العيساوي يتنفس الحرية بعد انتصاره على السجان
افرجت سلطات الاحتلال مساء اليوم الاثنين عن الاسير المقدسي سامر العيساوي صاحب اطول اضراب عن الطعام من سجن شطة.
قال المحرر العيساوي "اشعر بالانتصار الذي اهديه لارواح الشهداء والاسرى وشعبنا وكل احرار العالم الذي شاركوني قهر السجان والمحتل الاسرائيلي".
واضاف سامر "لدي شعور رائع وجميل بعد كسر القيود والمعايير الاسرائيلية، فلا اجمل من طعم الانتصار الذي يؤكد ان ارادة الفلسطيني اقوى من الاحتلال وسجونه وزنازنيه وعزله وبطشه، عدت للقدس ومنزلي ورفضت كل الحلول والخيارات، فهذا حقي ووطني ولن اتخلى عنه".
واوضح سامر انه سيتابع حياته على ان يبدا العلاج من جديد لانه لم يكن يتلقى الرعاية المطلوبة بعد فك اضرابه.
الاسير السابق سامر العيساوي لحظة خروجهوقالت والدة الاسير "كنت في حالة صعبة، خوف وقلق ورعب، واستعدت انفاسي وفرحي عندما شاهدته قادما على قدميه وهتفت بالاحضان يا حبيبي .. بالاحضان يا سامر".
واضافت "انها معجزة ومكرمة من الله، شعرت بالفرح واننا نطير ونحلق في سماء فلسطين فوق كل مدينة وقرية ومخيم وعائلته تضامنت مع سامر، ونقول لهم ابنكم وروح قلبي سامر تحرر وخرج وعاد منتصرا ".
وقال والد العيساوي "لا شك اني الآن في حالة من الخوف، فإسرائيل عودتنا على المفاجأت ونحن لا نعلم ماذا تحضر لنا حاليا لكي تنزع عنا الفرحة". اضاف" لكنه سيتحرر اليوم لا محالة ليستنشق هواء القدس والحرية".
واشار العيساوي الأب إلى أنه لا يملك أي معلومات عن ابنه، واسرائيل لم تعطهم تفاصيل لا عن موعد الافراج أو مكانه، موضحا أن الشرطة الاسرائيلية هددت العائلة بعقوبات لم تحددها حال القيام بأي ممارسات " مخلة بالأمن" أو مظاهر " عسكرة" حين يتم الافراج عن سامر.
سامر العيساوي، سطر حكاية في الاضراب عن الطعام على مدار ثمانية أشهر انهكت جسده، وروح عائلته التي كانت تعيش على الأمل، والدعاء، كما يقول الوالد " لقد كنا في كل لحظة نترقب خبرا عن استشهاده لكن الله لطف به، ونصره في معركته".
بدأت حكاية سامر العيساوي الذي افرج عنه في صفقة تبادل الاسرى بين حماس واسرائيل، حين اعتقلته الشرطة الاسرائيلية في شهر تموز من العام 2012، بداعي خرقه "لقانون شاليط" الذي يقضي باعادة محاكمة المحرر بذات الحكم الذي كان يقضيه قبل الافراج حال " اخل شروط الافراج".
وكانت الذريعة لدى اعتقال سامر أنه " سافر الى الضفة الغربية" خلافا للشروط، وعليه تم سجنه تمهيدا لاعادة الحكم السابق الذي كان محكوما به وهو 30 عاما.
وأعلن العيساوي اضرابا عن الطعام بعد ايام من اعتقاله إلى أن عقد صفقة مع اسرائيل تقضي بوقف الاضراب مقابل الافراج عنه في هذا اليوم.
ولد سامر عام 1979، وهو شاب أعزب، ينتمي إلى عائلة مقدسية من ستة أشقاء وشقيقتين. شقيقه فادي استشهد في مجزرة الحرم الإبراهيمي في العام 1994، ومدحت حرر الثلاثاء الماضي بعد اعتقال دام 20 عاماً. وفي العام 2001، اعتقل سامر العيساوي وحكم عليه بالسجن 30 عاماً بتهمة المشاركة بفعاليات «إرهابية» وانتمائه إلى الجبهة الديموقراطية.
وتعرضت صحة سامر العيساوي لانتكاسات عديدة خلال إضرابه عن الطعام، وانخفضت نبضات قلبه إلى 28 نبضة في الدقيقة. وكان يصاب بحالات متتالية من الغيبوبة، كما انخفض وزنه إلى 40 كيلوغراماً.
وكان نادي الاسير الفلسطيني اكد في بيان له أن اضراب سامر الذي استمر نحو 265 يوما كان أطول اضراب عن الطعام في تاريخ البشرية.