منذ 8 سنوات
حفل توقيع كتاب “حيفا الكلمة التي صارت مدينة”
حجم الخط
شبكة وتر-أقامت “الآن ناشرون وموزعون”، يوم الاثنين، في مركز الرأي للدراسات/ قاعة محمود الكايد، حفل إشهار وتوقيع لكتاب “حيفا.. الكلمة التي صارت مدينة” والذي أهداه مؤلفه د.جوني منصور مؤرخ حيفا وسادنها، إلى “أبناء ومحبي حيفا في كل مكان”.
بدأ القاص والناشر جعفر العقيلي الحفل بالتعريف بالكتاب فقال: ” إنه كتاب ألبوميّ يفتح باباً جديداً لدراسة الإنسان والمكان من خلال صور العائلات وفهم وإدراك أنماط حياتها.
وهو يشكل مرجعاً ووثيقةً على درجة كبيرة من الأهمية في براهين الوجود وفي مواجهة التلاعب بالمعلومة والصورة وفي أرشفة ولملمة الذاكرة المبعثرة. إنه كتاب يعيد الاعتبار لحيفا كمدينة فلسطينية وعربية ساحلية مركزية، كما يعيد للعمارة الفلسطينية اعتبارها ومكانتها من خلال تسليطه الضوء عليها وعلى الحياة الفلسطينية العامة”.
ثم أشاد راعي الحفل دولة رئيس الوزراء الاسبق د.معروف البخيت خلال كلمته بالجهد التوثيقي الفردي الكبير الذي قام به المؤرخ وكشف من خلاله تفاصيل الحياة في هذه المدينة الصغيرة الوادعة التي تحولت إلى حاضرة عربية فلسطينية، مؤكدا أن هذا الجهد تعجز عنه مؤسسات بحثية كبيرة.
وأشار البخيت إلى أهمية المواضيع التي تحدث عنها الباحث ولامس تفاصيلها كالأحداث الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وذلك من خلال تناوله لسير الشخصيات السياسية والاقتصادية الإعلامية في هذه المدينة.
وأضاف البخيت أن الكتاب الذي استعرض تاريخ حيفا وتطورها خلال فترة مهمة من تاريخ هذه المدينة وتاريخ العرب بالمجمل يحمل القارئ إلى آفاق بعيدة وخاصة الذين يعرفون المدينة ودروبها ومعالمها فيستحث ذاكرتهم ويعيدهم إلى مدارج الصبا ومفاتن حياة المدينة التي كانت حاضرة عربية مهمة، ويحيل الذين لم يعرفوا المدينة إلى محبين لها من خلال هذا المتحف التعليمي والتثقيفي الذي يعرضه الكتاب بشكل جميل، ويرسخ من خلاله صورة المدينة للأجيال القادمة.
كما أكّد وزير الصحة الأسبق د.زيد حمزة بدوره على أن كتاب “حيفا الكلمة.. التي صارت مدينة” يفتح الشهية للحديث عن أهلنا الصامدين فيما يسمى فلسطين 48 رغم إهمالنا لهم ومقاطعتنا لهم، مشيرا إلى أن الكتاب موسوعة مصورة لتاريخ هذه المدينة التي صبرت وبقي مواطنوها شوكة في خاصرة الاحتلال.
واستعرض حمزة أهم الصفحات والوقائع بالغة الدلالة من الناحية السياسية والاجتماعية كاستشهاد قائد حامية حيفا في 17 آذار من عام 1948 الشهيد محمد حمد الحنيطي ومرافقوه، واحتلال حيفا من قبل المنظمات العسكرية الصهيونية بالتواطؤ مع قوات الانتداب البريطاني.
من جانبه أكد وزير الثقافة الأسبق الشاعر جريس سماوي على أهمية مدينة حيفا بوصفها ملتقى الجهات الأربع، حيث وفد إليها التجّار والعمّال والزوّار من كل حدب وصوب، وأقاموا فيها مازجين حضاراتهم في بوتقة واحدة. كما أشار إلى الترابط التاريخي بين حيفا والداخل الفلسطيني من جهة وبين المدن والقرى الفلسطينية من جهة أخرى، مما جعل لكل صوت هناك صدى هنا وبالعكس.
وأشار سماوي إلى الجهد الفردي الذي بذله د.جوني منصور في إعداد هذا الكتاب البانورامي الذي يعدّ وثيقة يمكن الاعتماد عليها لتأكيد الحق التاريخي للشعب العربي الفلسطيني.
الكاتب د. سميح مسعود أكد على أن الكتاب سفر موسوعي صاغه د. جوني منصور بمرجعية وطنية بهدف سبر أغوار مدينته، لتعريف القارئ المعاصر على دلالات ومضامين مختلف جوانب حياتها الماضية ، ولتعريف القارئ بمشاهد ولحظات وأفكار متناغمة ومنسجمة، عن تاريخها وأعلامها البارزين ومعالمها الحضارية وأحداثها الرئيسة والمصيرية التي شهدتها في ماضي أيامها
منذ أن كانت قرية صغيرة للصيادين وحتى غدت مدينة عصرية كبيرة، مروراً باحتلالها من قبل الإنجليز في العهد الانتدابي ، ووصولاً إلى أيامها الأخيرة، عندما عمها الخراب والدمار، وتم تهجير سكانها الأصليين في نيسان عام 1948 ، مع بدء تنفيذ مخططات التهجير والتطهير العرقي التي عمت بقية المدن والقرى الفلسطينية.
واختتم المؤلف الحفل بكلمة قال فيها: ” تحتضن عمّان في هذا المساء شقيقتها “حيفا”… المسافة ليست بعيدة بين المدينتين… لم تكن بعيدة أبدا…”.
وأصاف: “الكتاب الذي نحتفي به هذا المساء، مؤلف ضخم كما ترون، استغرقت عملية إعداده حوالي عقدين من الزمن، من تجميع لصور فوتوغرافية من ألبومات العائلات الفلسطينية الحيفاوية المقيمة في المدينة أو التي هُجّرت قسريا عنها في العام 1948، ووثائق وكتابة نصوص تاريخية حولها، أو ذات علاقة بها وبالمدينة.
إن الذاكرة الجمعية لكل مجتمع وأمة، بحاجة دائماً إلى عملية تنشيط وتحريك، حتى يتسنى للراهن الفاعل أن يثريها بمضامين وآفاق جديدة. بمعنى أن جمود الراهن وتكلس الحركة الاجتماعية المعاصرة، يضر بالذاكرة الجماعية. ومن هنا رأيت من واجبي أو اخذت على عاتقي عملية وضع هذا الكتاب الذي يمثل الذاكرة التاريخية والذاكرة الجماعية”.
وختم المؤلف بشكره لكل من بذل جهداً .. وقدّم دعماً لطباعة الكتاب.
كتاب “حيفا.. الكلمة التي صارت مدينة” يعيد الاعتبار لحيفا كمدينة فلسطينية وعربية ساحلية مركزية، كما يعيد للعمارة الفلسطينية اعتبارها ومكانتها من خلال تسليطه الضوء عليها وعلى الحياة الفلسطينية العامة.