منذ 9 سنوات
رمضان حاسم لطلاب "التوجيهي" والنتائج بعد منتصفه
حجم الخط
شبكة وتر- انتهت امتحانات الثانوية العامة "التوجيهي" أمس بالتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك، والذي يستقبله طلاب هذه المرحلة الفاصلة، بارتياح بانتهائها، ينغصه شعور الانتظار الفارغ لنتائج هذه الامتحانات.
واختتم طلاب الفرع العلمي امتحاناته بمادة الأحياء، والفرع الأدبي بمادة "القضايا"، فيما أنهى طلاب الفرعين الشرعي والزراعي امتحاناتهم قبلها بيومين، وسط حالة من الرضا النسبي على بعض المواد، وانتقادهم لأخرى.
واستمرت الامتحانات مدة 20 يومًا، وكانت انطلقت في الـ30 من مايو المنصرم، وخاضها نحو (80569) طالبًا وطالبة في كافة محافظات الوطن.
الصعوبات
ويقول الطالب نور عمر شعبان "أنهينا الامتحانات والحمد لله، وكانت معظم المواد إلى حد ما مقبولة، لكن واجهنا صعوبات في أسئلة عدد من المواد، خاصة في الرياضيات".
ويضيف "اعترض الكثير منا على تحويل سؤال اختياري في كل عام، إلى إجباري هذا العام، فالجميع بسبب صعوبته أخذ في حسبانه أنه اختياري، ولكن الجميع تفاجأ بأن اجباري، وهذا أربك الكثير منا".
ويؤكد شعبان لوكالة "صفا"، وهو من الطلاب المتفوقين المعروفين في مدرسته، أن عدد من الأسئلة في مواد أخرى كما في الكيمياء جاءت صعبة حتى على الطالب المتفوق.
ويضيف "كنا مضغوطين وهذا شيء طبيعي، لكن بعض الامتحانات سببت لنا ضغطًا متزايدًا، لكن نأمل أن تكون النتائج عند توقعاتنا".
ويشعر شعبان بالارتياح لأنه أنهى امتحاناته قبل قدوم شهر رمضان، وعن إعلان النتائج خلال الشهر الفضيل، يقول "إذا كانت حلوة نأمل أن تكون في أخر رمضان، حتى يكون عيدنا عيدين".
الهدوء وحسن المعاملة
ويعتبر الطالب هيثم مهنا أن الهدوء والنظام وحسن معاملة المراقبين للطلاب خلال فترة الامتحانات، خفف بعضًا من التوتر الذي لازمهم طوال هذه المدة، سواء فيما يتعلق بصعوبة بعض الأسئلة أو بالضغط النفسي.
ويقول لوكالة "صفا" إن أداء الطلاب تأثر بصعوبة بعض الامتحانات، مضيفًا "مثلاً صعوبة الأسئلة في امتحان اليوم كان يسبب توترًا وقلقًا عند بعض الطلاب من امتحان المادة القادمة".
ويستدرك "ولكن معاملة المراقبين لنا كانت جميلة، وتساهلوا كثيرًا ولم يكن هناك تخويفًا لنا أو شيئًا من هذا القبيل".
ويشير مهنا-والذي يرشحه زملائه لأن يكون من أوائل الطلبة في القطاع- إلى أن الامتحانات كانت بالفعل فوق مستوى الطلاب.
وكما يقول "نحن المتفوقين تصعبنا من أسئلة مواد عديدة، وتوقعنا أن ينهار الكثير من الطلاب الذين هم دون مستوانا، ولكن الحمد لله الأجواء بشكل عام ساعدت في اجتياز المرحلة".
ويأمل الطالب بأن تكون نتائج الامتحانات إيجابية بالنسبة لكافة الطلاب، ولكنه ومن واقع تجربته، يدعو وزارة التربية والتعليم لأن تغيّر من طبيعة وألية منهاج الثانوية العامة في السنوات المقبلة.
ويستطرد "التوجيهي ليست مقياسًا لجهد الطالب ومستواه العلمي والدراسي، وهذا ما هو معروف في كل الدول الأجنبية، ولهذا نأمل بأن يتغير نظام التوجيهي للسنوات القادمة، وأن يشمل المعدل عدة سنوات، وليست سنة واحدة".
النتائج
من جانبه، يؤكد وكيل وزارة التربية والتعليم زياد ثابت، أن عددًا من المباحث تم الانتهاء من تصحيحها، فيما لا تزال أخرى قيد التصحيح.
ويقول لوكالة "صفا" إن فترة التصحيح تغيرت في شهر رمضان، وأصبحت من الساعة الـ7 والنصف صباحًا وحتى الـ1 والنصف ظهرًا، أي قبل بدء الدوام الحكومي الرسمي، وهذا برغبة المصححين.
كما يؤكد أن إعلان النتائج سيكون بعد 18 يومًا إلى 20 يومًا من انتهاء الامتحانات، متوقعًا أن يتم إعلانها بعد تاريخ الـ15 من رمضان، بتوافق الضفة وغزة على موعد هذا الإعلان.
ويقيّم فترة الامتحانات بأنها كانت سلسة وأفضل من سابقتها من الأعوام، سواء على صعيد الرضا النسبي من الامتحانات لدى الطلاب، حتى وبالرغم من صعوبات في بعض المواد، أو على صعيد أجواءها من نظام وهدوء وعدم وقوع حوادث طارئة.
ويعتبر أن ايجابية هذه الفترة يعود إلى التغذية الراجعة في الاستفادة من تجارب الأعوام الماضية، وطبيعة الامتحانات فيها.
تغيير نظام توجيهي
وفي موضوع تغيير نظام التوجيهي للسنوات القادمة، يقول ثابت "هناك اتفاق كبير على ضرورة إعادة النظر في نظام التوجيهي والأليات التي تطبق فيه، والتي تقرر مصير الطالب بعد 12 عامًا من الدراسة في جلسة امتحان واحدة".
ولكن وكيل الوزارة يشير إلى أنه وحت الأن لم يتم التوافق على نظام مشترك للتوجيهي للسنوات القادمة، عازيًا ذلك إلى ظرف الانقسام السياسي سابقًا، وإلى طبيعة عمل حكومة الوفاق في المرحلة الحالية.
ويوضح أن عدم متابعة وتواصل الحكومة في القضايا التعليمية باستثناء بعض الاجراءات، أحد أهم أسباب عدم التوصل لنظام موّحد للتوجيهي، على الرغم من أن هناك اتفاقًا على ضرورة تغييره.
ويشدد على أن النظام يحتاج إلى قرار صارم بتغييره، وأن يتم تعيين لجان مشتركة بين غزة والضفة، ليس فقط على مستوى وزارة التربية والتعليم، وإنما على مستوى المؤسسات ذات العلاقة، من أجل تنفيذ هذا التغيير.