منذ 9 سنوات
اليوم الذكرى الـ 22 لمجزرة الحرم الابراهيمي
حجم الخط
شبكة وتر- على مسافة اثنين وعشرين عاماً، تقف مدينة الخليل مع ذكرى أليمة ألمت بها، أودت بحياة العشرات من الفلسطينيين وجرح المئات منهم أثناء تأديتهم صلاة الفجر بالمسجد الابراهيمي، والتي عرفت "مجزرة الحرم الابراهيمي".
مجزرة الحرم الابراهيمي، وقعت في 15 رمضان 1414 هــ، على يدي الطبيب الاسرائيلي باروخ غولدشتاين، بضربه القنابل على المصلين وفتح سلاحه الرشاش عليهم، مما أودى بحياة 29 مصلياً، وجرح أكثر من 200 آخرين، ثم امتدت المجزرة خارج المسجد لتشمل مختلف مناطق محافظة الخليل، حتى وصل يومها عدد الشهداء لأكثر من 50 شهيداً وجرح مئات آخرين خلال تشييع شهداء الحرم والتبرع بالدم والمواجهات التي تبعت ذلك.
قصة المجزرة مدبرة كما تروى على لسان من عايشها، فالسيناريو الإجرامي ابتدأ بتغيّب الجنود عن تفتيش المصلين، ثمّ منع النساء والأطفال من الصلاة في الاسحاقية حيث مكان المجزرة، والأهمّ من ذلك التهديدات التي أطلقها الجنود ليلة المذبحة لبعض الفلسطينيين حسب الشهود.
روى امام المسجد الابراهيمي في حينها الشيخ عادل ادريس قصة المجزرة :"ابن خالتي الشهيد ذياب الكركي والذي استشهد في المجزرة، أخبرنا ليلتها أن جنود الاحتلال قاموا بتهديده والمصلين عقب صلاة التراويح، وقالوا لهم غداً الفجر ستشاهدون ما سيجري لكم".
وتابع ادريس :" دخل المستوطن الحاقد باروخ غولدشتاين الى الاسحاقية_ الموضع الذي يصلي فيه المصلين_ من الناحية الشمالية، وأخذ يطلق النار علينا، فاستشهد 29 مصلياً وكان من بينهم شقيقي المهندس الكهربائي سليم ادريس".
وبدل أن يعاقب المجرم على جريمته، حصل العكس تماماً، فقد عوقبت الضحية كما يبينها ادريس:" أولاً أغلق المسجد الابراهيمي حوالي ستة شهور، ومنع أي مسلم دخوله، وشكلت لجنة "شمغار" للتحقيق في هذه المجزرة. وكما يقال تمخض الجبل فولد فأراً".
وذكر محمد يوسف أبو الحلاوة أحد المصابين في مجزرة الحرم الابراهيمي في معرض حديثه: "ليلة المجزرة هددنا جنود الاحتلال ومنعونا من الصلاة في الاسحاقية، وتركونا نصلي في الجولية، وفي يومها لم يكن هناك جنود كما المعتاد، وخلال الصلاة أطلق الرصاص علينا، فأصبت ووقعت على وجهي، فقد تعرضت لعيار ناري في عنقي، أدى لقطع النخاع الشوكي والشلل الكامل".
بدوره يستذكر المصاب حمادة حمدي المحتسب قصة المجزرة وقلبه يعتصر ألما :" أصبت بثلاث رصاصات متفجرة في العمود الفقري والنخاع الشوكي والكبد والمعدة، ولحظتها بقينا حوالي نصف ساعة من الاصابة قبل نقلي للمستشفى، فكان صوت الرصاص كالرعد ولا أتنفس غير رائحة البارود". مبيناً :"اصابتي تسببت لي بشلل غير مكتمل بالأطراف السفلى مع عدم سيطرة على البول والبراز".
أما المصاب كمال خيري عابدين، فقد قال:" تعرضت لإصابة بالعنق، أدت لقطع الحبل الشوكي متسببة بشلل نصفي، وعلى اثرها حرمت الأولاد".
واستذكر عابدين ليلتها :"كان هناك شيئا غريباً منذ ليلة المجزرة حتى صلاة الفجر، وأعتقد أن ترتيبات المجزرة كانت على مستوى القيادة السياسية، فقد تم تقسيم الحرم، واغلقت مئات المحال التجارية، وتم اغلاق شارع الشهداء وغيرها من أصناف العقاب التي مورست بحقنا".
ونتج عن مجزرة الحرم الابراهيمي الشريف اغلاق المسجد لمدة ستة شهور أمام المسلمين، بالإضافة لتشكيل لجنة "شمغار" للتحقيق في حادثة المجزرة، والتي نتج عنها تقسيم المسجد، فالاحتلال يسيطر على 54% من مساحته، و46% للفلسطينيين، والمساحة التي سمحت للفلسطينيين تغلق في وجههم بشكل كامل فترة الأعياد والمناسبات اليهودية.
كما نتج عن المجزرة اغلاق شارع الشهداء الذي يعد الشريان الرئيس لمدينة الخليل، حيث يربط شمال المدينة بجنوبها، الى جانب اغلاق مئات المحال التجارية، ووضعت البوابات الالكترونية للتفتيش والتضييق على الفلسطينيين أثناء عبورهم بوابات الحرم، بالإضافة لوضع كاميرات المراقبة وغيرها من وسائل ومحاولات تهويد المنطقة بشكل كامل.