منذ 7 سنوات
لتعزيز مكانتها السياحية : مركز برك سليمان يطلق مشروع ترميم البرك السليمانية
حجم الخط
شبكة وتر-بيت لحم – حسن عبد الجواد - احتفلت مركز برك سليمان بإطلاق مشروع ترميم البركة السليمانية الثالثة ضمن مشروع الحفاظ على هذه المنطقة التاريخية وحمايتها.
وجرت مراسم الاحتفال بإطلاق المشروع، بحضور القنصل الأمريكي العام بالقدس دونالد بلوم، ورئيسا مجلس إدارة شركة اتحاد المقاولين سامر خوري وسهيل الصباغ والمهندس وليد سعد صايل المدير الاقليمي لشركة اتحاد المقاولين، ورئيس بلدية بيت لحم انطون سلمان، و مستشار الرئيس للشؤون المسيحية رئيس مجلس مؤسسة تطوير بيت لحم المهندس زياد البندك، والمهندس جورج باسوس مدير عام مركز برك سليمان وقصر المؤتمرات، والمهندس مازن كرم المدير التنفيذي لمبادرة تطوير بيت لحم، وداود الزير رئيس مجلس أمناء جامعة فلسطين الأهلية، ووكيل وزارة الاوقاف خليل الرفاعي، والمطران منيب يونان ، ومطران الروم الارثوذكس ثيوفيلوكتس، والدكتور علي صلاح رئيس جامعة القدس المفتوحة في بيت لحم، وروبن سلمون الملحق الثقافي في القنصلية الأمريكية، واحمد اسماعيل رئيس مجلس قروي ارطاس، وممثلين عن هيئات ومؤسسات و وزارات فلسطينية من القطاعين العام والخاص ورجال الدين المسيحي والإسلامي.
ويتألف المشروع والذي تبلغ قيمته 750 ألف دولار من منحة بقيمة 500 الف دولار من صندوق السفراء للحفاظ على التراث الثقافي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية ، ومنحة أخرى بقيمة 250 ألف دولار من القنصلية الأمريكية العامة بالقدس، فيما سيشارك مركز البرك السليمانية بقيمة 250 ألف دولار كجزء من مساهماته في المشروع .
وعقب المراسم الاحتفالية الرسمية جرى إزاحة الستارة عن يافطة مشروع ترميم البركة الثالثة بحضور رسمي كبير، حيث أكد الجميع على أهمية المشروع على مختلف الأصعدة.
من جهته قال سامر خوري رئيس شركة اتحاد المقاولين العالمية ان الشركة تعتمد وترى في بيت لحم كمهد للثقافة والحضارات، موضحا أنها أقامت قصر المؤتمرات ليكون مركزا لاحتضان الثقافة الفلسطينية، مشيرا إلى أن البرك السليمانية لها تاريخ مهم وارث ثقافي، وتحاول الشركة الحفاظ عليه وحمايته منذ توليها مهام العمل في حماية المنطقة وإحياءها.
ولفت خوري إلى انه من المهم ان يقوم السياح والحجاج بزيارة منطقة برك سليمان وعدم اقتصار زيارتهم الى منطقة واحدة، موضحا ان الشركة تأمل من خلال مشاريعها ان تتنوع الزيارات للحجاج والسياح بما يساهم بخدمة المجتمع الفلسطيني وإظهار تعدده وتنوعه مع التأكيد على ان برك سليمان عامل مهم في هذا الإطار، معربا عن أمله بان يزور المليوني سائح الذي يزورون بيت لحم أن يأتوا الى هذه المنطقة التي تتميز بعراقة الزمان والمكان.
وأكد خوري أن هذه الأرض التي يقع عليها المشروع تتعرض لحملات واستهدف من بعض الجهات الإسرائيلية، وبالتالي لا بد من حمايتها حيث يعتبر المشروع جزء من خطة الحماية، مؤكدا أن من واجب الشركة ان تعمل وتبني في كل الأراضي الفلسطينية، كما يقول الرئيس محمود عباس ابو مازن.
