انقسام في الحكومة الإسرائيلية بعد فشل المفاوضات
شبكة وتر - ترجمة - ادى فشل محادثات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين الى انقسامات في داخل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ويطالب بعض الحلفاء الرئيسيين في الائتلاف من الحكومة بالانسحاب الاسرائيلي من الضفة الغربية، ويطالب آخرون بتعزيز البناء الاستيطاني وضم بعض المناطق لاسرائيل. وهناك توقعات بان تبقى المفاوضات على المدى البعيد في حالة جمود، ويشعر البعض ان الحكومة ستنهار او حتى من الممكن ان تجري انتخابات مبكرة.
وقالت وزيرة القضاء الاسرائيلي تيسبي ليفني "بالتأكيد هذا الإئتلاف مثير للمشاكل".
وقد تم استئناف محادثات السلام في تموز الماضي الامر الذي مكن هذا التكتل من ان يضع خلافاته جانباً وتشكيل ائتلاف يكون متوافقا، لكن وكما توقع العديد من المراقبين فان المحادثات قد فشلت.
وتم اضافة "الإعلان عن تشكيل حكومة التوافق الوطني الفلسطيني" الى هذه الانقسامات في الحكومة.
اما نفتالي بينيت رئيس حزب "البيت اليهودي" ووزير الاقتصاد الاسرائيلي قال في مؤتمر حول الأمن: "يجب على اسرائيل ان تضم مساحات كبيرة من الضفة الغربية حيث تعتبر هذه الاراضي الدولة الفلسطينية المستقلة لدى المجتمع الدولي".
واضاف بينيت: حان الوقت لنبدأ بالتفكير بشكل مختلف وبطريقة مبتكرة حول كيفية عمل مستقبل افضل للمواطنين الاسرائيليين وايضا المواطنين الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية، مستخدما مصطلح "يهودا والسامرة" في حديثه.
وقال بينيت ايضا: "يجب على اسرائيل ان توقف البناء الاستيطاني في عمق مناطق الضفة الغربية وفي حال الانسحاب من المناطق التي لا يتوقع ان تبقى تحت السيطرة الاسرائيلية في حال تم اتفاق سلام". وقال ان مثل هذه الخطوة يمكن ان تمهد الطريق الى اتفاق نهائي ووضع أسس للتفاوض مع الفلسطينيين.
وتعهد لبيد في اصعب تعليق له باسقاط الائتلاف في حال حاولت اسرائيل ضم اي مستوطنة بشكل احادي الجانب، واضاف ان حزب "يش عتيد" لن يغادر الحكومة.
اما وزير الخارجية الاسرائيلي أفيجدور ليبرمان فقال " الامور لا تبدو على ما يرام، حيث يقوم مسؤولون كبار بارسال رسائل مماثلة. ويجب علينا اعتماد خطة سياسية والتي من شأنها ان تربط جميع عناصر الحكومة".
وطوال فترة التي تولى فيها نتنياهو منصبه الحالي كرئيس للوزراء منذ العام 2009 كان قد ارسل إشارات متضاربة، اولا عندما قام بتأييد فكرة إقامة دولة فلسطينية قائلا انه يجب تجنب دولة ثنائية القومية، وثانية عندما تابع بناء الآف الوحدات الاستيطانية في مناطق يفترض انها للفلسطينيين، الامر الذي اربك الحلفاء الاقرب اليه.
ومنذ انهيار المفاوضات لم يعط نتنياهو اي اشارة الى اين يريد الذهاب باسرائيل، واعطى بعض التلميحات حول بالقيام بخطوات احادية الجانب لكنه ايضا قال انه لن يكرر الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة في العام 2005 والذي مكن حركة حماس من السيطرة على القطاع وحولها الى قاعدة لاطلاق الصواريخ نحو اسرائيل.
والسخرية ان نتننياهو اكتسب المزيد من الوقت بعد تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية، ورفض المجتمع الدولي دعوات نتنياهو بعدم العمل مع حكومة الوحدة، لكن يبدو انه يواجه ضغوطات من اجل العودة الى طاولة المفاوضات. قرر كل من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة اعطاء حكومة الوحدة فرصة لرؤية اذا ما كانت ملتزمة بالسلام مع اسرائيل كما وعد الرئيس محمود عباس.
وقال دوف ليبمان القيادي بحزب "يش عتيد": لابيد ايضا يريد دراسة برنامج الحكومة الفلسطينية الجديدة ولا داعي لاسقاط الائتلاف الاسرائيلي، واضاف انه في حال وصل الوضع الى مرحلة يشعر فيها الحزب ان محادثات السلام يمكن ان تستأنف، فان "يش عتيد" سيفكر في الانسحاب.
وقال ريوفين حزان استاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية بالقدس انه مع دخول الكنيست في عطلة صيفية ويتبعها العطل اليهودية في الخريف وبعدها انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة، والقرار يتم اتخاذه من قبل الرئيس اوباما ووزير خارجيته كيري في محاولة لحل مشكلة لم يستطع احد ان يجد لها حلا في العقود السابقة.