منذ 9 سنوات
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 11 حزيران 2015
حجم الخط
محكمة الجنايات الدولية تستعد لإرسال وفد الى البلاد لفحص احتمال ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في الأراض الفلسطينية
كتبت صحيفة "هآرتس" ان محكمة الجنايات الدولية في لاهاي تنوي ارسال وفد الى البلاد، في اطار الفحص الأولي الذي تجريه النيابة بشأن احتمال ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في الأراض الفلسطينية. وحسب مصادر فلسطينية رفيعة، يفترض وصول الوفد في السابع والعشرين من حزيران الجاري.
وقالت مصادر فلسطينية لصحيفة "هآرتس" ان جهات سياسية فلسطينية تلقت بلاغا بشأن وصول الوفد المرتقب مباشرة من مكتب المدعية العامة في محكمة الجنايات الدولية. ويهدف الفحص الأولي الى تحديد ما إذا كان هناك أساس معقول للادعاء بارتكاب جرائم تملك المحكمة صلاحية التحقيق فيها. وإذا قررت النيابة العامة فتح تحقيق، فمن الممكن ان لا يتم التحقيق فقط في شبهات ارتكاب جرائم الحرب من قبل إسرائيل فقط، وانما أيضا في العمليات التي نفذتها جهات فلسطينية.
وقال محامي محايد يقدم المشورة للفلسطينيين لصحيفة "هآرتس"، أن "نبأ وصول الوفد يشكل علامة جيدة، تدل على أن المحكمة تتعامل بجدية مع هذه القضية". وقال، أيضا انه "ليس في كل الحالات التي أجري فحص أولي لها، تم ارسال المحققين من قبل النيابة العامة الى الدولة المعنية". لكنه جاء من مكتب المدعية العامة في محكمة الجنايات الدولية ان الزيارات الميدانية في الدول المختلفة تعتبر جزء من المسار الطبيعي للفحص، وان تاريخ الزيارة لم يحدد بعد. كما قال مسؤول اسرائيلي رفيع على صلة بالموضوع ان زيارة كهذه تعتبر اجراء عاديا يتم في كل فحص أولي تجريه المدعية العامة وان "هذا لا يدل على مدى تقدم الفحص او وتيرته"
يشار الى ان اسرائيل لم ترد بعد على توجه مكتب المدعية العامة اليها بشأن الزيارة، وسيجري التداول في هذا الموضوع قريبا. وقال المسؤول الاسرائيلي: "سنفحص كل طلب للزيارة مع مراعاة جميع الاعتبارات ذات الصلة، بما في ذلك الموقف المبدئي لإسرائيل الذي يعتبر ان فلسطين ليست دولة ولذلك لا تملك المحكمة صلاحية النظر في شكواها".
وبدون علاقة مباشرة بزيارة الوفد، ينوي الفلسطينيون قبل يومين من موعدها، في 25 حزيران، تقديم ملفين الى النيابة العامة يتضمنان معلومات مفصلة عن النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، والهجمات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة خلال العام الماضي. وتقرر تقديم هذه المعلومات من قبل اللجنة الفلسطينية الخاصة بموضوع المحكمة الجنائية الدولية، والتي يترأسها صائب عريقات، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين مع إسرائيل. وسيسافر وفد فلسطيني برئاسة وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، لتسليم ملفي المعلومات والوثائق شخصيا الى المدعية العامة فاتو بنسودا.
وقالت المصادر الفلسطينية لصحيفة "هآرتس" ان تزامن سفر الوفد الفلسطيني والزيارة التي سيقوم بها الوفد من لاهاي لم يتم تخطيطه مسبقا. ولا يعرف أعضاء اللجنة الفلسطينية الى أي مرحلة وصل التحقيق الأولي الذي تجريه النيابة العامة، والمعلومات التي سيتم تقديمها تهدف الى مساعدتها في اتخاذ قرار الانتقال من مرحلة الفحص الى التحقيق في الجرائم المزعومة.
ووفقا لإجراءات المحكمة، يجب على النيابة العامة الحصول على موافقة القضاة في الهيئة التمهيدية للمحكمة، لكي يتم الانتقال الى مرحلة التحقيق في جرائم الحرب.
ويأتي تقديم المعلومات ووصول الوفد في اطار الخطوات الرسمية التي تعود الى 31 كانون الاول 2014، عندما وقع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على طلب الانضمام الى معاهدة روما (التي تعمل المحكمة الدولية وفقا لها)، ونشر بيانا تعترف فلسطين بموجبه بصلاحية المحكمة الدولية بفحص احتمال ارتكاب جرائم حرب في فلسطين ابتداء من 13 حزيران 2014.
وفي 16 كانون الثاني فاجأت بنسودا حين اعلنت قرارها البدء بفحص اولي للوضع في فلسطين، رغم ان انضمام فلسطين الى المعاهدة لم يدخل حيز التنفيذ. وفي السابع من شباط أمر عباس بتشكيل "اللجنة القومية العليا" لشؤون المحكمة الدولية. وفي الاول من نيسان صودق على انضمام فلسطين كعضو رسمي الى محكمة الجنايات الدولية.
وقال عضو في اللجنة القومية العليا لصحيفة "هآرتس" ان تقديم المعلومات والوثائق التي جمعتها جهات فلسطينية حكومية وغير حكومية تشكل "بادرة دعم للمدعية العامة، ودليلا آخر على جدية التوجه الى المحكمة الدولية". وقال وزير فلسطيني ان سفر المالكي الى لاهاي تحدد في مطلع حزيران، فيما قال مصدر في منظمة التحرير الفلسطينية ان المحكمة الدولية تعمل بوتيرة اسرع مما توقعه الفلسطينيون.
