منذ 9 سنوات
بوتين: السوريون يهربون من "داعش" لا من الأسد و الغرب يتحمل مسؤولية أزمتهم
حجم الخط
أكد الرئيس الروسي أن اللاجئين السوريين يهربون ليس من حكومة بشار الأسد بل من تنظيم "داعش" الإرهابي، معتبرا أن أزمة الهجرة الراهنة مرتبطة بالسياسة الغربية الخاطئة في المنطقة.
وتابع فلاديمير بوتين أن أزمة اللاجئين كانت "متوقعة تماما". وأوضح في مؤتمر صحفي عقده الجمعة 4 سبتمبر/أيلول في أعقاب جولته في الشرق الأقصى الروسي: "إننا في روسيا.. حذرنا مرارا من قضايا واسعة النطاق قد تظهر في حال استمرار شركائنا الغربيين باتباع سياساتهم الخارجية التي قلت دائما إنها خاطئة، ولا سيما ما يمارسونه حتى الآن في بعض مناطق العالم الإسلامي وفي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا". وتساءل: "ما هي هذه السياسات؟ إنها تتمثل في فرض المعايير الغربية دون الأخذ بعين الاعتبار الخصائص التاريخية والدينية والقومية والثقافية لتلك المناطق. إنها بالدرجة الأولى سياسة شركائنا الأمريكيين، أما أوروبا فتتابع هذا النهج السياسي متابعة عمياء في إطار ما يطلق عليه "التزامات علاقات التحالف، ومن ثم تتحمل العبء لوحدها". وأشار بوتين إلى أن هناك مواقف مختلفة من الأحداث في سوريا، لكنه شدد على أن الناس يهربون ليس من نظام بشار الأسد، بل من تنظيم "داعش" الذي سيطر على أراض شاسعة في سوريا والعراق ويرتكب فظائع في تلك المناطق. وكان الناطق باسم البيت الأبيض جوس أرنست قد قال الخميس تعليقا على أزمة الهجرة إلى أوروبا، التي أدت الى بروز خلافات عميقة داخل الاتحاد الأوروبي حول توزيع العبء على جميع أعضاء الاتحاد، إن واشنطن مستعدة لتقديم "استشارات فنية للاتحاد الأوروبي لحل قضية الهجرة". وامتنع الدبلوماسي الأمريكي عن الإجابة عن سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لاستقبال لاجئين في أراضيها، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي يملك قدرات كافية لحل هذه القضية بنفسه. واستغرب الرئيس الروسي في هذا السياق من تغطية وسائل الإعلام الأمريكية لقضية الهجرة، وهي تنتقد السلطات الأوروبية باعتبار تعاملها مع اللاجئين "قاسيا". وأعاد بوتين إلى الأذهان أن الولايات المتحدة ترفض تحمل عبء قضية اللاجئين. وأكد أن انتقاداته تأتي ليس من أجل الانتقاد بحد ذاته، بل من أجل التوصل إلى تفاهم مشترك لسبل حل القضية. واعتبر أن اجتثاث جذور هذه القضية يتطلب العمل على محاربة الإرهاب بكافة أنواعه وتطوير الاقتصاد في الدول التي يهرب منها الناس. http://www.youtube.com/watch?v=JMe5eRIXW7g بوتين من السابق لأوانه الحديث عن مشاركة روسيا في محاربة "داعش" على الأرض قال الرئيس الروسي إنه من السابق لأوانه الحديث عن مشاركة موسكو في عملية عسكرية محتملة ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا. وأوضح: "أنه موضوع منفصل. أما ما نراه حاليا، فهو قيام الطيران الأمريكي بتوجيه ضربات معينة. لكن هذه الضربات غير فعالة. لكن من السابق لأوانه الحديث عن استعدادنا للقيام بهذه المهمة. إننا نقدم لسوريا دعما كبيرا، بما في ذلك توريدات المعدات والأسلحة وتدريب العسكريين السوريين". وأعاد بوتين إلى الأذهان العقود الموقعة بين موسكو ودمشق في المجال العسكري. وتابع: "إننا ندرس مختلف الإمكانيات في هذا السياق"، مضيفا أن روسيا ستجري مشاورات مع سوريا والدول الأخرى في المنطقة حول زيادة الدعم لها في مكافحة الإرهاب. وأضاف أنه بحث مبادرته المتعلقة بتشكيل تحالف إقليمي واسع لمواجهة الإرهاب، مع كل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما والزعيم التركي رجب طيب أردوغان وممثلي قيادة المملكة العربية السعودية والعاهل الأردني والرئيس المصري وشركاء آخرين. بوتين: محاربة الإرهاب يجب أن تجري بموازاة العملية السياسية في سوريا هذا وأكد بوتين أن هناك تفهما مشتركا حول ضرورة أن تجري مكافحة الإرهاب في الدول المضطربة بموازاة العملية السياسية في سوريا. وشدد قائلا: "إننا ندرك ضرورة إجراء إصلاحات سياسية، ونجري العمل في هذا الاتجاه مع شركائنا في سوريا". وذكر أن الرئيس السوري بشار الأسد يوافق مع ذلك أيضا، وهو مستعد لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة وإقامة اتصالات مع ما يطلق عليه "المعارضة البناءة" وإشراك ممثليها في إدارة البلاد. وأضاف: "يعد ذلك قبل كل شيء، مسألة من مسائل التنمية السورية الداخلية، ونحن لا نفرض على السوريين شيئا، لكننا مستعدون للمساهمة في هذا الحوار السوري الداخلي". لكنه أكد أن المهمة ذات الأولوية تتمثل في توحيد الجهود من أجل محاربة التطرف والإرهاب بشتى مظاهرهما في الدول المضطربة. وتساءل: "كيف يمكننا أن نتحرك إلى الأمام في المناطق الخاضعة لسيطرة ما يسمى "الدولة الإسلامية"؟ إنه أمر مستحيل - السكان يهربون من تلك المناطق، لأن الإرهابيين يقتلون الناس بالمئات وبالآلاف، ويفجرون مواقع أثرية، وينفذون عمليات إعدام حرقا وغرقا ويقطعون الرؤوس". أما الخطوة الثانية، فيجب أن تتمثل، حسب بوتين، في إعمار الاقتصاد والمنظومة الاجتماعية في الدول المضطربة. لكنه أكد أن العمل على هذا المسار يجب أن يجري مع احترام تاريخ تلك الدول والتقاليد والاعتقادات الدينية للشعوب، باعتباره الطريق الوحيد لاستعادة كيان الدول وتقديم دعم اقتصادي وسياسي واسع النطاق للشعوب. وشدد: "إذا قما بتوحيد الجهود على جميع المسارات، فسنتوصل إلى نتائج إيجابية، لكن إذا عملنا بصورة غير منسقة مع الانخراط في الجدل حول المبادئ والإجراءات الديمقراطية الوهمية في أراض ما، فإنه سيقود بنا إلى وضع أكثر حرجا". المصدر: وكالات