منذ 9 سنوات
هل يسير الغزال على خطى الأسد؟
حجم الخط
تشير وثائق عدد من الرهبان في دير حجله قرب أريحا في الضفة الغربية إلى أن آخر ظهور للأسد في فلسطين كان عام 1630م في منطقة الشريدان بالقرب من نهر الأردن، وبعد هذا التاريخ اختفت الأسود تماما من هذه المنطقة، ولكن هناك مخاوف جدية الآن من اختفاء الغزلان أيضا.
هذا ما يؤكده الرئيس التنفيذي لجمعية الحياة البرية عماد الأطرش، بقوله:' الظهور الأخير للعديد من الحيوانات المنقرضة في فلسطين لم يكن في الماضي البعيد، باستثناء الفيل الذي كان آخر ظهور له عام 30 ق.م في مدينة غزة'.
وتشير الوثائق أيضا التي تم الحصول عليها من دير حجله، والمراجع العلمية الخاصة الموثقة لدى جمعية الحياة البرية، إلى أن الظهور الأخير للدب السوري والنعامة كان في عامي 1915م و1914م على التوالي، أما بوم السمك فكان آخر ظهور له عام 1900م، والوقائع على الأرض تفيد بأن حيوانات أخرى قد تكون في دائرة خطر الاختفاء.
وبهذا الصدد، يقول الأطرش:'إن غزال الجبل الفلسطيني يسير على خطى الأسد، وباقي الحيوانات نحو الانقراض، بسبب تناقص أعداده بشكل كبير، وذلك وفقا للتقرير الذي قدمه عالم الحيوانات البريطاني ديفيد مالون، وهو خبير في فصيلة الغزلان في الاتحاد الدولي لحماية البيئة - والذي صنف الغزال الفلسطيني على لائحة الحيوانات المهددة بالانقراض، حيث قال: 'إن فصيلة غزال الجبل الفلسطيني مختلفة جينيا عن فصيلة غزال شبه الجزيرة العربية، التي تنتمي لعائلة الظباء'.
ويبين الأطرش 'أن الضربة القاسمة لنا كحياة برية وللغزلان كانت خلال العام الماضي، نتيجة الثلوج المتتالية على فلسطين، حيث تم اصطياد ما يقارب 250 غزالا في جميع أنحاء الضفة'.
وأظهرت مواقع التواصل الاجتماعي خلال موجتي الثلوج خلال العامين الماضيين مطاردة واصطياد لأعداد كبيرة من الغزلان.
ويوجد حاليا نحو 2000 غزال منتشرة في فلسطين الطبيعية ما عدا غزة، حيث أن أكبر حيوان يمكن أن تجده في غزة هو الثعلب الأحمر، نتيجة الحصار المفروض على القطاع، والأسلاك الشائكة الموجودة على طول الحدود مع القطاع، ومنع وصول الحيوانات إلى المراعي البرية.
ويضيف الأطرش 'نحن في فلسطين نفقد كل 20 عاما نوعا جديدا من الكائنات الحية، والذي يؤثر على التنوع الحيواني، والحياه البرية والطبيعية في فلسطين'، وأعداد صيادي الغزلان تزداد يوما بعد يوم، مقابل تناقص أعداد الغزلان، بسبب تفاخرهم بصيد أعداد كبيرة منها.
وتشير الأبحاث إلى أن الغزال الجبلي منذ عشرات السنين لم يكن موجودا بالأردن، ولكنهم اليوم يعملون على إرجاعه إلى الطبيعة البرية وثروتهم الحيوانية، كما فعلوا مع حيوان 'المها' في منطقة الشوملي، من خلال إيجاد مساحات واسعة من المراعي المغلقة وإطلاقه فيها.
بالنسبة للأطرش فهذا يعد نوعا من أنواع تربية الحيوانات، لأن الإنسان يقدم المساعدة للحيوان، بالحصول على المأكل، وبذلك بعد فترة من الزمن سيعتاد الحيوان بالحصول على الطعام من الإنسان، وليس من الطبيعة نفسها، وهذا الشيء مرفوض كليا من قبل الاتحاد العالمي لحماية الطبيعة إلا ما ندر من الحالات، ويبدو أن الهدف من صيد الغزلان الحصول على لحمها أو تربيتها داخل المنازل.
ويوضح أنه يشيع وجود الغزال الفلسطيني في جبال الضفة الغربية، والسهول الغربية للقدس والسهل الساحلي الفلسطيني، والجليل، والجولان، ولبنان، والجبال الساحلية السورية، مؤكدا أنهم بصدد إعداد خطة ممنهجة للحد من نقص الغزلان في فلسطين، من خلال التوعية الجماهرية، والتي لاقت إقبالا جيدا من قبل مربي الغزلان، وحتى الصيادين'.
ويقول 'نتابع أيضا مع الجهات الرسمية تطبيق اللوائح والقوانين التي وضعتها جمعية الحياة البرية للحد من صيد الغزلان، وباقي أنواع الحيوانات الكبيرة، والتي بدأت بالتناقص، والتأثير على الثروة الحيوانية في فلسطين'.
ويشير باحثو الجمعية إلى أن نسبة التكاثر بطيئة جدا، رغم ما تقابلها من صيد كثير للغزلان، وحسب الأطرش 'نحتاج لمدة لا تقل عن 20 عاما لعودة الغزلان إلى معدل نموها الطبيعي'، منوها إلى عدم إغفال الدور الكبير للاحتلال في التناقص الكبير للحيوانات البرية، وخاصة الغزلان، بسبب ممارساته التعسفية، واستهدافها لجميع أشكال الحياة البرية في فلسطين.
ويتميز الغزال الفلسطيني عن غيره من السلالات بأنه انحف السلالات بنية، وأطولها قوائماً وعنقا، يتراوح لون كسوة هذه الحيوانات من الأسمر إلى البني الداكن على ظهره، وعنقه، ورأسه، بينما تكون معدته ومؤخرته بيضاء ناصعة، وتفصل بين نمطيّ الألوان هذه خطوط داكنة عريضة على جانبيّ الجسد، وتتميز السلالة الفلسطينية والسلالة المسقطيّة أنهما أدكن لونا من باقي السلالات.