وأضاف خوري أن المستوطنين يحاولون سرقة الأراضي ونحن من واجبنا حماية الأرض والاستثمار فيها من خلال تعميرها والبناء فيها، مما سيمنع قدومهم وسيطرتهم عليها، مشيرا إلى أن الحضور الفلسطيني ومعه الدولي، وهنا اليوم القنصلية الأمريكية جزء من تعزيز الوجود الفلسطيني بأرضه.
وفي هذا الإطار قال جورج باسوس في مراسم الإطلاق الرسمي للمشروع الذي يعد الأول من نوعه أن هذا المؤتمر يأتي لإطلاق مشروع الحفاظ الطارئ على البركة السفلى من البرك السليمانية في بيت لحم ، وإزاحة الستار عن حجر أساس انطلاق أعمال المشروع الذي يأتي ضمن سلسلة مشاريع تقوم بها برك سليمان للحفاظ والتطوير لهذا العام 2017 وأهمها تأسيس الهرمونية في فلسطين، وإنشاء معرض الديناصورات والحشرات العملاقة ، وإحياء قلعة مراد، وتأسيس مشروع أهل الأرض للسياحة وتطوير برك سليمان وإطلاق هذا الاسم على هذا المشروع وذلك للحاجة الماسة لحماية وترميم البركة الثالثة وما يحيطها من نظام حماية القنوات المغذية للبركة ومحيطها.
واستعراض باسوس صور للبرك السليمانية بعد قطع مصادر المياه الطبيعية عنها، والتي تظهر التصدع في جدران البركة الثالثة والانهيار فيها وتلوث مياهها بسبب خلطها بالمياه العادمة، مشيرا ان هذه البركة هي البركة الأقدم والتي تمثل المشروع الذي سيعمل على حمايتها، حيث انقطع مصدر المياه عنها بعد إنشاء مستوطنة افرات على أراضي القرى المجاورة.
وتطرق المهندس باسوس إلى أهم أنشطة المشروع لهذا العام، وهي تنفيذ مسح وإعداد تقييم شامل لمنطقة برك سليمان، مع الأخذ بعين الاعتبار دراسة الجوانب المختلفة التي تتمتع بها المنطقة بما فيها الجانب التاريخي التراثي والثقافي والطبيعي، وسوف تقدم هذه الدراسات فهم أوسع وأعمق وتوثيق اشمل بمكونات هذا المكان.
وأضاف ان هذا المشروع سيكشف عن قيمة هذا الإرث وصفاته المميزة وربطها بإرث وثقافة هذا البلد، كما سترفع مستوى المعرفة لدا المختصين والعامة وتعزز الوصول الأسهل للمعلومات ذات العلاقة ومعرفة أفضل الممارسات والطرق للحفاظ عليها، وبناء إستراتيجية متكاملة تعكس رؤية الشركة لتطوير وحفظ المنطقة بالرجوع لنتائج الدراسات والمسح الذي سوف يقدم من قبل مختصين.
وأضاف: " وبالتالي تقديم دراسات هندسية وخطة عمل تفصيلية لبرنامج تأهيل البرك السليمانية ،و تنفيذ برنامج تأهيل البركة الثالثة ، وإعداد مسار للمشاة لتأمين الحماية للزوار التقليل من التهديدات البشرية والطبيعية للمكان، وتنفيذ برنامج توعوي على الشبكة الالكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي الخاصة ببرك سليمان لتعزيز مفاهيم حماية المنطقة التاريخية والأثرية ونشر الإعلانات الخاصة بالمشروع والقطاع الذي يعنى به المشروع، وتزويد المشتركين بخارطة للموقع وإلقاء نظره على صورة بانورامية وتنفيذ حملة إعلامية بالتعاون مع القنوات التلفزيونية والإذاعات الوطنية والمحلية عن المشروع والمنطقة وأهمية الحفاظ عليه."
