الثلاثاء 26، نوفمبر 2024
منذ 11 سنة

بيت سيلم" تكشف كذب الجيش الاسرائيلي في حادثة استشهاد طزازعة"

حجم الخط

شبكة وتر - نجيب فراج – قالت منظمة بتسيلم لحقوق الانسان الاسرائيلية ان هناك مؤشرات قوية على ان جيش الاحتلال قد تراجع عن الإنكار التام والجارف لضلوعه بحادثة مقتل الشاب احمد طزازعة من سكان بلدة قباطية ، وذلك في أعقاب مستخلصات الاستقصاء التي وفرتها بتسيلم لقوات الامن الاسرائيلية المعنية بالتحقيق في الحادثة. واشار تقرير صدر عن بتسيلم ان مستخلصات استقصائها التي أرسلت إلى النيابة العسكرية تثير الاشتباه الكبير بأنّ طزازعة أصيب بالذخيرة الحية التي أطلقها الجيش. ويأتي هذا خلافًا للرواية الرسمية التي تقول إنّ طزازعة أصيب في حادثة جنائية داخلية فلسطينية، وذلك قبل وقوع المواجهات بين الجيش وبين مُلقي الحجارة الفلسطينيين. وجاء في التقرير “انه في إطار الاستقصاء جمع الباحث الميداني في بتسيلم عاطف أبو الرب الإفادات من شهود عيان على الحادثة، وحصل على السجلات الطبية في المستشفى الحكومي في جنين والهلال الأحمر، وعلى أشرطة الفيديو من كاميرات الحراسة في الموقع. كل هذه تشير إلى ضلوع الجيش باطلاق النار. وقد فحص باحث بتسيلم أيضًا سجلات مشفى آخر في جنين، من المفترض أنّ طزازعة نُقل إليه وفق رواية القوات الأمنية. وأشار الفحص إلى أنّ طزازعة لم يصل إلى هذا المشفى في أيّ مرحلة. إلى جانب ذلك، أنكر رجال الأمن الفلسطينيّون الذين تحدثتْ معهم بتسيلم حول الحادثة انكاراً تاماُ، الادعاء الذي بثته وسائل الإعلام الإسرائيلية، والذي يفيد بأنّ الأجهزة الأمنية الفلسطينية أقروا إنّ طزازعة قُتل أثناء حادثة جنائية داخلية فلسطينية. واعلن التقرير قوات الاحتلال ستجري فحصًا تمهيديًا قبل اتخاذ قرار بشأن فتح تحقيق لدى الشرطة العسكرية المحققة بخصوص ملابسات الحادثة التي قُتل فيها أحمد طزازعة أثناء المواجهات بين شبان فلسطينيين وبين قوات الجيش التي كانت قد انتهت من اعتقال مطلوب في بلدة قباطيا. واُتخذ هذا القرار في أعقاب توجّه بتسيلم إلى النيابة العسكرية مطالبة بالتحقيق في الحادثة. وجاء في بيان الناطق العسكريّ أنه “في ظلّ الأسئلة التي طُرحت بخصوص العلاقة بين عملية القوة العسكرية وبين موت أحمد طزازعة، توجّهت النيابة العسكرية إلى جهات ذات صلة للحصول على تعقيبها. المستخلصات التي نُقلت إلى النيابة العسكرية فُحصت هي والتفاصيل الواردة في توجّه بتسيلم، وفي أعقاب ذلك تقرّر فتح “تحقيق محدود”".

تفاصيل الاستقصاء وجاء في التقرير انه في صبيحة يوم الخميس، 31/10/2013، وقرابة الساعة 5:30، أصيب أحمد طزازعة (20 عامًا)، وهو عامل في سوق الخضار المجاور لبلدة قباطيا جنوبي جنين، بصدره بالرصاص الحيّ. ونُقل طزازعة إلى المستشفى الحكوميّ في جنين، وقد وصل إلى هناك وهو فاقد للحياة. ووفقًا للاستقصاء دخل إلى قباطيا، قرابة الساعة 3:00 فجرًا، ما لا يقل عن سبع سيارات عسكرية في إطار عملية اعتقال. وخرجت السيارات العسكرية من البلدة قرابة الساعة 5:00 وسافرت عبر الشارع الرئيسيّ باتجاه شمال-غرب وشارع 60. قرابة الساعة 5:15 مرّت السيارات العسكرية إلى جانب سوق قباطيا الذي يبعد قرابة كيلومتريْن من البلدة، بمحاذاة الشارع الرئيسيّ. وبدأ قرابة 15 شابًا كانوا في السوق في ذلك الوقت بإلقاء الحجارة على السيارات المارّة. ووفقًا لإفادات شهود عيان، توقفت عدة سيارات عسكرية في هذه المرحلة عند الشارع المقابل للسوق وخرج منها عدة جنود. وقف الجنود عند الجهة المقابلة من الشارع، على بعد قرابة 35 مترًا شمالي مدخل السوق. وأطلق الجنود القنابل الغازية وألقوا القنابل الصوتية باتجاه الشبان، الذين واصلوا بإلقاء الحجارة. وقال الشهود أيضًا إنه سُمعت في الموقع عدة طلقات نارية لذخيرة حية. وبعد قرابة 10 دقائق، في الساعة 5:25، اقترب أحمد طزازعة إلى مركز المواجهات قرب مدخل السوق وألقى النظر إلى قوات الجيش عبر مدخل السوق، حيث ينتهي الجدار الذي يفصل بين السوق وبين الشارع. وفقًا للإفادات، أصيب طزازعة فورًا بالرصاص في صدره، وعندها ركض لمسافة قصيرة إلى داخل السوق حيث انهار هناك. ويتضح من التقارير الطبية أنه أصيب برصاصة حية اخترقت صدره بين الضلع الثانية والثالثة وخرجت من ظهره. بعد ذلك بفترة وجيزة عاد الجنود وركبوا السيارات العسكرية وتركوا الموقع. بعد قرابة ساعتين على انتهاء الحادثة نجح باحث بتسيلم الذي حضر إلى الموقع بالعثور على ثلاثة أعيرة نارية فارغة بجوار المكان الذي وقف فيه الجنود. وقد أخذت أجهزة الأمن الفلسطينية هذه العيارات النارية.

