الأربعاء 20، نوفمبر 2024
17º
منذ 8 سنوات

صوتك ربما يشخص مرضك!

صوتك ربما يشخص مرضك!
حجم الخط
شبكة وتر- طريقة تحدثك قد تكشف إصابتك بمرض قلبي أو ارتجاج دماغي، وفقًا لباحثين وشركات تعمل على تطوير هذه التقنية الجديدة     من أهم ما يُزرع في الطبيب من أيام دراسته الجامعية أنه يجب عليه أن ينصت إلى المريض ويعيره اهتمامه، والآن ومع التطور التقني فقد أصبح الإنصات إلى المريض يعني كل ما تحمله تلك الكلمة من معنى.     الأكاديميون ورواد الأعمال يسابقون الخطى لتطوير تقنية تشخّص وتتوقع كل شيء بداية بنوبات الهوس، مرورًا بأمراض القلب، ووصولًا إلى ارتجاج الدماغ، وذلك عن طريق مصدر غير معهود ألا وهو طريقة تحدث المريض!     عدد متنامٍ من الأبحاث اقترحت أن مجموعة من الحالات العقلية والجسدية قد تجعل المريض يتكلم بكلام غير مفهوم، يُدغِم كلامه، يمد بعض الكلمات والأصوات، أو يتحدث بصوت يبدو وكأنه خارج من أنفه. كما يمكنها أن تجعل في صوت المريض صريرًا، أو نبرة توتر لا تدوم سوى للحظات، مما يجعل تنبؤ أذن الإنسان بها صعبًا. وعلى الرغم من هذه الأبحاث، إلا أنه لم يتضح بعد ما إذا كان تحليل أنماط الحديث قد يؤدي إلى تشخيص دقيق أو حتى نافع للمرض، ولكن مازالت الأبحاث جارية لإثبات ذلك أو لنفيه.     آخر الشركات دخولًا إلى ميدان منافسة التشخيص الصوتي هي سوندا هيلث Sonde Healths شركة مقرها بوسطن، أُسست يوم الثلاثاء بواسطة شركة رأس المال الاستثماري بيورتك PureTech، والحاصلة على رخصة تقنية من باحثين في مؤسسة ماساتشوستس للتكنولوجيا Massachusetts Institute of Technology. تطمح الشركة إلى تطوير برامج للمستهلكين تعمل على فحصهم والتنبؤ بما لو كان لديهم اكتئاب، أمراض قلبية، أو تنفسية عن طريق أصواتهم.     يقول الرئيس التنفيذي للعمليات في سوندا جيم هاربر Jim Harper: ” التحدث عملية طبيعية نقوم بها بشكل يومي”.     أول خطوات الشركة لتحقيق طموحها هو عن طريق تحليل مقاطع صوتية لمرضى يقرؤون بصوت عالٍ، إلا أن هدفها هو تطوير تقنية قادرة على استخراج الخصائص الصوتية بدون الحاجة إلى تسجيل الكلمات. يقول هاربر “إنهم يهدفون إلى تطوير تقنية قادرة على رصد التغيرات في الخلفية الصوتية، ومن ثمّ إضافة تلك التقنية إلى أجهزة يمتلكها الناس بالفعل”     سيكون لدى سوندا العديد من المنافسين، فشركة أي بي ام IBM تشارك حواسب واطسون العملاقة Watson supercomputer مع باحثين أكاديميين بغية تحليل أنماط الحديث لمعرفة احتمالية إصابة المرضى باضطرابات ذهنية. كما تعمل شركة برلينية على تشخيص اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة ADHD عن طريق التسجيلات الصوتية. شركة أخرى مقرها بوسطن تُدعى كوجيتو Cogito تطور تطبيق تحليل صوتي تستخدمه وزارة الخارجية الأميركية لشؤون المحاربين القدامى لمراقبة الحالة المزاجية لأعضائها، واستُخدم هذا التطبيق أيضا على مرضى اضطراب ثنائي القطب ومرضى الاكتئاب.     في بداية شهر يونيو أبدى الجيش اهتمامه بهذه التقنية فقد أسس شراكة مع باحثين في مؤسسة ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT – في نفس المعمل المطور لتقنية سوندا – هادفين إلى تطوير جهاز معتمد من قبل هيئة الغذاء والدواء يمكنه التعرف على إصابات الدماغ.     