منذ 9 سنوات
بعد ” 85 ” عاما على استشهاد أبطال عكا هذه هي قصتهم الكاملة
حجم الخط
شبكة وتر- يوافق اليوم ذكرى استشهاد أبطال سجن عكا الذين أعدمهم الجيش البريطاني عام 1930، عقب موجة ثورية عارمة اجتاحت فلسطين، وهم عطا الزير وفؤاد حجازي ومحمد جمجوم، والتي سجلت كأحد الأحداث المفصلية في تاريخ الثورة الفلسطينية.
ويردد الفلسطينيون حتى اليوم أغنية “من سجن عكا طلعت جنازة.. محمد جمجوم وفؤاد حجازي.. جازي عليهم يا ربي جازي.. المندوب السامي وربعه وعمومه.. “والتي تجسد هذا الحدث وأدخلته كمكون ثقافي في أذهان عموم الشعب الفلسطيني على مر الأجيال.
وكذلك فقد خلد الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان في قصيدته “الثلاثاء الحمراء” حكاية الشهداء الثلاثة في رائعة أدبية.
وترتبط حادثة الاستشهاد بأحداث أعقبت ثورة البراق، عام 1929، والتي شملت عددا كبيرا من المدن والقرى الفلسطينية؛ وفي مقدمتها القدس، يافا، حيفا وصفد، وأصدرت سلطات الاستعمار البريطانية أحكام الإعدام بحق 26 فلسطينيا شاركوا في ثورة البراق؛ ثم استبدلت الحكم بالسجن المؤبد لـ 23 منهم، ونفذت حكم الإعدام بالأبطال الثلاثة. الشهداء محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير.
حبل المشنقة
وتجسد حكاية الأبطال الثلاثة إحدى روائع التضحية في التاريخ المعاصر، فقد حول الأبطال الثلاثة يوم إعدامهم لاحتفالية وطنية، وعندما أبلغهم الجلاد موعد تنفيذ الحكم بدأ محمد جمجوم ورفيقاه بإنشاد نشيد: “يا ظلام السجن خيم”، ثم استقبلوا زائريهم قبل إعدامهم بساعة وأخذوا بتعزيتهم وتشجيعهم وهم وقوف بملابس السجن الحمراء.
وفي الساعة التاسعة من يوم الثلاثاء 1930/6/17 نفذ حكم الإعدام شنقا بالشهيد محمد جمجوم، وكان ثاني القافلة الثلاثية رغم أنه كان مقررا أن يكون ثالثهما فقد حطم قيده وزاحم رفيقه عطا الزير على الدور الثاني حتى فاز بمطلبه.
وكان الشهيد فؤاد حجازي أول الشهداء الثلاثة الذين أعدمتهم سلطات الانتداب البريطاني في سجن عكا وأصغرهم سنا.
وأما الشهيد عطا الزير فطلب في يوم إعدامه حناء ليخضب بها يديه على عادة أهل الخليل في أعراسهم وأفراحهم، وعندما قاده جلاده إلى منصة الإعدام طلب أن تفك قيوده لأنه لا يخشى الموت، فرفض طلبه، وعندها حطم عطا الزير السلاسل بقوة عضلاته، وتقدم نحو المشنقة رافع رأسه مبتسما يشق الخطى نحو حبل المشنقة.
ثوار تواقون للحرية
وفي نبذة مختصرة عن سيرتهم الذاتية، فقد ولد الشهيد محمد جمجوم في مدينة الخليل وتلقى دراسته الابتدائية فيها. وعندما خرج للحياة عرف بمقاومته للصهيونية فكان يتقدم المظاهرات التي تقوم في أرجاء مدينة الخليل احتجاجا على شراء أراضي العرب أو اغتصابها.
وأما الشهيد فؤاد حجازي فقد ولد في مدينة صفد وتلقى فيها دراسته الابتدائية ثم الثانوية في الكلية الأسكتلندية، وأتم دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية ببيروت. وعرف منذ صغره بشجاعته وجرأته وحبه لوطنه واندفاعه من أجل درء الخطر الصهيوني عنه. وشارك مشاركة فعالة في مدينته في الثورة التي أعقبت أحداث البراق سنة 1929 وقتل وجرح فيها مئات الأشخاص.
وكذلك فقد ولد الشهيد عطا الزير في مدينة الخليل، وعرف عنه منذ الصغر جرأته وقوته الجسمانية، واشترك في المظاهرات التي شهدتها مدينة الخليل احتجاجا على هجرة الصهاينة إلى فلسطين، ولا سيما إلى مدينة الخليل.