ويعلم اعضاء اللجنة القومية العليا بامكانية قيام المحكمة بفحص شبهات تتعلق بارتكاب جرائم حرب من قبل الفصائل الفلسطينية، ايضا. لكن كافة مسؤولي الفصائل الفلسطينية – بما في ذلك حماس والجهاد الاسلامي، وقعوا على تصريح اعلنوا فيه استعدادهم لتحمل الأبعاد الشخصية والقومية التي ينطوي عليها الانضمام الى محكمة لاهاي.
وقال عضو في اللجنة انه في الوقت الذي يمكن لملف غزة ان يواجه التعقيد الا ان ملف الاستيطان واضح بشكل اكبر لأن الاسرائيليين انفسهم يصرحون ان هذه هي سياستهم. ولذلك لن تستطيع المحكمة التهرب من البدء بإجراء التحقيق بشبهة ارتكاب جرائم حرب. فمعاهدة روما تشمل في باب جرائم الحرب "نقل المدنيين التابعين للسلطة المحتلة، مباشرة او غير مباشرة، الى الاراضي التي احتلتها، او طرد ونقل سكان المناطق المحتلة داخل او خارج تلك المناطق". وقال عضو اللجنة العليا ان كل ما تستطيع اسرائيل والولايات المتحدة عمله هو تفعيل الضغط من اجل تعويق الاجراءات، لكن الصين وروسيا وعدتا الفلسطينيين، حسب المصدر، بفرض الفيتو اذا طلبت الولايات المتحدة من مجلس الامن تأجيل التحقيق.
عباس يدعو الى اعادة فحص الاتفاقيات مع اسرائيل
كتب موقع "واللا" ان رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن، دعا أمس (الاربعاء) الى اعادة فحص الاتفاقيات السياسية، الاقتصادية والأمنية التي تمّ توقيعها مع اسرائيل. وخلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع رئيس صربيا توميسلاف نيكوليتش في بلغراد، حث ابو مازن إسرائيل على "وقف خرق الاتفاقيات والعمل وفقها".
ووفقا لتصريحات أبو مازن "على اسرائيل وقف البناء في المستوطنات، وقف تهويد القدس، الذي يطمس الهوية الإسلامية والمسيحية للمدينة، وتحرير الأسرى". وشدد رئيس السلطة الفلسطينية على رفضه لاقامة دولة فلسطينية داخل حدود مؤقتة في إطار أي اتفاق مستقبلي مع إسرائيل.
اسرائيل تنفي طلب زيادة المساعدات الحربية الامريكية
قال موقع "واللا" ان المسؤولين في جهاز الأمن، نفوا امس (الأربعاء) ما نشر في "نيويورك تايمز"، حول قيام سلسلة من الجهات الإسرائيلية الرفيعة بالضغط، هذا الأسبوع، على رئيس هيئة أركان القوات المشتركة الأمريكية الجنرال مارتين ديمبسي، كي يزيد من كمية المعدات الحربية التي يتم تزويدها لإسرائيل.
وقال مصدر أمني: "لا نعرف عن أي جهة أمنية أو عسكرية تحدثت مع ديمسبي في هذه القضية، فالنقاش معه كان مهنيًا وارتبط بقضايا الشرق الأوسط مع التشديد على سوريا". وكان ضابط رفيع في القيادة العامة قد تطرق مؤخرا، الى مسألة زيادة الدعم الأمريكي لإسرائيل على خلفية التوترات بين الرئيس اوباما وحكومة نتنياهو وقال: الميزانية الحالية متفق عليها حتى 2017، ونحنُ نأمل أن تبقى بهذا الحجم ، لكننا لا ننشغل حاليًا في هذا الموضوع".
استشهاد مواطن في جنين
ذكر موقع المستوطنين (القناة السابعة) ان مواطنا من سكان جنين، قتل صباح امس (الأربعاء)، بعد انفجار قنبلة كان ينوي القائها باتجاه قوات حرس الحدود في مخيم اللاجئين في المدينة. وجاء من الشرطة أنّ أحد المقاتلين الذي شخص الفلسطيني مع القنبلة قام بإطلاق النار عليه وإصابته، وعلى ما يبدو فإنّ القنبلة سقطت من يده وانفجرت، بينما خرجت قوات الجيش من المخيم دون إصابات. وتبين لاحقا أن المخرب هو عز الدين، مواطن من جنين، كتب امس على صفحته في الفيسبوك: "يمكنني ان أكون ما أريد، وعمل كل شيء، وقد قررتُ لقاء ربي".
لبيد يحث البيت الابيض على عقد مؤتمر اقليمي
ذكر موقع "القناة السابعة" ان رئيس حزب "يش عتيد"، عضو الكنيست يئير لبيد اجتمع في البيت الأبيض، مساء امس، مع مستشار الرئيس والبيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط، وشمال افريقيا ودول الخليج، روبرت مالي، وعرض أمامه مبادرة سياسية لعقد مؤتمر إقليمي برعاية امريكية. وقال لبيد انه يتوقع فشل القناة الثنائية وأنّ هناك فرصة للتوجه إلى مسار اقليمي.
كما عرض لبيد أمام مالي قلقه يشأن الاتفاقية التي يتم بلورتها مع إيران في الموضوع النووي. وشدّد على ان اسرائيل تتواجد في مقدمة بنك الأهداف الإيرانية ولذلك فإنّ مواطني دولة اسرائيل يشعرون بالقلق. ولدى تطرقه الى الحرب ضد المقاطعة قال لبيد انّه في هذه الحرب لا يوجد معارضة وائتلاف وأنه يجب محاربتها معًا. كما تحدث لبيد ومالي حول العلاقات بين اسرائيل وأمريكا. وقال لبيد أنه يرى أهمية كبيرة للصداقة بين إسرائيل والولايات المتحدة والمبنية على مبادئ مشتركة وعلى حوار عميق.
