نتنياهو يمهد الطريق لإنتخابات مبكرة في اسرائيل
شبكة وتر - نقل موقع "واي نت" عن مسؤولين إسرائيليين كبار قولهم بأن كل الدلائل تشير الى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يستعد لاجراء انتخابات مبكرة في اسرائيل في آيار القادم.
ونقل الموقع عن مسؤول كبير في الليكود أن نتنياهو يمهد لذلك مع استعداد الكنيست لعقد جلستها الشتوية. غير أن مسؤولين سياسيين ومسؤولين كبار لا يعيرون امكانية حل الكنسية والتوجه لانتخابات مبكرة أي اهتمام مع الانشغال الراهن في موازنة الدولة للعام 2015.
ووفقا لمصادر سياسية رفيعة، فقد أعد نتنياهو خطة من شقين لاستعادة السلطة داخل حزبه الليكود وعلى الحكومة. ففي المرحلة الأولى سيدعو الى انتخابات داخلية في الليكود (البرايميريز) برغم المعارضة الشديد داخل الحزب. وفي ذات الوقت، سيقوم بتمهيد الطريق لتشكيل إئتلافه الحكومي القادم الذي يأمل أن ينجح في اقامته في نهاية آيار القادم بالتعاون مع حزب وزير الاتصالات نفتالي بينت "البيت اليهودي" والاحزاب الدينية اليمينية التي تقف حاليا في صفوف المعارضة.
ومن جهة أخرى، تسعى كتلة يسار الوسط الى التوحد لغرض ايجاد بديل جدي لنتنياهو على أمل منعه من الحصول على ما يحتاج اليه من مقاعد الكنيست لتشكيل الحكومة الجديدة.
تعزيز السيطرة على الليكود
وتقول مصادر سياسية رفيعة أن المغادرة المفاجئة لرجل الليكود القوي ووزير الداخلية السابق جدعون ساعر من الحياة السياسية، تركت فراغا قياديا في الحزب دفع نتنياهو الى التقاط الفرصة وإجراء تغييرات على خططه بعد أن انعدمت واقعيا المعارضة الداخلية في الحزب.
ومؤخرا، لوحظ أن نتنياهو شرع في إضفاء الدفء على علاقاته مع الأحزاب الدينية. ومن جهة أخرى، فإن وزير الخارجية ورئيس حزب "اسرائيل بيتنا" أفيغدور فيلدمان الذي خاض الانتخابات الأخيرة في قائمة موحدة مع الليكود، يخطط الى خوض الانتخابات القادمة في قائمة منفصلة عن الليكود.
وكان مسؤولو الليكود أعلنوا بأن نتنياهو كان ينتظر تمرير موازنة الدولة للعام 2015 قبل الدعوة الى انتخابات داخلية في الليكود ليستغل الفراغ الذي خلفه خروج ساعر من الحياة السياسية. لكن التطورات الأخيرة، دفعته الى تغيير خططه وعدم انتظار المصادقة على الموازنة في القراءتين الثانية والثالثة والتي من المرجح ان تتم في شهر كانون أول القادم، بل الدعوة الى إجراء الانتخابات الداخلية قبل ذلك.
ويتوقع أن يعزز نتنياهو قبضته على الليكود في كانون أول من خلال اجراء بعض التغييرات على دستوره، التي من ضمنها الاحتفاظ بالحق في تعيين الأعضاء في المناصب الرفيعة في قائمة الحزب، مما سيسمح له بتقديم قائمة جذابة للحزب قبيل إجراء أية انتخابات عامة في اسرائيل. وهذا ما سيعزز من سيطرته على الحزب التي خسرها أمام ساعر.
كما يتوقع أيضا أن ينجح في كبح جماح أية محاولة من جهة عضو الليكود المتشدد داني دنون، الذي أقاله نتياهو من منصب نائب وزير الدفاع، والذي يسعى الى تغيير دستور الليكود باشتراط أي زعيم يدخل في ولايته الثالثة، مثل نتنياهو، أن يجري إعادة انتخابه في عملية تصويت خاصة شريطة الحصول على أصوات أكثر من نصف أعضاء الحزب، وهو الشرط الذي قد يكون من الصعب تحقيقه في حال اضطر نتنياهو الى خوض الانتخابات على الزعامة ضد منافسين مثل دانون أو موشيه فيغلين.
وقال مسؤول كبير في الليكود إن كل الدلائل تشير الى أن نتنياهو يخطط للانتخابات، "ويمكن الإفتراض بأنه سيتحرك صوبها حتى قبل نجاح لبيد في تمرير مقترح قانونه حول الضريبة الصفرية."
وما يدعم تلك التوقعات ما حدث في الأسبوعين الأخيرين من لقاءات أجرتها قيادات الأحزاب الدينية مع نتنياهو وممثليه. كما يشاع أن التوتر بينه وبين بينت وضع جانبا في هذا الوقت.
المعارضة تبحث عن قائد
من جهتها، تسعى كتلة يسار الوسط الموجودة ضمن أحزاب المعارضة الى تشكيل جبهة موحدة معارضة لنتنياهو. ويسعى حزب الحركة الذي تترأسه وزيرة العدل تسيبي ليفني والذي له 7 مقاعد في الكنيست الى الحصول على دعم حزب العمل الذي يترأسه حاييم هرتصوغ للعمل سويا، كما تدرس ليفني العمل مع زعيم هناك مستقبل بزعامة وزير المالية يائير لبيد.
وطبقا لنشطاء في حزب العمل، فإن هرتصوغ مثل نتنياهو يمهد الطريق للانتخابات، فإضافة الى سعيه لجمع صفوف الحزب من حوله، يكرس الوقت والجهد لاجراء التعيينات في الصفوف العليا للحزب. ووفقا لبعض التقارير، يفكر هيرتصوغ بخوض الانتخابات في قائمة موحدة مع ليفني في محاولة لاستعادة أعضاء حزبه السابقين الذين غادروه للانضمام الى حزبها أمثال عمرام متسناع وعمير بيريتس. فهو يدرك ان خوض العمل للانتخابات وحيدا لن يمكنه من تحقيق أي تقدم إضافي عما كان عليه حال الحزب في ظل زعامة شيلي ياحيموفيتش.
وقال أحد مسؤولي حزب العمل أن هيرتصوغ يدرك بأنه في حال تمكنه من جمع مجموعة جيدة في الحزب في الوقت الذي يخسر فيه نتنياهو من شعبيته، فسيجد نفسه يقود الحزب الأكبر في الكنيست. لكن حزب ليفني يرفض فكرة الانضمام الى العمل في قائمة موحدة، غير أن العلاقة الجديدة التي نشأت بين قيادة الحزبين ساهمت في تعزيز التعاون خلال أعمال الكنيست.