منذ 9 سنوات
صراخه ومناشدنه لوالده لم تشفع له ” قصة مقتل طفل من الخليل على ايدي والده وعمه “
حجم الخط
شبكة وتر- بينما لم تكد تغب عن الاذهان تلك الصورة الصادمة لجسد الطفل “همام” واشقائه الثلاثة الذين طالتهم حفلة تعذيب قادها الأب حتى مطلع الفجر في رمضان العام الماضي في الخليل، حتى افاق الناس اليوم الخميس على خبر يماثل تلك الصورة الصادمة.. أب يقتل طفله بدعوى تأديبه!!
فاجعة مقتل الفتى ماهر دعيس ( 16عاما) على يد أبيه وعمه في مدينة الخليل فجر اليوم الخميس، سبقتها ايضا حادثة مماثلة حين قتل الفتى عبد الجابر فخري أبو صفية (16 عاما)، من قرية بيت سيرا غرب مدينة رام الله على يد والده منتصف العام الماضي بدعوى تأديبه ايضا!!
هذه الحوادث التي تهز جدران قلب كل انسان يملي على الاهل اعادة النظر في طريقة تربية اطفالهم، والبحث عن اساليب ناعمة خلال محاولا تعديل سلوكم بعيدا عن استخدام العنف .
وفي تفاصيل فاجعة الطفل دعيس، كما قالت مصادر امنية لـالقدس دوت كوم، فان الأب وعمه قد اصطحبا الفتى الى مخزن المنزل وقاما بتقييده وضربه بعصا خشبية على مختلف انحاء جسمه، مما ادى الى وفاته بين ايديهم.
وتابع المصدر قام الاهل بنقله الى مستشفى الخليل الحكومي الساعة الثانية فجرا وهو متوفى، بينما ظهرت على جسده علامات التعذيب والضرب بشكل “صارخ” مما دفع الاطفاء للتبليغ عن الجثة. فيما تحدث بعض الجيران عن سماع صراخ الطفل وهو يتعرض للضرب ويناشد الاب والعم بالتوقف عن ضربه.
واوضح المصدر ان الشرطة اعتقلت الاب واعترف بانه قام بضربه بالاشتراك مع عم الفتى لتاديبه، بدعوى منعه من افتعال المشاكل مع الجيران.
وترجع الاخصائية الاجتماعية من جمعية تنظيم وحماية الاسرة ربى الواوي في حديث مع القدس دوت كوم، الحادثة الى الثقافة السائدة في المجتمع بأن ضرب الابناء يؤدي الى تأديبهم وردعهم.
وتشير الواوي الى ان الفتى احمد وجيله (15-16) يمر في هذا العمر بمرحلة حساسة، بـ”الانتقال من مرحلة الطفولة الى المراهقة والتي يبدأ فيها الطفل بالنضوج مما يتطلب من الاهل معاملة خاصة لهم، تبدأ بالحوار مع الطفل لمعرفة احتياجاته ورغباته ومواءمة ذلك مع اللواقع الاجتماعي والضوابط الاجتماعية التي تفرضها الاسرة”.
وبحسب الاخصائية فان الاسر الفلسطينية تنقسم الى نوعين بالتعامل مع اطفالهم، قسم يتعامل بشكل “راقي” مع مشاكل واحتياجات ابنائهم ويتفهموها، ويبحثوا عن حلول للمشاكل بالنقاش والحوار وبناء الثقة، والقسم الاخر يلجأ الى العقاب البدني والنفسي، وهو مرفوض بشكل مطلق لما له من سلبيات على الطفل وسلوكه والذي قد يتحول الى شخص عدائي بالاضافة الى أن العقاب النفسي من حرمان الطفل من مصروفه على سبيل المثال سيدفعه للبحث عن بدائل لتعويض هذا النقص.
وتبين الاخصائية الاجتماعية فان العنف ما زال ثقافة سائدة عن الكثير من الاسر بالرغم من الجهود التي تبذل للحد منه من قبل المؤسسات والجمعيات الناشطة في مجال الحفاظ على الاسرة والطفل، من اقامة ورشات عمل لتعليم الاباء والامهات حول كيفية التعامل وتربية اطفالهم. لافتة الى ان من يمارس هذا العنف بشكل وحشي ضد الاطفال يكون شخصا عدائيا ذا طبيعة سلوكية عدائية.
من جهته، قال نائب مدير وحدة حماية الاسرة والاحداث في الشرطة الفلسطينية المقدم جهاد حاج علي في حديث مع القدس دوت كوم، ان الشرطة تتعامل مع اي اعتداء على طفل سواء اعتداء جسدي او لفظي “..” وفق الاجراءات القانونية المتبعة حيث يتم تحويل الشكوى الى النيابة العامة والتي تقوم بدورها بتحويلها الى القضاء، بغض النظر ممن ارتكب الاعتداء او الجرم ضد الطفل.
واوضح ان الشرطة تبذل جهودا حثيثة للحفاظ على حقوق الطفل من منع اي اعتداء جسدي او معنوي عليه من خلال توعية اطفال في المدارس في محاضرات حول مختلف المخاطر وتوزيع نشرات خاصة على الاهالي حول كيفية التعامل السليم لتربية ابنائهم.
واوضح ان الوحدة تتلقى شكاوى مختلفة من الاطفال تفيد بتعرضهم للضرب والاعتداء، الا ان معظم هذه الشكاوى تكون ضد اطفال أو اشخاص آخرين، لافتا الى ان الشكاوى ضد الوالدين نادرا ما تصل للوحدة، ربما يتم التستر عليها ولا ترد الينا الا اذا كانت الاصابة بليغة او وصلت الى المستشفى. واوضح انه مؤخرا كان من اللافت وصول شكاوى من الاطفال ضد ضرب المعلمين لهم.
المصدر : موقع القدس كوم