غزة: انتقادات فلسطينية لتدريب أطفال على السلاح
اثارت صورا، بثتها وكالات انباء، تظهر اطفالا فلسطينيين يتلقون تدريبات على السلاح في مخيمات صيفية بقطاع غزة، جدلا في الاوساط الفلسطينية، بشأن ما يترتب على ذلك من آثار نفسية واجتماعية سلبية. فيما هاجمت وسائل اعلام اسرائيلية وغربية ذلك واعتبرته جزءا من عمليات التعبئة على "العنف والكراهية والارهاب".
ونشرت وكالات انباء صورا من مخيمات صيفية تنظمها حركة الجهاد الإسلامي في غزة، تظهر أطفالا يتلقون تدريبات على السلاح، وعلى تنفيذ عمليات خطف لجنود إسرائيليين.
ودافع الناطق باسم حركة الجهاد الاسلامي داود شهاب، في تصريحات صحفية، عن تلك الصور والمخيمات التي تنظمها حركته، وقال: انها تهدف إعداد جيل مقاوم للدفاع عن نفسه وشعبه، موضحا أنها تاتي في إطار مخيم كشفي ليوم واحد وليست نهجا مستمرا وثابتا لدى حركته.
وقال المحلل السياسي المختص بالشؤون الإسرائيلية، أكرم عطا الله: إن إسرائيل تستغل هذه الحالات للاستمرار في وصف الشعب الفلسطيني بأنه "إرهابي" وكجزء من الدعاية القائمة في الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأضاف في حديث لـ القدس دوت كوم: إسرائيل تحاول بكل السبل أن تقول للعالم أن هذا "شعب الإرهابيين، ولا يستحق الدولة، وتحرض على نظام التعليم، كجزء من أدوات الصراع القائم، والمشكلة تكمن في عدم قدرة الطرف الفلسطيني على الدفاع عن نفسه، ولذلك تنتصر إسرائيل في معركة التشهير الإعلامي بين الجانبين، وتحقق نجاحات في هذا المجال بحكم ما تمتلكه من وسائل مختلفة".
ويرى عطا الله في تدريب الأطفال على السلاح "خطأ استراتيجي"، مشيرا إلى ضرورة توعية وتثقيف الأطفال نفسيا وعلميا، وانه يحق للفلسطينيين في الوقت ذاته تعليم أطفالهم على حب الوطن وكراهية الاحتلال والدفاع عن انفسهم.
ويعارض الأخصائي النفسي، الدكتور فضل أبو هين، استخدام السلاح في المخيمات الصيفية وخاصةً في ظل حاجة الأطفال لمواد ترفيهية وأنشطة حركية بعد عام دراسي طويل، وضرورة إتاحة الفرصة أمامهم لإثبات إمكاناتهم وقدراتهم وطاقاتهم.
وقال ابو هين في حديث لـ القدس دوت كوم: مثل هذه الأفعال مردودها سلبي على المجتمع، ونحن بحاجة لوقوف العالم إلى جانبنا، وتفهم قضيتنا، وليس تجييش المجتمع، والأطفال بحاجة لأنشطة حركية، وبرامج إيجابية لامتصاص التوتر الموجود داخلهم من خيالات وأفكار عنيفة.
وتابع:" لا نريد أن نفتح المجال أمام إشباع الرغبات المحرومة للأطفال، عن طريق تعليمهم أشياء في غير وقتها، فإدخال الشيء في غير وقته، يصبح سلبيا، والأطفال بحاجة إلى ترويح وترفيه عن النفس، وليسو بحاجة إلى الشحن والتوترات، ولسنا بحاجة لعسكرة المجتمع، لأن ذلك يعد فشلا، ولا بد من وجود توازن داخل المجتمع".