منذ 9 سنوات
في مشروعين لدائرة العمارة
طلبة بيرزيت يهندسون الجمال في عيون المرضى وعابري الطرق الرتيبة
حجم الخط
استطاع طلبة مساق "التصميم الداخلي" في دائرة الهندسة المعمارية في جامعة بيرزيت، تنفيذ مشروعين في الأماكن العامة في رام الله والبيرة ، كجزء من التطبيق العملي وخدمة للمجتمع والتواصل معه.
وقالت مدرسة المساق أ. مي الصيرفي إن الفكرة كانت بنقل التجربة الأكاديمية وتحويلها إلى مشروع مجتمعي، لإدخال عنصر جديد في الفضاء العام الذي يهدف إلى توليد تجربة إيجابية للمجتمع المحيط.
ومن منطلق الإهتمام بالفضاءات العامة المتعددة الاستخدام وخلق تجارب وإمكانيات جديدة للتنقل وتجربة الفضاء العام، فإن الموقع ووظيفة المكان العام يلهم ويثري التصميم، وبالتالي تم اختيار مكانين حيويين في المدينة لتنفيذ المشروعين، هما: مجمع فلسطين الطبي والدوار الرئيسي في المدخل الشمالي لمدينة البيرة.
وأضافت: "كان الدافع وراء تصميم المشروعين الحفاظ على البيئة وتحسين المشهد العام للمواطنين من خلال خلق علاقات بصرية ومكانية مثيرة للاهتمام، تسمح لأفراد المجتمع باستخدام المكان والتفاعل معه بصورة إيجابية.
وتسعى مشاريع الطلبة إلى رفع مستوى الوعي والاهتمام بالفنون البصرية وإثراء البيئات الطبيعية المحيطة بنا من خلال الجودة العالية في التصميم والتنفيذ، مع الأخذ بعين الاعتبار البيئة الحالية والصفات الموجودة في الفضاء العام، وتطويعها لخدمة المواطنين وتطوير المجتمع الحضري.
وتم تقسيم طلبة المساق إلى قسمين: "مجمع فلسطين الطبي" و"مدخل البيرة الشمالي"، وداخل كل قسم، تنافست مجموعات في تصميمها، وبعد تقييم المشاريع، تم اختيار المشروعين الفائزين من أجل التنفيذ، وقد قام برنامج فولبرايت بدعم تطبيق المشروعين بقيمة 4000 دولار، وهو برنامج يدعم الأعمال الإبداعية والفنية التي تستهدف مختلف فئات المجتمع.
"ماء وخيزران.. حياة وقوة"
"يلمس الزائر لمجمع فلسطين الطبي، مقدار الضغط النفسي الذي يعانيه المرضى وذووهم، إضافة إلى الطاقم الطبي وموظفي المجمع، كما يشعر بمقدار الزحام في حديقته وكافتيرياته المجاورة، ومن هنا، جاءت فكرة تطويع الطبيعة وجعلها مكاناً لسحب الضغط النفسي لذوي المرضى عبر التركيز على عنصرين رئيسين هما الماء والخيزران"، هكذا يقول منسق مجموعة العمل في مجمع فلسطين الطبي الطالب مجد بعيرات.
ويضيف: "فكرة المشروع عبارة عن تصميم ثلاثي الأبعاد، يتكون من هيكل الخيزران الخطي الذي يمتد بين الأشجار الموجودة في الحديقة الوسطى في مجمع فلسطين الطبي، ويتكون من لوحين زجاجيين كبيرين مع نوافير مياه صغيرة، ترافقها إضاءات ملونة تبعث الطمأنينة وتمتزج في وئام مع الطبيعة، حيث تلتقي انعكاسات الضوء والماء، حيث إن صوت المياه، وانعكاسات الضوء، ولون هيكل الخيزران تعزز الشفاء والهدوء في تكوين متوازن ومتناغم من اللون والضوء، والصوت، والشكل".