منتدى الثقافة الاسرائيلي يتصدى لبينت وريغف
قالت صحيفة "هآرتس" ان منتدى مؤسسات الثقافة في اسرائيل اعلن بانه سيعقد يوم الاحد المقبل، جلسة طارئة لمناقشة قرار وزير التعليم نفتالي بينت، اخراج مسرحية "الزمن المتوازي" لمسرح الميدان العربي من سل الثقافة، وتهديد وزيرة الثقافة ميري ريغف بالغاء الدعم لمسرح "الميناء" العربي – اليهودي، اذا لم يتراجع مديره التنفيذي الممثل نورمان عيسى عن رفضه الظهور على مسرح مستوطنات غور الأردن.
ودعا المنتدى كافة الفنانين والمنتجين والتنظيمات الثقافية والمؤسسات للوصول الى الاجتماع واسماع صوتها. ويضم منتدى مؤسسات الثقافة والفنون كافة المؤسسات الفاعلة في مجالات الثقافة – المتاحف والرقص والمسرح والموسيقى والاوبرا والمهرجانات والكتاب.
وقال رئيس المنتدى ايتمار غوربيتش لصحيفة "هآرتس" ان المنتدى قرر عدم الرد بشكل موضعي على كل حالة من الحالات الاخيرة التي استهدفت تقييد المبدعين بما في ذلك الغاء الرعاية لعرض "ارشيف" للفنان اركادي زايدس، مضيفا انه يجب التطرق الى الموضوع الأساسي وهو توجه وزيرة الثقافة بشكل عام ومسألة كم الأفواه بشكل خاص.
في الموضوع نفسه بعثت جمعية حقوق المواطن، امس، برسالتين الى الوزيرين بينت وريغف احتجاجا على تصريحاتهما وخطواتهما ضد المسرحين، وطالبتهما بالتراجع عن خطوتيهما.
الجامعات تسلم الشاباك قائمة بأسماء الخريجين
كتبت "هآرتس" ان الجامعات الاسرائيلية تقوم بتسليم جهاز الشاباك قائمة بأسماء الخريجين تشمل ارقام هوياتهم وتفاصيل الاتصال بهم. وقال مصدر في احدى الجامعات لصحيفة "هآرتس" ان الشاباك يحول الى المؤسسات الاكاديمية نموذجا رسميا لتسليمه هذه المعلومات كي يستعين بها لمحاولة تجنيد عملاء له. ويستثني قانون حماية الخصوصية اجهزة الشاباك والموساد والشرطة وشعبة الاستخبارات العسكرية ولذلك فانه لا مفر امام الجامعات الا تقاسم هذه المعلومات مع هذه الاجهزة.
وقبل عدة اشهر فوجئ عدد من النشطاء الاجتماعيين وآلاف المواطنين الآخرين بتلقي رسائل من الشاباك يبلغهم فيها انه "حسب المعطيات المتوفرة لدينا، وجدنا انكم تلائمون لشغل مهام مختلفة في منظومة الاستخبارات في التنظيم". وفي اعقاب ذلك بعثت عضو الكنيست تمار زاندبرغ (ميرتس) برسالة الى رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، طلبت من خلالها معرفة سبب جمع معلومات عن مواطني اسرائيل غير المشبوهين بنشاط امني. وسالته عما اذا كان يجري جمع المعلومات عن كل مواطني اسرائيل او فقط عن اشخاص معينين كالنشطاء الاجتماعيين، وما هي نوعية المعلومات وبأي الوسائل يتم جمعها، وحسب أي معايير يتم فحص ملاءمة الناس للشاباك، وما هي المعايير التي يتم بموجبها التوجه الى الناس". وفي الأسبوع الماضي تسلمت زاندبرغ رسالة من مستشارة رئيس الحكومة لشؤون الكنيست بيراح ليرنر، ابلغتها فيها ان الشاباك يحصل على المعلومات من الجامعات.
مصر تفتح معبر رفح في نهاية الاسبوع
قالت "هآرتس" ان مدير المعابر في السلطة الفلسطينية، نظمي مهنا، اعلن امس الاربعاء، ان السلطات المصرية قررت فتح معبر رفح لمدة ثلاثة ايام، في نهاية الأسبوع الجاري ونهاية الأسبوع القادم. وحسب مهنا سيتم فتح المعبر يومي السبت والاحد القريبين، في الاتجاهين، بهدف "تخفيف معاناة الكثير من السكان العالقين في القطاع او في مصر، ومن بينهم طلاب جامعيين وعائلات وسكان يحملون جنسيات اجنبية.
وقال مهنا ان فتح المعبر تم بناء على توجه شخصي من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومسؤولين اخرين في الحكومة المصرية، بطلب فتح المعبر عشية شهر رمضان الذي سيحل في نهاية الأسبوع القادم. وقال رئيس ادارة المعابر في القطاع ماهر ابو صبحة، ان خروج الفلسطينيين من القطاع سيتم حسب التسجيلات في وزارة الداخلية والاجهزة الامنية في غزة.
وقالت سلطة المعابر في غزة ان حوالي 15 الف مواطن طلبوا الخروج من القطاع لكنهم لا يزالوا عالقين في القطاع منذ حرب الجرف الصامد، دون التمكن من الالتحاق بدراستهم الجامعية او العودة الى اعمالهم وعائلاتهم. وهناك الاف المحتاجين الى الرعاية الطبية.
