منذ 8 سنوات
كتب : قصي الحلايقة - موقع طقس الوطن
هــل تتلاعــــب السياسة بأحوالنا الجويـــة
حجم الخط
هل العاصفة الرملية التي ضربت المنطقة في سبتمبر الماضي بشكل مفاجئ وامتدت لأسبوع .. وأثرت على دول واسعة على غير العادة وفي توقيت لا نشهد خلاله عواصف رملية، هل كانت مُفتعلة ؟؟؟ أم كانت طبيعية ؟؟ وهل لأمريكا دور في ذلك؟
قبل الخوض في التفاصيل المُهمة وحتى لا أُتهم بأنني تجاهلت العناصر الطبيعية، أدرك جيدا ً أن نظاما ً جويا ً لــ منخفض حراري رافقه ارتفاع شديد في درجات الحرارة السطحية وهبوب قوي لرياح تستطيع اثارة الغبار قد تطور في شرق وشمال شرق الأراضي السورية، لكن بالعودة إلى الأرشيف فإن منخفضات أشد عمقا ً وأكثر حرارة تمركزت لسنوات في نهاية الصيف في تلك الفترة لم تستطع اثارة عاصفة رملية ضخمة .. فما الذي حصل؟
تمهلوا ولا تتعجبوا .. عدت الى تلك الفترة وكُنت مُطلّع على الوضع السياسي الراهن، كان هناك تهديدات روسية بضرب قواعد لـ داعش في داخل الحدود السورية .. ضعوا هذه النقطة في بالكم حيث نحتاج إليها حين نربط النتائج في نهاية التحليل
النقطة الاخرى، لم يكن هناك أي توقع لنشوء عواصف رملية من اقوى مراكز الرصد العالمية، ولا حتى احتمالية لتطورها .. لكن بشكل مفاجئ نشأت عاصفة في داخل صحراء سورية الشرقية على الحدود مع العراق، بالتزامن مع حركة الرياح الشمالية الشرقية في تلك المنطقة، أي أن الرياح بدورانها حول مركز المنخفض تُصبح ما بين شمالية وشمالية غربية وأحيانا ً غربية، وبالتالي تصل الاردن وفلسطين ولبنان وتدخل البحر المتوسط وتلامس مصر وقبرص وربما شرق اليونان وبحر ايجه !
علميا ً ... هل يستطيع أحد أن يفتعل حدث مُناخي في منطقة جغرافية بسيطة؟؟ نعم .. ويُسمى علميا ً بالــ Micro climate ... أي القدرة على خلخلة نظام الجو في منطقة معينة من خلال عمل اثارة مُصطنعة لعناصر الطقس
ماذا حصل اذا ً : افتعلت أمريكا " مايكرو كلايميت " في منطقة جغرافية محددة في صحراء سورية أحدث موجة ضخمة من الغبار بالتزامن مع تهيؤ الظروف الطبيعية من رياح نشطة واتجاه رياح يغطي المدن السورية والعراقية ويصل معظم مدن بلاد الشام، وكذلك تواجد ارتفاع شديد في الحرارة السطحية يساعد على بقاء الضغط الجوي منخفضا ً وبالتالي ارتفاع الغبار الى مستويات عليا في الاجواء .. الخلخلة المُفتعلة في نظام الضغط الجوي مع تهيؤ كامل الظروف عمل على تشكل نواة العاصفة الرملية، وتعاظمت بشكل متسارع وتوسعت دائرتها، وعبرت الى دول الشام جميعها، ولامست شمال السعودية، ومصر، وقبرص، وتركيا، ودخلت الاتربة الى سماء البحر، ووصلت اجزاء من تركيا واليونان.
كل شيء وارد في ظل تقدم العلم، في عام 2013 بعد عاصفة إليكسا انهار النظام الجوي فوق بلاد الشام وروسيا وتركيا واستقرت الاجواء شهرين متتابعين في عز الشتاء .. فيما حدثت عواصف مخيفة في الاطلسي واوروبا، فهل كان للأمريكان دور مُفتعل في خلخلة الضغط الجوي قرب القطب الشمالي وفي منطقة غرينلاند حتى نشأ نظام غريب؟ ربما كانت تجارب .. فمن غزا الفضاء لا يصعب عليه اللعب في الغلاف الجوي في منطقة جغرافية بسيطة، وبما أن النظام الجوي متكامل ومترابط، فإن التأثيرات البسيطة في ظل توافر الظروف الملائمة تُصبح واسعة وشاملة ..
هذه الدراسة فرضية تحتمل الصواب لحين اثبات العكس.