منذ 9 سنوات
بايرن ميونخ | ما بين الملل والرعب .. شعرة
حجم الخط
راديو أورينت - انتقم بايرن ميونخ من هزيمته على ملعب آرسنال بهدفين نظيفين ليسحق ضيفه بخماسية مقابل هدف في مباراة الجولة الرابعة من دوري الأبطال ليواصل البايرن تصدر المجموعة مع مزاحمة تستحق التحية من أوليمبياكوس، بينما بات مستقبل الجنرز في البطولة في مهب الريح.
الآن لنرى تحليل جول لهذا اللقاء...
■ يقولون إن الفارق بين العبقرية والجنون شعرة، وبرأيي فإن الفارق بين بايرن ميونخ الممل وبايرن ميونخ المرعب شعرة .
تفاصيل بسيطة تجعلنا نشاهد مباراة يستحوذ فيها البايرن مع خلق 3-4 فرص على الأكثر ومباراة يستحوذ فيها مع خلق قرابة الـ20 فرصة.
التفصيلة الكبرى تتعلق بوسط البايرن .. بيب جوارديولا يلجأ أحياناً إلى إشراك ثلاث أو أربع لاعبين بنفس الخواص تقريباً ونفس التوجهات حتى إنه لم يعجبه عدد لاعبي الوسط الرائعين في الفريق فأضاف عليهم فيليب لام.
جوارديولا حاول أن يفعل الأمر مع البرسا من خلال طريقة 3/4/3 فظهر البلاوجرانا بمظهر فاتر جداً في وجود تشافي وإنيستا وفابريجاس وبوسكيتس معاً في الملعب والسبب هو نفس السبب الذي يجعلنا نرى البايرن فاتراً مملاً في وجود فيدال إلى جوار تياجو ألكانتارا وتشابي ألونسو ويُضاف عليهم أحياناً فيليب لام.
لكننا اليوم شاهدنا 4/4/1/1 كما يقول الكتاب .. تياجو وتشابي ألونسو كافيان جداً لضبط الإيقاع وتناقل اللعب بين الجبهتين بدون التطويل والملل في التمرير العرضي الذي يبدو أغلبها بلا طائل فيما تتحرك الهجمة بسرعة للجانبين مع جناحين ناريين كدوجلاس كوستا وبدرجة أقل كومان.
القصد من هذا الأمر أن وجود لاعبين أكثر من اللازم للسيطرة على اللعب ربما يتحول أحياناً لوبال على الفريق فهو يزيد من الصعوبة في الاختراق على العمق ويزيد من عدد التمريرات في نفس المساحة ما يمنح المنافس فرصة أطول لتنظيم نفسه استعداداً للهجمة.
لكن اليوم البايرن كان مثالياً جداً باللعب المباشر والعمل على خلق خطورة مستمرة على المرمى وليس استحواذ مستمر .. تمريرات أمامية وبينية ورغبة واضحة في التهديف حتى بعد التقدم في النتيجة لذلك كان فريقاً مرعباً فعلاً.
■ البعض يرى توماس مولر لاعباً محظوظاً وموفقاً أكثر من اللازم كما حدث معه في هدفه الأول، والبعض يرى أنه يتواجد في أماكن صحيحة كما حدث معه أيضاً في هدفه الأول.
النظريتان قابلتان للتدليل عليهما، لكن ماذا عن الهدف الثاني لمولر؟ هذا هدف يحرزه اللاعبون الكبار فقط .. التسديد من زاوية صعبة ومن المكان الوحيد الذي يمكن أن يشكل مشكلة لبيتر تشك الذي يتوقع الكرة بطبيعة الحال على الزاوية البعيدة، لكن الدولي الألماني كان بارعاً بشدة في التسديدة التي تحفظ بوضوح زوايا المرمى.. برافو مولر.
■ لي موقف واضح من إدارة بايرن ميونخ ومسألة إضعاف الأندية الألمانية الأخرى، لكن الحقيقة أن البايرن أيضاً كان ذكياً جداً في الاستفادة من إهمال بعض الأندية الأوروبية وتراخيها بصورة أو أخرى في المحافظة على لاعبيها .. تذكروا آرين روبين مع ريال مدريد وتياجو ألكانتارا مع برشلونة وكومان مع يوفنتوس.
