعد دخان كثيف صباح اليوم من المصلى القبلي في المسجد الأقصى المبارك، عقب اقتحامه من قبل قوات الاحتلال، وقصها باب المصلى، ووصولها حتى المحراب ومنبر صلاح الدين حيث أطلقت وابلا من قنابل الصوت والغاز داخله. وفي تصعيد أخر قامت قوات الاحتلال بقص باب المصلى القبلي واقتحمته حتى وصول المحراب ومنبر صلاح الدين واستهدفت قوات الاحتلال رجال الإطفاء أثناء محاولتهم إخماد الحريق الذي تسببت به. وعقب اقتحامها المصلى القبلي قامت قوات الاحتلال باعتقال عدد من الشبان المعتكفين داخله. وكما اعتدت قوات الاحتلال على عمال الأوقاف وحراس المسجد الأقصى، وعلى الرجال والنساء والأطفال، وما زالت طواقم الإسعاف تقدم العلاج للمصابين في المسجد الأقصى ومحيطه. وأفاد رئيس قسم الإسعاف في جمعية الهلال الأحمر د. أمين أبو غزالة أن هناك 36 إصابة منها 7 إصابات بجراح في الرأس لكبار السن، والباقي إصابات بالعيارات المطاطية والغاز المدمع وقنابل الصوت. من جهة أخرى، أصيب 5 أفراد من شرطة الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء، بجراح مختلفة جراء المواجهات التي اندلعت بين المرابطين عقب اقتحام قوات الاحتلال لباحات الأقصى لليوم الثالث على التوالي. وأفاد موقع يديعوت أحرينوت العبري، بان خمسة من أفراد شرطة الاحتلال أصيبوا بجراح طفيفة جراء المصادمات في المسجد الأقصى مع عشرات الفلسطينيين. من جهة اخرى، اعتلت قوات الاحتلال سطح المصلى القبلي في المسجد الأقصى وتحاول اقتحامه لاعتقال المرابطين. كما وقامت قوات الاحتلال باغلاق جميع بوابات الاقصى ومنعت دخول المصلين تمهيدا لاقتحامات عصابات المستوطنين للمسجد. كما ومنعت طلبة المدارس الشرعية في الأقصى من دخول للمسجد منذ صباح اليوم. ويشهد محيط المسجد الأقصى حاليا مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والمصلين الممنوعين من الدخول، حيث قامت قوات الاحتلال بالاعتداء عليهم بوحشية مفرطة واستخدمت قنابل الصوت والغاز والرصاص المطاطي، ما أدى الى العديد من الإصابات بين صفوف المصلين. وقد هرعت سيارات الإسعاف وطواقمها الى أبواب المسجد الأقصى لتقديم العلاج للمصابين. وتعمدت قوات الاحتلال استهداف الصحافيين والمصورين حيث تم الاعتداء عليهم ودفعهم بالقوة ومنعهم من التصوير. إمام وخطيب المسجد الأقصى المبارك- رئيس الهيئة الإسلامية العليا-القدس سماحة الشيخ عكرمة صبري أكد ، بان الاوضاع في الاقصى لليوم الثالث على التوالي، عبارة عن هجوم عسكري من قبل سلطات الاحتلال باستباحة الاقصى واعتقال المرابطين فيه. مشيرا الى ان ان وجود الاعتقالات مؤشر على وجود المقاومة وان المقدسيين واخوانهم في اراضي عام 48، غير موافقين ورافضين لاجراءات الاحتلال. وأكد سماحته بأن الوضع الان داخل الاقصى متوتر جدا ولم يتمكن اليهود المستوطنيين من اقتحام الاقصى لان الوضع متوتر ولا يَمكن لليهود من تنقيذ مخططاتهم. واشار سماحته الى احتراق اجزاء من المسجد القبلي وجزء من السجاد كما حصل في اليوميين الماضيين، وهناك تخريب لزجاج النوافذ، مبينا ان هذه النوافذ نادرة وتعود لمئات السنين وصعب اعادة الزخرفات كما كانت من قبل. واوضح سماحته، ان هذه الاقتحمات والافعال الهمجية التي يقوم بها الاحتلال دليل على ان الاحتلال همجي وغير حضاري وانه يهدم لانه ينظر الى العرب نظرة استباحة لاموالهم وممتلكاتهم ،وهذا يدل كما ورد في القران الكريم لقوله تعالى” ليس علينا في الاميين سبيل ” والتي تعني ليس عليهم ملامة اذا اعتدوا على الاموال والممتلكات التي تخص المسلمين. وأكد سماحة الشيخ صبري، ان اهل بيت المقدس يقومون بواجبهم ضمن امكاناتهم المتاحة لهم ويحبطون المحاولات التي تقع على ارض الواقع وفي الميدان، ولا يمكن لليهود ان ينجحوا في مخططاتهم ما دام هناك مرابطة للمسلمين، وهذا ما نستطيع ان نقوم به ضمن قدراتنا وامكاناتنا. مشيرا الى ان العرب لا يمكن ان يهربوا من هذه المسؤولية، محملهم هذه المسؤولية وعليهم ان يقوموا بواجبهم، وان الله سيحاسبهم على تقصيرهم بحق القدس والاقصى.