رامي مهداوي
كتب رامي مهداوي - عند السفر بالطائرة أسمع دائماً صوتاً ينبهني قادماً من كابتن الطائرة أو مضيفة الطيران أو الفيديو المسجل الذي يعرض أمام الركاب المسافرين، قائلاً: "المظلة تحت مقعد الطائرة". تأتي هذه المقولة ضمن تعليمات وإرشادات متنوعة في حال وقوع خلل ما يصيب الطائرة.
رُكّاب الطائرة يتعاملون مع التعليمات والإرشادات بتجاهل وفي أحسن الأحوال الاستماع دون الاكتراث، السؤال هنا: هل نعرف استخدام تلك المظلة؟ وهل الأجواء المحيطة للراكب/للرّكاب أثناء وقوع الخلل في الطائرة وحدوث ما لا يحمد عقباه ستجعله يتذكر أن المظلة تحت المقعد؟! وهل سيتذكر التعليمات التي تعامل معها بتجاهل؟! وهل يمتلك الراكب المقدرة لاستخدامها في لحظة الصفر؟
ماذا لو قرر أحد الركاب التأكد من وجود المظلة قبل إقلاع الطائرة وتفاجأ بعدم وجودها؟! على الأغلب سيكون الجواب من الرّكاب الآخرين: "توكل على الله"، "بنعطيك مظلتنا إذا صار إشي"، وربما الراكب ذاته لن يُخبر طاقم الطائرة خوفاً من فقدانه المقعد!! وربما سيتم الضغط على المسافر من قبل المسافرين الآخرين بألا يُعلم طاقم الطائرة من أجل عدم حدوث إرباك سيؤدي إلى تأخر إقلاع الطائرة!!
المظلة تحت المقعد ليست مجرد جملة عابرة تنتهي لحظة استماعها من طاقم الطائرة، هناك العديد من المظلات المختلفة في حياتنا التي نعلم جيداً أنها تحت مقاعدنا المتعددة، لكننا نتجاهلها ونجهل استخدامها، ما يجعلنا أن نقفز بعبثية دون المظلة غير مكترثين بمحصلة النتائج، وفي أغلب الأحيان نكابر بوضع شبه إستراتيجيات كونها المخرج للأزمة التي وضعنا أنفسنا بها دون التعامل مع المظلة الموجودة تحت المقعد.
علينا الانتقال من نظرية الاكتفاء المعرفي للفعل العملي، بمعنى الانتقال من معرفة المظلة تحت المقعد إلى الخطوات العملية فيما بعد المعرفة المتمثلة بالخطوات التالية: التأكد من وجود المظلة، فحص المظلة إذا ما كانت صالحة للاستخدام، التدرُب بشكل عملي على استخدام المظلة قبل الصعود على الطائرة وفوات الأوان، وضع إستراتيجيات بديلة في حال حدوث أي خلل غير متوقع.
أي مقعد تجلس عليه عزيزي القارئ مهما كان مستوى النسق الاجتماعي أو السياسي الذي تنتمي له، عليك أن تتفحص المظلة التي تحت مقعدك، لأن المقاعد ليست حكراً على أحد، بالتالي المظلة أهم من المقعد إذا أردت الهبوط في سلام وأمان لحظة السفر.
أعزائي القرّاء .. مع نهاية رحلة المقال لهذا الأسبوع؛ أتمنى أن تكونوا سعيدين مع رحلتنا على متن مقالي خرم إبرة، آملاً اللقاء بكم في مقالات أخرى مع الخطوط الجوية الفلسطينية.