ليبرمان يطرح مجددا مشروع قانون ضد الجمعيات
ذكرت "هآرتس" ان كتلة "يسرائيل بيتينو" قدمت مرة اخرى، مشروع قانون "عملاء الخارج" الذي يهدف الى تضييق الخناق على جمعيات حقوق المواطن المتماثلة مع اليسار. ووقع مشروع القانون الذي بادر اليه رئيس الكتلة روبرت اليطوف، النائبين افيغدور ليبرمان وصوفا لاندبر. ويدعو مشروع القانون الى تعميق مراقبة الجمعيات والشخصيات الاسرائيلية التي تحظى بتمويل من دول اجنبية واعتبارهم "عملاء للخارج".
ويشمل الاقتراح فرض ضريبة على التبرعات التي تصل من دول اجنبية الى هذه الجمعيات، والزام الجمعيات بتقديم تقارير جارية للدولة، اضافة الى اجبار كل جمعية كهذه على الكتابة على اوراقها الرسمية بأنها "عملية للخارج"!
وادعى اليطوف في حديث مع "هآرتس" ان "الكثير من التنظيمات تعمل اليوم في اسرائيل بتمويل من حكومات وكيانات اجنبية وتعرض نشاطاتها كنشاطات موضوعية بينما تدفع في الواقع ايديولوجيات واجندة ضد إسرائيل بتمويل اجنبي وتعرض ذلك وكأنه يتم لصالح الجمهور الاسرائيلي".
يشار الى ان اليطوف قدم هذا الاقتراح في الكنيست السابقة سوية مع اييلت شكيد وياريف ليفين، وهذين الاخيرين يتسلمان منصبين وزاريين في الحكومة الحالية ويترأسان اللجنة الوزارية للشؤون القانونية، الامر الذي جعل مصادر برلمانية تقدر بأنه سيتم تمرير مشروع القانون هذا في ظل التركيبة الحالية للجنة التي تسيطر عليها غالبية من الائتلاف الحكومي.
هل تجسست اسرائيل على المحادثات النووية؟
تسأل "يسرائيل هيوم" عما اذا نجحت إسرائيل بالحصول على معلومات حسّاسة جدًا عن البرنامج النووي الإيراني في أعقاب اختراق الجدران الواقية في الفنادق التي استضافت المحادثات النووية بين الإيرانيين والدول العظمى؟
فقد أفادت شركة التأمينات المعروفة "كسبرسكي"، يوم أمس، أنه بعد فحص عميق تبين ان جزء من مقرات المحادثات على الأقل – "ثلاثة فنادق فخمة في أوروبا" – تعرضت لهجمات السايبر في الأشهر الأخيرة "لا يوجد أي مثيل لها في مستوى التطور". ولم تكشف الشركة عن أي فنادق يجري الحديث، لكنها أعلنت أنّ الفيروس الذي تم زرعه في أجهزة الفنادق مسّ بعدد كبير من الجهات الاخرى. وتم الكشف عن الفيروس بالصدفة بعد أن انتبهت الشركة نفسها إلى وقوع اخفاق أمني في منظومتها.
وإذا ما وقع هذا الهجوم فعلا، لربما يجري الحديث عن فنادق في سويسرا، النمسا وألمانيا، حيث جرت جولات المحادثات في السنتين الأخيرتين. صحيح أنه لم تتضح حتى الآن، نوعية المعطيات التي تم كشفها في منظومة الحاسوب في الفنادق، لكن الشركة تقدّر أنّ حجم الهجوم كان كبيرا وكان يمكنه تمكين الجهة التي تقف من خلفه، "جسم سياسي" حسب تقدير الشركة، التنصت وقراءة ملفات حساسة في أجهزة الحاسوب والهواتف.
وكما يبدو فقد شمل الهجوم الوصول إلى المحادثات في المصاعد وفي الغرف نفسها. ورغم ان الشركة لم تنطق باسم اسرائيل، الا انها أشارت في تقرير وفي بيان للصحافة أنّه "تم تنفيذ الهجوم برعاية دولة قومية"، لأنها استخدمت رمزا سريا للبرامج يشبه جدًا فيروس "دوكو"، الذي تم كشفه قبل عدة سنوات وقام باستخدام أحصنة طروادة، للحصول على معلومات حساسة من اجهزة الحواسيب (مختصون دوليون نسبوا إلى إسرائيل تطوير هذا الفيروس وإدخاله إلى الحواسيب الإيرانية.)
ووفقا للشركة، فان "مثل هذا التطور بشن هجمات بواسطة برامج مضرة (Malware) لا يملكه جناة السايبر المعروفين، وثمن هذا الجهد يتلخص كما يبدو بـ 50 مليون دولار".
يشار الى أنّه في شهر كانون الثاني الماضي، تمّ الكشف عن اختراق افتراضي بواسطة "دوكو" لأجهزة الحاسوب في بولندا، اثناء اجتماع زعماء العالم لاحياء الذكرى السبعين لتحرير معسكر الابادة اوشفيتس.
وأشارت الشركة بشكلٍ لا لبس فيه، الى أنّ الحديث يجري عن جهود لجمع المعلومات سرا، قامت بها اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية، ووفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" التي كشفت القضية، فان التتحقيق الداخلي للشركة يشير إلى الهجوم باسم "Duqu Bet" (استعمال الحرف ب بالعبرية.) وحسب التقرير فقد بدأ جهاز المخابرات الأمريكي FBI ، بفحص تقرير الشركة، أيضًا بسبب ادعاءاتها بأن جهات من الولايات المتحدة تعرضت لهجوم السايبر. مع ذلك، فإنّ سلطات القانون في الولايات المتحدة لم تؤكد وقوع الهجوم.
وفي مقابلة مع مجلة "WIRED" قال مسؤول كبير في الشركة، كوستين رايو أن "الحديث يجري عن احدى اقوى الهجمات التي شاهدناها". وفي رده على الاشتباه بأنّ بداية الهجوم على الفنادق كانت قبل ثلاثة أسابيع من اجراء جولة المفاوضات، قال: "يصعب علي التصديق أنّ الحديث يجري عن مجموعة من الصدف. من الواضح كالشمس أنهم أرادوا التجسس على هذه اللقاءات".