فيما رأت مديرة التمريض في مجمع فلسطين الطبي سلام كنعان أن تطبيق المشروع في مجمع فلسطين الطبي أكد على أهمية التعاون والشراكة بين المؤسسات التعليمية والقطاع الصحي الفلسطيني، لخدمة المجتمع الفلسطيني، مبينة اهتمام مجمع فلسطين الطبي بدعم الطلبة وأفكارهم الرائدة وتعزيز قدراتهم.
وأضافت: "هذا المشروع الهندسي هو ثمرة تعاون أولي مع طلبة العمارة في بيرزيت، وأظهر الطلبة اهتماماً كبيراً وقدرة على العمل الدؤوب لخدمة المجتمع، حيث سيسهم المشروع في تعزيز الأفكار الايجابية لكل رواد المستشفى"، وقدمت شكر مجمع فلسطين بشكل خاص لمدير الجودة في المجمع أيمن أبو محسن الذي نسق مع الطلبة والأستاذة مي الصيرفي من أجل اتمام تنفيذ المشروع.
وتشكل فريق مجمع فلسطين الطبي من الطلبة: مجد بعيرات، ودلال نصار، وسارة المبيض، وصابرين مشارقه، وفيدا ضاهر، ويزن الزواوي، وجورج مرة، وديالا قواس، وعمرو حجير، واديل جرار، وحنين عودة الله، ورازي قادي.
"مدخل البيرة.. ثلاثي الأبعاد"
ويعد مدخل البيرة الشمالي موقعاً استراتيجياً للقادم والخارج من المدينة، ومن هنا جاءت فكرة مشروع تحسين المظهر الجمالي ليكون أكثر قرباً وجمالاً لدى المواطنين.
يقول منسق المشروع الطالب رمزي نمرة "مشروعنا كان عبارة عن تحدٍّ لتحسين الشكل العام للبناء القائم على دوار المدخل الشمالي لمدينة البيرة، نظراً للأهمية الاستراتيجية لهذا المدخل للقادم والخارج من مدينة البيرة. وبعد زيارة ودراسة البناء القائم في الموقع، تبين لنا ما يعطيه البناء من ضخامة وعدم خفة لدى المشاهد، فقررنا إعادة تصميم هذا البناء مع ابقاء شكله العام، ولكن بأبعاد ثلاثية أجمل، فتمت زيادة قواطع حديدية على البناء، على أن يشتمل مستقبلاً على لوحات الاكريليك الملونة الشفافة المثبتة في زوايا وارتفاعات مختلفة للتأكيد على خفة التصميم".
ويضيف: "نظراً للوضع الراهن واجهتنا صعوبة بالغة في تطبيق المشروع على الأرض، فالمكان الآن هو ساحة احتكاك ومواجهة دائمة مع قوات الاحتلال، ومن الصعوبة تركيب الحديد، ومن الاستحالة أيضاً وضع الزجاج الملون والإضاءة الملونة التي ستخفف من اللون الرمادي للبناء، فاقتصر العمل في المرحلة الأولى على وضع الحديد على أن يستكمل العمل في المشروع عند هدوء الأوضاع في المنطقة"، وقدم الطالب نمرة شكر فريقه لمحلات المنصور للحدادة الذين ساهموا في دعم المشروع.
وترى بلدية البيرة وعلى لسان مساعدة مدير البلدية للشؤون الفنية ديما جودة، أن أهم ما يميز هذا المشروع هو أنه يأتي ضمن المسؤولية الاجتماعية للبلدية في دعم طلبة الجامعات الفلسطينية، وتطوير أفكارهم المميزة لتحسين وتتطوير الشكل الجمالي في الوطن.
وأضافت: "ساهمت بلدية البيرة في دعم المشروع ماديا، وإمداد الطلبة بما احتاجوه من خبرات من موظفي البلدية، كموظفي الهندسة والكهرباء، كما ساهمت البلدية في تنسيق التعاون مع الأمن الوطني في منطقة البالوع من أجل تسهيل عمل الطلبة، خاصة في ظل إجراءات الاحتلال التعسفية في الموقع".
وشارك في هذا المشروع كل من رمزي نمرة، وهند هلال، ومعاذ سرحان، وسارة أبو ستة، ومجد عبد الرازق، ويارا تايه، وأسيل أبو رميلة، وجهاد سليم، ومنار حجازي.