شبكة وتر- نشر موقع موالٍ للنظام السوري، ظهر الجمعة خبراً عن طبيعة وفاة أو مقتل رستم غزالي، رئيس شعبة الأمن السياسي السابق في سوريا، ورئيس استخباراتها الأسبق في لبنان، مفاده أن أسرة غزالي كانت قد طلبت تحليل عينات من دمه، في إحدى المستشفيات اللبنانية، وأن نتيجة التحليل أكدت تعرضه لحقن بمادة سامة منذ مدة. إلا أن الموقع ما لبث أن سحب الخبر واستعاض عنه بتفاصيل شبه رسمية لا تتعارض مع المعلومات التي يعمل الإعلام السوري الرسمي على ترويجها عبر الإيحاء بالوفاة الطبيعية لرستم غزالي.
وأشار بعض المراقبين إلى أن علاقة الموقع السالف ذكره تعرضت لإحراج مباشر مع النظام السوري بسبب نشر هذا الخبر الذي يشي باغتيال غزالي، لا موته بشكل طبيعي، وأن من شأن هذه المعلومة أن تتهم النظام بقتل أفراده إخفاء لما يمكن أن يحملوه من معلومات خطيرة تتعلق بأسرار النظام الدقيقة للغاية، ومنها أن هناك مصالح مالية مباشرة ما بين العميد ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري، وغزالي، كما كشفت سابقا فضيحة لبنك لبناني (بنك المدينة)، ولاتزال التحقيقات جارية في هذا الشأن. وأن هذا هو السبب الحقيقي وراء سحب الموقع للخبر، دون أي تعليق يذكر في هذا المجال.
غزالي وماهر الأسد وفضيحة بنك المدينة
وتنقل المعلومات أن فضيحة البنك التي كان غزالي من أبرز متهميها، تشي أيضاً بأن ماهر حافظ الأسد، الضابط في الحرس الجمهوري السوري، وشقيق رئيس البلاد، كان من بين الأسماء التي أشير اليها، سواء في سحب الأموال، أو إيداعها. إلا أن جهودا كبرى قد بذلت، وقتذاك، لإيقاف الملاحقة القضائية بحق الأسد، كون الأخير مرتبط بأخيه الرئيس، بشكل أو بآخر، وأن من شأن التحقيقات أن توصل الفضيحة الى رأس النظام نفسه. من هنا، فإن قيام الموقع اللبناني بسحب الخبر، يتعلق بإمكانية توجيه التهمة لماهر الأسد صاحب المصلحة المباشر بتغييب غزالي الذي تربطه معه علاقة مالية ضخمة قد تتكشف أبعادها في الفترة القادمة، خصوصا إذا ما قامت عائلة غزالي بكشف ما لديها من معلومات تتعلق بهذا المجال أو سواه. هذا فضلا عن الأسباب الأخرى التي نقلها الإعلام عن صراع ما بين غزالي وأحد ضباط الاستخبارات أدت الى نشوب معركة بينهما دفعت بالأسد الى تسريحهما من الخدمة منذ أيام. إلا أن التكتم الذي رافق طبيعة وسبب الخلاف كان سيد الموقف، فلم يعرف من الذي أوعز لضابط الاستخبارات بالاعتداء على غزالي. لأن هذا الأمر لا يمكن أن يحصل في سوريا، إلا إذا تلقى المعتدي الحامل لمنصب رسمي، أمرا أو موافقة من جهة ما في الدولة. ما جعل المراقبين للشأن الداخلي السوري يشيرون الى أن ثمة قلقا من داخل النظام، من غزالي نفسه، فهو حقيبة أسرار متنقلة، وحقيبة مالية ضخمة مرتبطة بجهات عليا في الدولة.
مع العلم فإن الموقع اللبناني، الموالي للنظام السوري، كان قد استند في خبره الذي عاد وسحبه، إلى اذاعة صوت لبنان التي نقلت الخبر وأكدت أن تحليل عينات دم غزالي أثبتت تعرضه للحقن بمادة سامة أدت الى وفاته تدريجيا، كون الحقن قد تم منذ مدة. يذكر أن عائلة غزالي لم تنشر أي بيان أو تصريح في هذا المجال.