منذ 8 سنوات
إنتصار الارادة
حجم الخط
شبكة وتر-"بقلم : اخلاص ابو زر " لم يكن يخطر على بال المصور الصحفي الفلسطيني أسامة السلوادي بأن رصاصة طائشة ستحول حياته المهنية من مصور صحفي إلى مصور توثيقي، ولم يكن هذا هو التحول الوحيد أو الأول في حياة أسامة فقد كان مجرد مصور هاو قبل أن تندلع الانتفاضة الأولى ويتحول لمصور صحفي .
في السابع من تشرين الأول لعام 2006 كان أسامة متواجدا في مكتبه يعمل على تحرير صور صلاة الجمعة في الأقصى لتوزيعها على المجلات الأوروبية التي تصدر يوم الأحد وفي ذات الوقت كان هناك مسيرة حاشدة وإطلاق للنار وشاء القدر أن يطل أسامة من شباك مكتبه ليتلقى الرصاصة الطائشة في حينه التي أصابت المعدة والطحال والحجاب الحاجز والعمود الفقري والنخاع الشوكي وعلى إثرها دخل في غيبوبة لمدة تزيد عن الشهر ومن ثم مكث في المستشفى لمدة ستة أشهر للعلاج التأهيلي
وخرج من المستشفى رجلا مقعدا على كرسي متحرك، بعد الإصابة استغرق أسامة الكثير من الوقتفي التفكير بطرق جديدة لنشر صورة فلسطين الجميلة للعالم الذي تعود على صورة إخبارية نمطية لفلسطين وما فعله أسامة خلال العشر سنوات الماضية هو انه نشر للعالم صورة الحضارة والثقافة الفلسطينية .
أما عن الصعوبات التي واجهته بعد اصابته فتمثلت بعدم قدرته بالوصول إلى الأماكن التي يرغب بالوصول إليها كما السابق فالتنقل عبر السيارة أو الكرسي المتحرك صعب بالإضافة إلى الإنتهاكات المجتمعية لحقوق ذوي الإحتياجات الخاصة ومن ضمنها موائمة المباني والشوارع لاحتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة وهو ما دفع أسامة للعمل على قضية جديدة وتسليط الضوء عليها .
يعمل أسامة على التوثيق البصري للتراث الفلسطيني بعد تعرضه للسرقة العلنية من قبل الإسرائيلين ، وقد قام بإنتاج العديد من الكتب التي تختص بالتراث الفلسطيني ككتاب " ملكات الحرير "
والذي عمل فيه على توثيق اللباس الفلسطيني الخاص بالنساء ، أيضا كتاب " أرض الورد " والذي وثق به شتى أنواع الورود في الأراضي الفلسطينية بالإضافة لمجموعة كتب وهي : " المرأة الفلسطينية عطاء وإبداع " ، " ها نحن " ، " فلسطين .. كيف الحال " ، " بوح الحجارة " ، "الختيار " ، " الحصار "