الثلاثاء 26، نوفمبر 2024
منذ 9 سنوات

"جارتان" .. مشروع تطبيع بالتطريز وتهديد للتراث الفلسطيني بالسرقة

حجم الخط
شبكة وتر-عاطف ابو الرب -نساء فلسطينيات وإسرائيليات يطرّزن حياة مشتركة، عنوان موضوع لفت نظري، وشدني لقراءته، لأكتشف حجم المؤامرة على شعبنا، واستغلال حاجة المواطنين لخلق كيانات قابلة للعيش والتعايش مع الاحتلال.   فرغم كل حملات مقاطعة الاحتلال، وتجريم التطبيع التي تقوم بها جماعات مختلفة، إلا أن الاحتلال وماكينته لا تتوقف عن إحداث اختراقات في صفوف شعبنا، بالاعتماد على المال تارة، وتحفيز الطبقات المهمشة وإشعارها بأهميتها تارة أخرى، وذلك من خلال مشاريع في الغالب ممولة من الخارج.   وكما هي مشاريع التطبيع، فإن اسم المشروع "جارتان"، في محاولة لكسر الكثير من الحواجز، وإيجاد أرضية مشتركة، والعمل على تدريب نساء من ذوات الدخل المحدود على فنون التطريز، واستغلال حالة التهميش التي تعاني منها الكثير من القطاعات في شعبنا.   وأسس المشروع المشترك من خلال زوج أميركي زار البلاد وأعجب بفكرة العمل المشترك لتصميم أزياء حديثة، يعني إسرائيلية، بالاستفادة من التطريز الفلسطيني، بما يضفي على هذه الأزياء طبعة الحداثة.   في النهاية يخرج منتج مشترك يباع، وتحصل العاملات فيه على أجر مجز نوعاً ما، لكن الحقيقة أن الثمن لمثل هذه المشاريع كبير جداً. من جهة، هذه مشاريع تهدف الى إحداث اختراق في المجتمع الفلسطينية، وخلق مرجعيات غير فلسطينية لبعض الفئات، بما فيها النساء، والشباب.   الأمر الثاني وهو إيصال رسالة للعالم أن الشعبين يعيشان بأمن وسلام، وحسن جوار، وبالتالي فإن الصراع الفلسطيني مع الاحتلال ليس جوهرياً. وهذا أهم ما يحاول الاحتلال تصويره للعالم، بأنه لا خلاف مع الشعب الفلسطيني، حيث يتعايش أبناء الشعبين في وفاق في مختلف المجالات.   أما القضية الأخطر فهي طمس خصوصية التراث الفلسطيني، والإيحاء بأن التراث والفلكلور في فلسطين أمر مشترك، يشترك فيه الشعب الفلسطيني مع قوى الاحتلال، وهنا يحقق الاحتلال أمرا غاية في الخطر بترويج أفكار توحي بأن التطريز الفلسطيني تراث صهيوني، وأن لهم الحق في تسويق التطريز باعتباره تراثا صهيونيا يهوديا. حيال هذه المحاولات وغيرها الكثير لا بد من ملاحقة كل عرابي التطبيع، وفضحهم أمام الشعب الفلسطيني، والأخذ بيد الفئات التي تورطت في مشاريع تطبيع بصورة أو بأخرى. ولا بد من سحب البساط من كل الجهات المشبوهة التي تسعى لخلق فئة منتفعة من مشاريع التطبيع، وتدريبها لمواجهة حملات المقاطعة.   وهنا لا بد من دعم وتعزيز الفئات المهمشة، وتوعيتها بعيداً عن الشعارات والحملات الكاذبة، ما يعني النزول عن الشجرة، والانخراط في أوساط الفئات المتضررة من الواقع الاقتصادي السياسي السيئ، والعمل على دعمها لمواجهة كل المغريات، دون المساس بكرامة هذه المجموعات. ولا بد تغيير وسائل العمل والاستثمار في فئة الشباب، من الفئات المهمشة، وبناء قوى فعل حقيقي، وكفى استهتارا بعقول البشر. المصدر الحياة الجديدة
عاجل
القناة 12: الدفاعات الجوية أخفقت في اعتراض صاروخ مصدره اليمن سقط في منطقة غير مأهولة قرب المطار وسط إسرائيل