الصحّــة: لا وجود لبكتيريا (MRSA) في مستشفى الضمان الصحي ببيت ساحور
خاص راديو أورينت – أكّد مدير مديرية الصحة في محافظة بيت لحم، الدكتور محمد عيسى رزق اليوم الإثنين، أكّد خلو مستشفى حقل الرعاة المعروف بمستشفى الضّمان الصحّي في بيت ساحور من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية (MRSA). جاء هذا التصريح خلال برنامج (همّك همّنا) للزميل عيسى رشماوي، في حلقة اليوم على أثير راديو أورينت، بعدما خُصصت الحلقة لنقاش فحوى وتبعات الشكوى المقدّمة من بعض المواطنين بخصوص وجود هذه البكتيريا في المستشفى مما أدّى إلى مرض أطفالهم حديثي الولادة.
وأكّد رزق في حديث للإذاعة خلال المقابلة، أن الحالات التي تم حصرها منذ فترة حتّى الآن هي تطوّر طبيعي يحدث في كل مستشفيات العالم لهذه البكتيريا، التي تصل إلى مرحلة تتغيّر فيها جينياً لتصبح مقاومة قويّة للمضادات الحيوية المعروفة، وتتطلّب مضادات حيوية خاصّة بها وطريقة علاج غير مألوفة ليتم التخلّص منها في الوقت المناسب.
رشماوي: من حق الجميع أن يشتكي.. والصحّة لديها النتائج الآن
أما بما يخص مستشفى الضمان الصحّي، والّذي هو الآن في مرحلة اللّمسات الأخيرة لافتتاح مبنى المستشفى الجديد والأكبر حجماً وكفاءةً في ذات المدينة، فقد تحدّث بالنيابة عنه المدير الطبّي له الدكتور رفيق رشماوي، الّذي أكّد أن جمعية الضمان الصحّي الّتي تعمل منذ 60 عاماً في خدمة مواطني المحافظة بشكل خاص والوطن بشكل عام، أكّد أنها ملتزمة بكل توجيهات وقرارات مديرية الصحة في بيت لحم ووزارة الصحة الفلسطينية، وتتبّع في كل الأوقات بروتوكولات الوزارة في علاج الأمراض وفي اتخاذ اجراءات الوقاية اللازمة من الأوبئة والجراثيم والفيروسات المنتشرة في الوطن.
وشدّد رشماوي على أحقيّـة كل فرد من أفراد المجتمع أن يشتكي حال وجود خلل ما، إلّا أن الشكوى لا يجب أن تتجاوز قرارات الوزارة وتحقيقاتها وتتحوّل إلى تشهير متعمّد أو غير متعّمد على صفحات التواصل الاجتماعي أو في الجلسات العامة والخاصـة.
المستشفى نظيـــف من البكتيريا الضارّة
من جانبه أكّد رزق أن مديرية الصحة في بيت لحم استجابت للشكوى، وقامت بناءً على طلب مستشفى الضمان الصحّي بزيارة له على مدى يومين، بتاريخ 24/10 و 26/10، وجمعت أكثر من 60 مسحاً "عينة مخبرية" لفحص وجود بكتيريا (MRSA)، تنوّعت بين مسوحات من الأطباء والممرضين والعاملين، إلى مسوحات عن الجدران والأجهزة الطبية المستخدمة هناك لا سيّما في عملية الولادة. أما أهم ما جاء في تقرير مديرية الصحة المرفق أدناه ما يلي:
- جميع العاملين الصحيين المفحوصين لديهم بكتيريا المكورات العنقودية العاديــــة (وليست MRSA).
- الوضع البيئي مقنع كثيراً حيث لوحظت الأسطح نظيفة ولوحظ أيضاً وجود منظفات والمعقمات (Hygiene Gel) في كل المرافق بالمشــفى.
- لم يتم عزل (رصد) المكورات العنقودية المقاومة للمضادات الحيوية (MRSA) ولا أي نوع من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في العينات المفحوصة جميعها.
وجاء أيضاً في التقرير المرفق توصيات تم تعميمها على جميع مستشفيات المحافظة والوطن بتشكيل فريق لمكافحة الوبائيات والعدوى من أطباء وممرضي المستشفى، ليقوم بأخذ مسوحات دورية تضمن التقليل قدر الإمكان من الأوبئة جميعها خاصــة هذا النوع الضار من البكتيريا.
رزق: القضــاء على هذه البكتيريا بشكل كامل أمر مستحيــل
هذا وأضاف رزق قائلاً: "عدم وجود هذه البكتيريا في الفحوصات المخبرية هو مؤشّر على التزام المشفى بالتعقيم العام وتوصيات الوزارة، لكن من المستحيل أن نضمن عدم تكرار هذه الحالات في هذا المستشفى أو أي مستشفى آخر يتم فحصه، لأن القضاء على هذه البكتيريا بشكل كامل هو محط بحث كبار علماء البكتيريا في العالم الآن، ولا يزال الأمر غير ممكناً !! وفي حديثه خلال المقابلة على أثير أورينت، أكّد وكيل وزارة الصحة الفلسطينية الدكتور أسعد الرملاوي على ضرورة عدم تضخيم الأمور ووضعها في السياق الصحيح، حيث ذكر أن 15% من الشعب الفلسطيني كما في باقي العالم يحملون هذه البكتيريا بشكل نشط في مناطق كثيرة بأجسامهم، وهي أصبحت شر لا بد منه في معظم مستشفيات العالم.
وكيل الوزارة: كثرة استخدام المضادات الحيوية هي ما أدّت لظهور هذا النوع من الأوبئة
وأكّد الرملاوي على ما ذكره مدير صحة بيت لحم، على أن إزالة هذه البكتيريا بنسبة 100% من المستشفيات هو أمر مستحيل، لذا فيمكن أن تظهر في بضع حالات. وأضاف: " لكن الخطوات التي تتخذها وزارة الصحة كما يتّخذها العالم، هي محاولة التخفيف من وجود وتأثير هذا النوع من الأوبئة عن طريق فرق مكافحة العدوى التي قمنا بتعميمها على كافة مشافي الوطن". وفي النهاية، ناشد الدكتور الرملاوي أطباء الوطن جميعهم، بعدم استعمال المضادات الحيوية بشكل سريع على الأطفال، دون إعطاء المجال للجسم بأن يقاوم الأوبئة بطريقته، لأن هذا هو المسبب الرئيسي لإكساب بكتيريا الــ(MRSA) للمناعة الحالية في وجه المضادات الحيوية، مما يزيد من ظهور مثل هذه الحالات، وتسبب الضرر الجسدي والمعنوي والمادي على أهل الطفل المصاب بها.