يذكر، انه وفق ما جاء في وسائل الإعلام الأجنبية، نجحت اسرائيل في العام 2010 بإدخال فيروس Stuxnet الى المنشأة النووية الايرانية نتز، فأدى إلى تدمير الاف أجهزة الطرد المركزي. وادّعى المسرّب الامريكي ادوارد سنودان، أنّ إسرائيل كتبت رمز البرنامج بمشاركة ناشطة مع الأمريكيين.
وهذه ليست المرة الأولى التي تشتبه فيها إسرائيل بالتجسس على المحادثات النووية، ففي اذار، قبل أقل من شهر على توصل القوى العظمى إلى تفاهمات أولية حول الاتفاق النووي مع إيران، أفادت "وول ستريت جورنال" أنّ كبار الأمريكيين يعتقدون أنّ اسرائيل هي التي حاولت التجسس على المحادثات السرية مع إيران.
مدير اورانج يصل الى إسرائيل ولا يتراجع عن تصريحه
كتبت "يسرائيل هيوم" انه بعد العاصفة التي أثارتها تصريحاته حول انهاء نشاطات الشركة في إسرائيل، يصل غدًا، ستيفان ريشار، مدير عام شركة اورانج العالمية، الى إسرائيل. ويتضح أنه سيلتقي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ونائبة وزير الخارجية تسيبي حوطوفيلي.
وفي رسالة بعث بها الى حوطوفيلي اوضح ريشار أنه يقف وراء التصريح بنيته إنهاء نشاطات اورانج في إسرائيل، لكنه يدعي أنّ الأسباب لا تتعلق بالخضوع للمقاطعة. وكتب "نحنُ لا ندعم أي نوع من المقاطعة على إسرائيل". يُشار الى ان روشار طلب في مطلع الأسبوع لقاء سفير اسرائيل في فرنسا لتوضيح موقفه، لكن رئيس الحكومة تدخل في الموضوع، وقال انه إذا كان معنيًا بعرض القضية أمام جهات رسمية، فعليه الوصول إلى إسرائيل.
ربع الجنود الذين شاركوا في حرب لبنان الاولى لا يزالون يعانون من صدمة الحرب
كتبت "يسرائيل هيوم" ان حوالي ربع المقاتلين الذين عانوا من صدمات الحرب، لا يزالون يعانون من اعراض الصدمة القوية، ومن افكار انتحارية بعد مرور 20 عامًا وأكثر على نهاية الحرب اللبنانية الاولى، كما يتضح من بحث تعقب حالة 675 من الجنود الذين شاركوا في الحرب. وقد تعقب هذا التحقيق المهم مئات المقاتلين الذين شاركوا في الحرب اللبنانية الأولى، وبين أنّ شيوع الفكر الانتحاري لدى المقاتلين الذين عانوا من "صدمات الحرب"، كانت اعلى بضعفين من حالة رفاقهم الذين لم يشعروا بهذه الصدمة. وتواصلت هذه الفجوة بين المجموعتين طوال 20 عامًا من البحث، علمًا أنّ قمة الافكار الانتحارية كانت بعد سنتين من انتهاء الحرب.
مقالات
يتحتم تصحيح الأمور مع اوباما.
تحت هذا العنوان يكتب اري شبيط، في "هآرتس" ان الرجل الذي يعمل في المكتب البيضاوي يكرس لاسرائيل الكثير من التفكير والمشاعر. أحد الأسباب لذلك هو التماهي مع اسرائيل المستنيرة والمفقودة لحركة العمال. والسبب الثاني هو الاحباط ازاء حقيقة ان اسرائيل الحالية تبدو له كدولة ضلت طريقها. والسبب الثالث هو شعوره بالقرابة من الجالية اليهودية الليبرالية في الولايات المتحدة التي نشأ في داخلها، ويعيش في داخلها. والسبب الرابع هو الألم الذي يشعر به باراك اوباما بسبب حقيقة ان الكثير من اليهود في إسرائيل والولايات المتحدة يتعاملون معه كعدو لليهود. والسبب الخامس هو صفقة ايران – لوزان، التي يسعى لتحويلها الى ميراث تاريخي له في مجال السياسة الخارجية. والسبب السادس هو الحاجة السياسية والاخلاقية التي يشعر بها للقيام بعمل ما في الموضوع الفلسطيني، والسبب السابع هو بنيامين نتنياهو.
لكن اوباما ليس شخصية دوغماتية. وفي مفاهيم كثيرة يختلف عن صورته: فقامته عالية، وهو لطيف اكثر مما يصورونه، وموضوعي بشكل اكبر. الشيء الرئيسي الذي تعلمه خلال السنوات الست الأخيرة هو قيود السلطة، والشيء الرئيسي الذي لا يزال يتعلمه هو تعقيدات الواقع. انه لا يبحث عن قرارات أيديولوجية، وانما عن حلول عملية. عن شخص يعمل معه، شخص يمكنه تحقيق التغيير معه. وللأسباب السبعة يريد اوباما مصالحة الإسرائيليين وصنع السلام مع اليهود. ولذلك منح لقاءات مثيرة لجيف غولدبرغ وايلانا ديان، ولذلك وضع القلنسوة (الدينية اليهودية) على رأسه وتحدث كحاخام اصلاحي في كنيس "طائفة اسرائيل" في واشنطن. ولذلك يبدي استعداده للقيام بخطوات استثنائية كي يعثر على اسرائيل التي يمكنه حبها والعمل معها، وتحقيق التصحيح معا.
