منذ 9 سنوات
بني غرة.. تمنى الشهادة فأُعطِيها
حجم الخط
شبكة وتر- اختار الشهيد عز الدين بني غرة صورة لأحد قناصي كتائب الشهيد عز الدين القسّام الجناح العسكري لحركة "حماس" كغلاف لصفحته على "فيسبوك"، قبيل لحظات من استشهاده برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي، وكأنه كان يشعر بدنو أجله.
وارتقى الشاب بني غرة العشريني العمر، شهيدًا فجر الأربعاء خلال حملة اعتقالات نفذها جيش الاحتلال في مخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.
وكان لافًتا أن آخر عبارة كتبها قبل ساعات قليلة من استشهاده على صفحته على فيسبوك "كان باستطاعتي أن أمتلك كل شيء وأن أعيش كما أريد ولكني أحببتُ بأن أفوز مع الله...".
وتختصر هذه العبارات الأمنية التي كان يصبو إليها الشهيد عز الدين في مرحلة الشباب، من حبه للشهادة والموت في سبيل الله.
ويتضح لمتصفح حساب الشهيد، مدى حبه للشهادة، ففي السابع من الشهر الجاري كتب على صفحته "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه".
وقبل يومين من استشهاده كتب "يظنون أنهم سيبتلعونني متى شاءوا ولكني سأنفجر في حلوقهم"، وفي موضع آخر كتب "لا يستحقون ولكن الله يستحق"، وفي موضع ثالث كتب "عجزنا أن نكون مثل الأنبياء لأنهم معصومون من عند الله، ولكن لن نعجز أن نكون مثل الصالحين.. فمن أنفسنا".
ونعت حركة حماس في مخيم جنين الشهيد عز الدين، وقالت إنه أحد كوادرها في المخيم ممن يعملون بصمت، ووصفته بأحد الأيادي المتوضئة والمخلصة.
تفنيد رواية الاحتلال
ويروي شبان مخيم جنين الذين تواجدوا في موقع استشهاد بني غرة اليوم، واقعة الاستشهاد، مفندين رواية الاحتلال، بأن الشهيد كان يهم بإلقاء عبوة ناسفة على قوات الاحتلال حسب ادعاء ناطق عسكري إسرائيلي لإذاعة الجيش.
ويقول شهود عيان لـوكالة "صفا" إن مواجهات اندلعت في ساحة المخيم عقب رصد الشبان لتسلل قوة عسكرية داخل أزقة المخيم حيث أطلق أحد الجنود النار على الشاب بني غرة خلال تواجده على مفترق جورة الذهب في المخيم فأصابته في صدره وعندها حاصر الجنود المنطقة.
ويؤكد الشهود أن جثمان الشهيد بقي لأكثر من ساعة محاصرًا من قبل القوة الراجلة الإسرائيلية دون تقديم أي إسعاف له، إلى أن تمكن الشبان بعد مواجهات من سحب جثمانه ونقله لمستشفى الدكتور خليل سليمان.
ويشير شهود عيان أخرين، إلى أن جنود الاحتلال لم يبذلوا أي جهد لتقديم الإسعاف للشهيد بني غرة وهم يحيطون به مما يعني أنهم كانوا يتقصدون قتله.
الباحث عن الشهادة
ويُعرف بني غرة في مخيم جنين كأحد الشباب الناشطين في حركة حماس ممن يبادرون للمشاركة في أنشطتها الجماهيرية ويحرص على التضامن مع فعاليات الأسرى.
وكان الشهيد مقربًا من الشهيد القسامي حمزة أبو الهيجاء الذي اغتالته قوات الاحتلال في 22 مارس 2014.
ويؤكد أصدقاء الشهيد، أنه كان متأثرًا كثيرًا باستشهاد حمزة، ويكثر من الحديث عن الشهادة والمقاومة بعد استشهاده، وأنه كان ملتزمًا وخلوقًا ويحبه الجميع.
ويقول النائب في المجلس التشريعي في مخيم جنين جمال حويل "إن شلال ومسلسل الدماء والشهداء في محافظة ومخيم جنين لا يتوقف".
ويضيف لوكالة "صفـا" "أن دماء الشهداء تعمد طريق النصر والتحرير وتدلل على قدرة شعبنا المستمرة على التضحية والعطاء".
واستنكر تواصل استهداف قوات الاحتلال لمخيم جنين وارتكاب الجرائم بدم بارد، دون أية اعتبارات إنسانية، مؤكدا أن مخيم جنين سيبقى شوكة في حلق الاحتلال.