هذا المجال نشط وحيوي إلى الدرجة التي جعلت بعض رواد الأعمال يقفزون مباشرة إلى سوق المستهلك بادعاءات عظيمة لكنها غير مدعّمة بأدلة سريرية كافية. فمثلا أحد الفرق جمع ما يفوق 27,000 دولار لادعاء رغبته في نشر تطبيق “يساعد في تحليل الأنماط الصوتية أملاً في تحقيق حيوية وصحة مثالية للمستهلكين” هذا الصيف، مستخدمًا موقع التمويل الجماعي إنديقوقو Indiegogo (حملة التمويل الجماعي لهذا التطبيق أيضاً أشارت إلى رغبتها في جمع بيانات تخص المؤشرات الحيوية الجزئية المتعلقة بأعراض مرض السرطان)     وقد حذر كريستين بولبور Christian Poellabauer – عالم حاسب لدى جامعة نوتردام والذي يدْرُس العلامات البيولوجية للاضطرابات العصبية- من صعوبة جعل التشخيص الصوتي للأمراض فعّال ونافع سريريًا وفي العيادات، فمن الصعب عزل ومعرفة السبب الحقيقي وراء التغيرات في أنماط الحديث، وفي حال كانت التسجيلات الصوتية نافعة وفعالة فإنها يجب أن تكون ذات جودة عالية وهذا يزيد من التكلفة، كما أن الطبيب سيحتاج إلى العديد من البيانات ليتأكد من صحة ربط نمط حديث معين بمرض معين.     هناك مشكلة أخرى قد ترافق التشخيص الصوتي، وهي الاختلافات الثقافية، فمن خلال تحليل فريق بولبور لمجموعة أصوات لتشخيص ارتجاج الدماغ، وجدوا أن كثيرًا من الرياضيين الصغار يترددون أو يغيرون من نبرة صوتهم عند نطق كلمة “جحيم – Hell” لأسباب قد لا يكون لها علاقة بارتجاج الدماغ.     يقول بولبور “الحديث آلية معقدة بشكل كبير”.     “إذا استخدمت تطبيق التشخيص الصوتي وأخبرك بأنك تدغم كلامك، وأنك بصدد الإصابة بسكتة دماغية فهذا سيكون نافعًا لأنك ستكون قادرًا على الذهاب إلى المستشفى فورًا. أما إن أخبرك بأن فرصة إصابتك بالصداع النصفي الأسبوع المقبل ارتفعت بنسبة 38% فهذا لن يكون نافعًا، فأنت قد تكون تعرف ذلك مسبقًا.” كما قال آرثر كابلان Arthur Caplan خبير في علم الأخلاقيات الطبية بجامعة نيويورك.     يقترح كابلان أن هذه التقنية من الممكن أن تُستعمل لتوقع مدى احتمالية غضب المريض وفقدانه السيطرة على نفسه من خلال تحليل صوته، ومن ثم ربط التغيرات الصوتية الملتقطة بمرض ما. ويبقى السؤال الذي يدور في ذهن كابلان “ما هو الخط الفاصل بين ما تريد مراقبته من تلك التغيرات الصوتية وبين ما لا تريد؟”     وكان للناقدين مخاوف خاصة فيما يتعلق بهذا الموضوع، حيث أعربوا عن قلقهم فيما لو أصبحت تقنية التشخيص الصوتي متقدمة إلى الدرجة التي يمكن معها التعرف على هوية المرضى من خلال نبرة صوتهم ونغمته، حتى ولو لم تكن أسماءهم مرفقة بعينات أصواتهم.     يقول شيريل كوركوران Cheryl Corcoran -الباحث في مجال انفصام الشخصية لدى جامعة كولومبيا, والمتعاون مع شركة أي بي أم واطسون- : “لا أعتقد أننا نمتلك التقنية التي تؤهلنا للتعرف على هوية الشخص من صوته فقط في وقتنا الراهن، إلا أنني لا أستبعد وجود تقنية كهذه في المستقبل”.
عاجل
القناة 12: الدفاعات الجوية أخفقت في اعتراض صاروخ مصدره اليمن سقط في منطقة غير مأهولة قرب المطار وسط إسرائيل