هل يمكن تصحيح الامور؟ هذه مسألة حتمية. منظومة العلاقات بين الرئيس الامريكي ودولة اسرائيل كان مرصوفة بالأخطاء وعدم التفاهم وتفويت الفرص. وبينما شعروا في قدس نتنياهو، بأن واشنطن اوباما لا تفهم الشرق الاوسط، شعروا في واشنطن اوباما بأن قدس نتنياهو لا تفهم روح العصر. لكن كل ما حدث في السنوات الاخيرة لا يعد شيئا بالمقارنة مع ما يمكن أن يحدث إذا تم في الصيف توقيع الاتفاق النووي الايراني. الصدام عندها سيكون مباشرا، والمواجهة ستجري على كامل الصندوق.
من جهة سيقف رئيس ديموقراطي يصر على ترك بصمة في العالم، ومن الجهة الثانية سيقف التحالف الاسرائيلي – الجمهوري، الذي يصر على منع ما يعتبره نهاية العالم. من جهة سيقف البيت الابيض الليبرالي الذي يتمتع بدعم مطلق من قبل امريكا الجديدة المنفتحة وكثيرة الاقليات، ومن جهة سيقف الكونغرس المحافظ الذي يمثل امريكا القديمة، البيضاء ويتم التعامل معه كمن ينفذ اوامر اسرائيل.
اذا مرت الصفقة سيتم في الجالية اليهودية الامريكية مضاعفة وتثليث الصرخات المهينة التي تم توجيهها الى جاك لو. واذا لم تمر الصفقة سيتم اعتبار اليهود كمن افشلوا الرئيس الافريقي – الامريكي الاول، وكمن فرضوا على الولايات المتحدة مواجهة خطيرة مع ايران ومع الاسلام. ومهما كانت نتيجة المواجهة، فانه يمكن لآثارها ان تكون مدمرة. وسيخرج منها خاسرا الرئيس الامريكي واسرائيل والجالية اليهودية الامريكية.
وهكذا فانه فيما تبقى من وقت حتى لحظة الحقيقة، يتحتم تطهير الاجواء ووقف التحريض على اوباما ومد اليد اليه. ليس فرعون هو الذي يعمل في الغرفة البيضاوية، وانما صديق. ليس هامان هو الذي يسكن في البيت الابيض وانما صديق حقيقي. يمكن الدخول في نقاش مع الشخص الهام الذي يترأس الولايات المتحدة، لكنه يجب تقديره واحترامه. ليس من المتأخر البدء من جديد، بل يمكن ويتحتم البدء من جديد.
اذا انحنى الجميع لن تمر العاصفة.
يكتب علاء حليحل في "هآرتس" ان حملة المقاطعة الدولية سقطت كهدية في ايدي رئيس الحكومة: فقد تبخر الوحش الايراني، وليعش الوحش الجديد. 100 مليون شيكل اخرى للاعلام الاسرائيلي وينطلق التصنيف الجديد: المعادي لإسرائيل هو بالتأكيد معاد للسامية. كل وطني مطالب بطرح افكار مرئية وتدوين ملاحظات حكيمة: كل اسرائيلي- جندي، وكل لوحة مفاتيح - بندقية.
هناك ثمن ايضا لمقاطعة المستوطنات: الممثل نورمان عيسى ابلغ المسرح البلدي في حيفا بأنه يرفض الظهور في غور الأردن المحتل، فاعلنت وزيرة الثقافة على الفور انها تنوي اعادة فحص دعم الوزارة لمسرح "الميناء" الذي أسسه عيسى. بلطجية حقيقة. صاحب المال سيعلم ناكر الجميل ما هي الديموقراطية (نسبية).
منذ عدة سنوات تدير اسرائيل حملة شرسة لطرد الفلسطينيين من المناطق C، استعدادا لضمها. غور الأردن هو مأساة، ولكن من ينتبه؟ من يملك القوة لوقف تحويل الاموال للادارة المدنية والمستوطنين؟ هل سمع الجمهور عن اغلاق آبار المياه وهدم الخيام وبيوت الصفيح؟ عن دوس الانسانية؟ القوة الوحيدة المتبقية هي الظهور في المناطق المحتلة – ليس الرقص على الدماء التي سفكت تحت ستار الثقافة والمسرح. هذا هو الحد الأدنى المطلوب. من يحاربون ضد المستوطنات والاحتلال والعربدة يجب ان يكونوا مستعدين لدفع ثمن هذا الحد الأدنى. اذا تم اغلاق مسرح "الميدان" بسبب مسرحية عن الأسرى السياسيين الفلسطينيين، سيكون علينا الرد كما كان سيرد كل انسان على اغلاق مسرح: اغلاق الدولة. هكذا كان يجب ان نرد.
هناك ثمن للمبادئ. على المواطن الاسرائيلي الذي يدعو الى المقاطعة ان يأخذ في الاعتبار انه يمكن محاكمته، والكاتب الذي يرفض التعاون مع سرقات المستوطنات سيتعرض الى التهديد بفقدان مصدر رزقه. تجري هنا حرب. المؤسسة المجَنَدة والمجَنِدة تهاجم كل من لا يتفق معها. علينا احصاء ثمن مواقفنا وتحديد ما اذا كنا على استعداد لدفعه. اذا لم نفعل ذلك فقد فشلنا. واذا فعلنا ذلك يتحتم التنظم والعمل.