■ بدا لي أرتورو فيدال زائد الوزن بعد مشاركته في الشوط الثاني.. لست متأكداً من هذا الأمر لكن على كل حال فقد كان بطيء الحركة وبعيداً عن فيدال يوفنتوس.
■ رغم الصورة الوردية التي ظهر عليها بايرن ميونخ اليوم، إلا أنه تظل الثغرة الشهيرة لدى بايرن ميونخ موجودة ألا وهي الكرات الطولية خلف المدافعين .. اليوم كاد آرسنال أن يسجل هدفه الثاني عن طريق جيرو لولا حكم الراية الذي احتسب تسللاً ليس موجوداً على المهاجم الفرنسي .. على جوارديولا أن يجد حلاَ لهذا الأمر وإن كان نوعاً ما قد قل هذا الأمر عندما أصيب مهدي بن عطية.. أقولها وبكل أسف بالطبع لأنه يبدو وأن بواتنج وخافي مارتينيز صارا الخيار الأفضل حالياً للنادي البافاري.
■وارد جداً أن يخسر آرسنال أمام بايرن ميونخ في أليانز أرينا خصوصاً مع كم الغيابات التي يعج بها الفريق، لكن السؤال هو هل يمكن اعتبار اشتراك لاعبين أو ثلاثة لا يشاركوا تقريباً في التشكيل الأساسي أمراً كافياً ليخسر الجنرز بخماسية؟.
صحيح أن الهجمات المرتدة لآرسنال كانت ستكون مؤثرة جداً له في حالة وجود والكوت ورامسي -أو حتى تشامبرلين- لكن هل كان غياب الهجمات المرتدة وراء هذه الأخطاء الفادحة في الدفاع؟
الحقيقة أن آرسنال في كل مرة يتحسن فيها على مستوى النتائج تجد مباراة مثل هذه تعيده إلى الواقع وتدلل على أن الفريق لا يتمتع بشخصية الكبار بعد .. تلك الشخصية التي تأبى مثل هذه الخسائر إلا نادراً وتحدث مرة كل عدة مواسم.
لكن خسارة بخماسية أمام البايرن وخسارة أمام أوليمبياكوس في ملعب الإمارات من شأنها أن تعطي انطباعاً للجماهير أن هذا الفريق صحيح يقدم أداءً جيداً في الآونة الأخيرة لكنه مازال يحتاج لإثبات هيبته.
ولا أجد أن مثل هذه الهيبة الحقيقية ستعود إلا إذا كان لآرسنال قائد حقيقي داخل الملعب. الجنرز يحتاجون للاعب شرس يهابه باقي اللاعبين فيفرض كلمته ويحافظ على تعليمات المدرب داخل الملعب ويستمر في ربط اللاعبين ببعضهم. يحتاج إلى قائد يجعلنا لا نشاهد لاعبي آرسنال مستسلمين لمجرد دخول مرماهم هدفين فكثير من الفرق تلقت هدفين قبل ذلك ولم تلعب مستسلمة لقدرها هكذا.
■ المردود الذي أظهره جابرييل باوليستا وبير ميرتساكر يُظهر كم المعاناة التي يعانيها الفريق ككل من قلوب الدفاع .. باوليستا تعامل مع ليفاندوفسكي وكأنه مهاجم مبتدئ ليس عليه إلا أن يوقعه في مصيدة التسلل متكاسلاً عن رقابته بقوة بينما ظهر ميرتساكر لا حول له ولا قوة في عدة كرات من ضمنها كرة الهدف الثاني التي لم يحاول فيها التدخل على توماس مولر ومنعه من التسديد من هذا المدى القريب.
■ طالب الكثيرون -ومنهم كاتب السطور- بأن ينال جويل كامبل فرصته ضمن تشكيلة آرسن فينجر .. كان هذا في الموسم الماضي وليس الحالي الذي كان يقدم فيه آرون رامسي ما هو مطلوباً على مستوى مركز الجناح الأيمن.
لكن الحقيقة أن كامبل خذل الفريق بشكل واضح هجومياً ودفاعياً اليوم والسؤال الذي يفرض نفسه البيضة أولاً أم الدجاجة؟ هل كان فينجر على حق عندما لم يكن يعتمد على كامبل؟ أم أن مستوى كامبل تراجع بشدة بسبب قلة مشاركاته؟ أترك الإجابة لمن شاهد كامبل رفقة فياريال وأوليمبياكوس.
آرسنال | الإصابات عذر للهزيمة، لكنها ليست عذراً للفضيحة |