5/11/2013، سوق قباطيا. الشخص الذي يقف في زاوية الصورة اليمنى يقف في المكان الذي أصيب فيه أحمد طزازعة، والشخص الذي يقف بعيدًا بالقميص البرتقالي في وسط الصورة يقف في المكان الذي وقف فيه الجنود. تصوير: عاطف أبو الرب.

وقد وثقت كاميرات الفيديو الموجودة في منطقة السوق جزءًا من الأحداث، ويمكن أن نرى في هذه التوثيقات سير السيارات العسكرية على الشارع المحاذي للسوق ولحظة إصابة طزازعة بالرصاص، كما أنّ هذا التوثيق يساعد على فهم وإدراك الإطار الزمني الذي وقع فيه إطلاق الرصاص. الرجاء الانتباه أن ساعة كاميرا الحراسة هي حسب التوقيت الصيفي. نُقل طزازعة إلى المستشفى في جنين بسيارة خصوصية. ووفق سجلات المستشفى، وصل إلى الموقع الساعة 5:45، وهو فاقد للحياة. ahmad-dazazra وقام عمّ أحمد طزازعة، تامر طزازعة (26 عامًا)، والذي يعمل في دكان خضار عند مدخل سوق قباطيا وأحد الشهود الأربعة الذين أدلوا بإفاداتهم أمام بتسيلم، بوصف ما حدث أمام باحث بتسيلم منذ لحظة وصول السيارات العسكرية إلى السوق. وقفنا أنا وأحمد جانب الدكان عند مدخل السوق جين توقف الجنود إلى جانب السوق. في البداية أطلق الجنود قنابل صوتية وقنابل غازية باتجاه السوق. وقد وقفوا على بعد قرابة 30 مترًا من السوق. واصل الشبان إلقاء الحجارة. حاولت إقناع أحمد بالبقاء معي إلا أنه قال إنه يودّ الذهاب إلى دكانه، كي يتلقى طلبية خضار. أصررت وطلبت منه الجلوس معي ولكنه اختفى خلال دقيقة. بعدها رأيته عند مدخل دكاني. في تلك اللحظة رأيت شابًا كان يقف على الجدار الفاصل بين السوق وبين الشارع، ونظر باتجاه الجنود في الشارع. سمعت إطلاق رصاصة حية في الهواء كتحذير يمنعه من الوقوف في هذا المكان. عاد الشاب إلى الخلف فورًا. ذهب أحمد إلى نفس المكان واقترب من مدخل السوق، حيث ينتهي الجدار. كان على بعد قرابة 10-15 مترًا من المكان الذي كنت أقف فيه، وفي اللحظة التي وصل فيها إلى نهاية الجدار سمعت طلقة نارية. لم أعرف ما نوع الرصاصة التي أُطلقت. ركض أحمد عائدًا إلى الخلف لمسافة 10 أمتار على الأقل، ثم وقع على الأرض. ظننتُ أنه تعثر ليس إلا، ولم أدرك أنه أصيب. في تلك اللحظة سمعت شخصًا ما يقول إنه أصيب وركضت مسرعًا لرؤيته، إلا أنّ الناس الذين كانوا هناك حاولوا إبعادي عنه. لقد حدث ذلك قرابة الساعة 5:25 صباحًا. قمنا أنا وعدة شبان برفع أحمد، وأدخلناه إلى سيارة كانت هناك وسافرنا إلى المستشفى. وفي نفس الوقت اتصلت بسيارة إسعاف (101). حدث ذلك قرابة الساعة 5:28 صباحًا وفق سجلات هاتفي المحمول. وفقا لاستقصاء بتسيلم، فإنّ الجنود لم يتعرّضوا لأيّ خطر حقيقيّ على حياتهم أثناء الحادثة. وعليه، لم يكن هناك أيّ مبرّر لإطلاق الذخيرة الحية، وبالتأكيد لإطلاق الرصاص على صدر طزازعة مباشرة. إنّ إلقاء الحجارة أثناء عملية اعتقال هو سيناريو متوقع ومتكرّر وعلى الجيش أن يكون جاهزًا للتعامل معه بواسطة وسائل تفريق المظاهرات، من دون اللجوء إلى وسائل فتاكة.

عاجل
القناة 12: الدفاعات الجوية أخفقت في اعتراض صاروخ مصدره اليمن سقط في منطقة غير مأهولة قرب المطار وسط إسرائيل