فاشية الدولة مراوغة. كل شيء يجري حسب القانون، التصويت والانظمة. ميري ريغف ستجد البند الصغير الذي يمكنه حرمان مسرح او مسرحين من التمويل، والمحكمة العليا المتراخية ستعرف كيف تشرع المحرم بشكل "متناسب". وعندها سيكون عليك اقناع الجمهور بأن القانون ليس قانونيا تماما، وان النظام ليس صحيحا. اذا صرخت "ديموقراطية!"، ستصرخ الدولة "صهيونية! وطن يحتمي! الاسماعيليون وانصارهم يقومون علينا". لذلك هناك حاجة الى رد على شكل قبضة فولاذية، تماما مثل تغريدة نفتالي بينت في تويتر: "انا اعلن انه بحكم صلاحياتي كوزير للتعليم فان مسرحية "الزمن المتوازي" اصبحت منذ الان خارج سل الثقافة".
يصعب على المواطن الوحيد الذي تهدده الدولة الرد بتهديد مماثل. لن تسقط شعرة واحدة من رؤوس القادة اذا هدد المواطن بالتظاهر او اغلاق شارع، وسيعمل حرس الحدود واليسام ضده. فما الذي تبقى للمواطن؟ ضميره. والقدرة على الصمود امام الهجوم. كل واحد يقرر الى أي حد يريد ويمكنه الانحناء حتى يمر الغضب. اذا انحنى الجميع لن تمر العاصفة، بل ستزداد وتتحول الى عاصفة متطرفة. مسؤوليتنا هي عدم الانحناء.
في النهاية سنلعق الجراح
يثني غاي بيخور، في "يديعوت احرونوت" على تصريح قائد اللواء الشمالي افيف كوخابي، بأن على اسرائيل اعداد قواتها لساعة الحسم، على الجبهتين اللبنانية والشرقية، ويقول انه يتحتم على الجيش التدرب استعدادا لاحتمال قيام التنظيمات السنية – داعش وامثالها- بمهاجمة الحدود الإسرائيلية من الاراضي السورية، وان من واجب الجيش الاستعداد لكل حادث، ولكن ليس بالتأكيد حث الهجوم على اسرائيل.
ويضيف: "في الايام الاخيرة تتعاظم حملة اعلامية سياسية تطالب بخروج اسرائيل للحرب في سوريا من اجل حوالي 70 الف درزي يعيشون في جنوب سوريا، على مسافة ليست بعيدة من الحدود الأردنية. لكن هذا التدخل، اذا وقع، لا يعتبر استعدادا لساعة الحسم، عندما يهاجمنا العدو، وانما يحث العدو على مهاجمتنا، ولذلك يمنع منعا باتا القيام بخطوة كهذه.
دروز سوريا لم يرتبطوا ابدا بإسرائيل، بل على العكس، لقد كانوا سندا قويا لنظام بشار الاسد الشرير، واليوم يتحالفون مع حزب الله. فسمير قنطار المعروف، تم ارساله من قبل حزب الله لتنظيم دروز سوريا تحت كنف التنظيم الشيعي، فهل يمكن مجرد التفكير بأن تقوم اسرائيل بالذات بتزويد السلاح او تتدخل لصالح حلفاء حزب الله؟ سيما اننا في اللحظة ذاتها سنحول انفسنا، وبصدق، الى اعداء للسنة في سوريا الى ابد الآبدين.
لقد تم تنظيم حملة مماثلة بعد حرب الايام الستة، عندما تجمع لوبي مناصر للدروز حول رئيس بلدية حيفا ابا حوشي، وغيورا زايد ودروز من اسرائيل، وضغطوا على وزير الامن موشيه ديان كي يعيد دروز هضبة الجولان الذين هربوا الى سوريا. وبالفعل سمح لهم ديان بالعودة الى قراهم. وهؤلاء هم دروز الجولان الذين كانت قيادتهم ولا تزال شرسة ازاء دولة إسرائيل التي انقذتهم.
توجد في سوريا والعراق ولبنان طوائف تمت ابادتها واخرى ستباد، ولذلك فإنها تتمسك بكل شيء حتى تتخلى عنه وتنتقل الى الحليف المؤقت القادم، وكل ذلك كي تبقى على قيد الحياة. ولذلك، يمكن للأحمق فقط الدخول الى منظومة خائنة جدا.
لقد تعلمنا درسنا في لبنان: انهم يتمسكون بإسرائيل فقط عندما لا يتوفر خيار آخر، لكنهم يتركونها فور ظهور امكانية جديدة، ونحن نبقى لنلعق جراحنا.
لقد رأى مناحيم بيغن بمسيحيي لبنان اقلية تتعرض الى الذبح، ولذلك بدأ بمساعدتهم – بداية بتزويدهم بالسلاح سراً، وحتى اجتياحنا العسكري للبنان، ايضا لطرد المخربين الفلسطينيين. وانتهى الأمر بجيل ضائع مع 18 عاما من الحرب والف جندي اسرائيلي قتيل. فمن اجل ماذا؟ من اجل المسيحيين الذين سرعان ما خانونا، وانتقلوا الى حليفهم القادم؟
لقد تعلمنا درسنا – هذا هو المستنقع الطائفي للعالم العربي، ونحن بكل بساطة لسنا جزء منه ولن نكون. في شمال سوريا سقطت مؤخرا عدة قرى درزية في ايدي داعش، وسارع السكان الى اعلان اسلامهم وانقاذ انفسهم. هذه حسابات شرق اوسطية داخلية، ستستنفذ ذاتها بينها وبين انفسها، والا سنجد انفسنا نواجه مرة اخرى حالة مثل صبرا وشاتيلا – عندما يقضي العرب على العرب، وتتهم اسرائيل في العالم.