وأضاف أن المشروع سيتخلله أيضا على مدار العام تنفيذ مهرجانات فلسطينية ثقافية واسعة النطاق على المستوى الوطني، ورحلات حول المناطق الطبيعية وجولات حول المتاحف في الموقع وغير ذلك، وعقد مؤتمر السياحة الفلسطينية لجذب المختصين من الوطن وخرجه لعرض الدراسات التي نفذت خلال المشروع.
وقال القنصل الأمريكي بلوم ان مساهمة الحكومة الأمريكية لا تؤكد فقط على احترام وإعجاب أمريكي بالتراث الفلسطيني وأثاره الثمينة، وإنما أيضا على ضرورة دعم الاقتصاد الفلسطيني كعنصر اساسي للسلام.
وأشار إلى أن الحكومة الأمريكية تدعم من خلال صندوق السفراء الحفاظ على التراث الثقافي ومشاريع الحفاظ على المواقع والمقتنيات الثقافية وأشكال التعبير الثقافي التقليدي المختلفة في اكثر من 100 بلد في العالم.
وعبرت روبن سلومن مدير القسم الثقافي في القنصلية الأمريكية عن فخرها لقيام القسم الثقافي بالقنصلية الأمريكية بدعم هذا المشروع وتوفير موازنة له بمبلغ 750 ألف دولار أمريكي، وهي إشارة واضحة اتجاه التزام بلادها بالعمل مع الشركاء الفلسطينيين للحفاظ على الموروث الثقافي الفلسطيني والتاريخ الإنساني في هذا الجزء من العالم.
وأشارت "أنهم وجدوا هذا المكان بأنه مصدر هام للإلهام ونحن سعداء لنكون جزء من الحفاظ عليه وحمايته لتستطيع الأجيال المستقبلية التعرف على التاريخ والتمتع به.
وأضافت بأنهم وجدوا حاجة مهمة وملحة للحفاظ عليه وكانوا جزء من المرحلة الأولى في عملية الترميم معربة عن أملها بان تكون هذه المرحلة حافزا مستقبليا لمشاريع دعم أمريكي في المراحل المقبلة.
من جهته قال رئيس بلدية بيت لحم انطون سلمان أن هذا المشروع يحمل في ثناياه برامج وأنشطة لها معاني مختلفة أهمها انه سيساعد في الحفاظ على المنطقة التي تتعرض لحملة استهداف إسرائيلي حيث تحاول جهات استيطانية عدة السيطرة عليها وما هذا المشروع إلا احد أدوات تعزيز الوجود الفلسطيني من خلال دعم مقدم من القنصلية الأمريكية، مضيفا ان للمشروع أيضا أبعاد وأهمية في حماية الموروث الحضاري والإنساني لفلسطين من خلال إعادة ترميم البركة الثالثة.
وقال المهندس وليد صايل المدير الإقليمي لشركة اتحاد المقاولين ان البرك السليمانية هي موقع تاريخي هام وهي ارث حضاري وثقافي للشعب الفلسطيني موضحا انه من واجب الجميع الحفاظ عليها وحمايتها وخصوصا وأنهم كشركة اتحاد مقاولين مطورين لهذه المنطقة وبالتالي فانه من الواجب عليهم المحافظة على القيمية التاريخية لهذا المكان من خلال أعمال التطوير والترميم للبركة الثالثة فيه ليعكس صورة حضارية عن الشعب الفلسطيني
وأكد صايل على أن الهم الأكبر عليهم كشركة مطورة كان العمل على إعادة صيانة هذه البرك السليمانية التي كانت مصدرا أساسيا للمياه لمدينة القدس وبالتالي كان من الواجب القيام بالبحث العلمي واستخدام أفضل الوسائل لإعادة صيانته وهو ما سيحققه هذا المشروع
ولفت صايل إلى أن الرسالة من وراء إطلاق هذا المشروع هو التأكيد على حرص الإنسان الفلسطيني على الحفاظ على الإرث الإنساني وانه قادر ان يكون شريكا عالميا في هذا الإطار من خلال حفظ تاريخه وأرضه و وطنه وأننا شعب يستحق الحياة.