اذا تدخلت اسرائيل في سوريا سيتم على الفور تسليط اضواء كبيرة عليها، ليس في مصلحتنا، وستلتصق بنا المذابح السورية فورا. سورية اكبر من لبنان بعشرة اضعاف، ومخاطرها اكبر. يتحتم علينا الحرص على كنزنا الثمين حتى اليوم امام الانهيار الاقليمي: عدم تدخلنا. نحن لسنا سنة ولا شيعة، ولذلك نحن محررين من هذه الحرب. عدم تدخلنا وسياستنا الرادعة ستواصل الحفاظ علينا في هذا الواقع المضلل. يوم الحسم هو فقط اليوم الذي يتم فيه تهديد حدودنا.
حدود الدفاع عن الديمقراطية
يكتب اوري هاييتنر في "يسرائيل هيوم" ان حرية التعبير، حرية الإنتاج، والحرية الفنية، تعتبر من الأسس المركزية للديمقراطية الليبرالية ويجب الحفاظ عليها وحراستها. ولكن هل هذه الحرية مطلقة، وغير محدودة؟ ألا توجد خطوط حمراء ايضًا لهذه الحريات؟ إنه سؤال ثقيل، لكنه ليس السؤال الوحيد المطروح للنقاش في أعقاب قضية الممثل نورمان عيسى وقرار إخراج مسرحية "الزمن المتوازي" التي كتبها مخرب، من السلة الثقافية. السؤال المطروح على جدول الاعمال يتعلق بالدعم الحكومي.
حرية الانتاج ليست مرتبطة بدعم الدولة. يستطيع الانسان أن يكتب، ينشر، ويعرض، ويقيم مسرحا بدون دعم مادي من قبل الدولة. يمكن ضمان حرية الإنتاج من دون حصوله على تمويل. هل يفترض ان يكون للدولة رأيها بما يتعلق بالمضامين الثقافية التي تموّلها؟ من يخرج ضد الحكومة لا يخرج حتمًا ضد الدولة، لكن من ينشط ضد الدولة ويعرض برامج تتعارض مع قيمها عليه ان يعرف انهم لن يتعاملوا مع انتاجه كإنتاج سياسي شرعي يستحق الدعم والتمويل (ولو كان ذلك المنتج انسان مستقيم، لرفض بمبادرته الحصول على دعم من الدولة).
من المناسب التشديد على أنّه يتحتم على الحكومة دعم عروض المسرح التي تخرج ضدها، والتي تنتقد طريقها وسياستها، ولكن كما هو معروف – يجب التمييز جيدًا بين الحكومة والدولة. من المفضل في إطار هذا النقاش ان نسأل عن المضامين التي تستحق التشجيع من قبل وزارة التربية، كجزء من السل الثقافي للعروض امام طلاب المدارس. هناك مكان لاطلاع الطلاب على القضايا السياسية من خلال الثقافة والفن. لكنه يجب ضمان التوازن، لمنع غسيل الدماغ.
ليس كل ما يستحق شمله في حرية التعبير يستحق التمويل من قبل الدولة، وليس كل من يستحق تمويل الدولة يستحق الدخول إلى المدارس. هنا يجب ان تكون الخطوط الحمراء صارمة جدا.
أنا غير مستعد كأب، بأي شكل من الأشكال أن يطلع أبنائي في إطار برنامجهم التعليمي على عروض ثقافية ذات مضمون عنصري، وتحرض على كراهية الآخر؛ كراهية العرب، مواليد اثيوبيا، الحريديم، وأصحاب التوجهات الجنسية المختلفة، والمستوطنين وغيرهم. كما انني لست مستعدا لتعرض اولادي في اطار برامج التعليم الى مضامين تنفي الكارثة، او تعرض حرب الاستقلال كتطهير اثني أو تظهر الجنود في الجيش كنازيين. ولا اوافق على ان يتم في الذكرى السنوية لقتل رابين عرض مسرحية لأولادي تمجد يغآل عمير، ولا اوافق على عرض مسرحية امامهم تمجد المخرب القاتل. بطل المسرحية الذي رفض بينت عرضها في إطار سلة الثقافة هو وليد دقة، ناشط في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والذي اتدين بخطف وقتل الجندي موشيه تمام سنة 1984، وفرض عليه السجن المؤبد.
هل تحتم حرية التعبير والفن عرض مسرحية كهذه أمام الطلاب في إطار جهاز التربية وبتمويل من السلة الثقافية التابعة لوزارة التربية والتعليم؟ لا، بتاتا. في نظري، يعتبر تقديم مثل هذا العرض في إطار كهذا مسألة عبثية وفوضوية.
يجب ان ينكشف الطلاب على الفن النقدي الذي يطرح المعضلات، ويتحدى الاجماع، ويثير التفكير، ويثير النقاش، لكن يجب أن تكون هنالك خطوط حمراء. التدخل السياسي للحكومة في المضامين الفنية يعتبر إشكاليا، وهناك مكان للقلق من المنحدر الذي يكمن في رفض العروض بدوافع سياسية ومن وضع تكون فيه المضامين الفنية التي يتم كشفها أمام الطلاب تلائم مواقف الوزير السياسية، سواء كان اسمه نفتالي بينيت أو يولي تمير. ولكن عندما تصادق اللجنة المرجعية على مسرحية تمجد المخرب القاتل، هناك مكان للتشكيك بصحة موقف اللجنة وفحص تركيبتها.
إنّ حرية التعبير وحرية الفن هي مبادئ أساسية في الديمقراطية، لكنها ليست غير محدودة، لا يوجد مكان للعنصرية، للكراهية، ولتشجيع خرق القانون، والتآمر ضد الدولة. عندما يجري الحديث عن الحرية الفنية، يمكن فقط الغاء العروض في الحالات الأكثر تطرفًا، مثل التحريض المباشر والواضح على العنف والعنصرية. وعندما يجري الحديث عن دعم من قبل الدولة، يجب وضع خطوط حمراء واضحة أكثر. خاصة عندما يجري الحديث عن السلة الثقافية التابعة لوزارة التربية والتعليم.