منذ 9 سنوات
كارثة إنسانية يعيشها المقدسيون بسبب الإغلاق
حجم الخط
تسبّب قرار المجلس الوزاري الأمني المصغر في حكومة الاحتلال الإسرائيلي 'الكابينت'، إغلاق الأحياء العربية في القدس المحتلة بالمكعبات الإسمنتية وعزلها عن المحيط، وإخضاع الفلسطينيين للتفتيش الدقيق عند دخولهم وخروجهم منها، بتحويل حياة المقدسي إلى جحيم، وخلق حالة معيشية صعبة، أثرت على مناحي الحياة كافة.
وقال رئيس مؤسسة فيصل الحسيني عبد القادر الحسيني، إن قوات الاحتلال بدأت بالتدريج تنفيذ قرار الإغلاق، حيث وضعت المكعبات الإسمنتية على مداخل الأحياء العربية في القدس، وبعضها الآخر معزول بجدار، منوها إلى أن الاحتلال لم يتردد في وضعها أمام المستشفيات.
وأوضح 'أن الإغلاق تسبّب بعدم انتظام دوام الطلبة في مدارسهم، نتيجة إجراءات التفتيش الدقيقة، بالإضافة إلى أنه أصبح من الصعب الوصول إلى كافة المستشفيات، والمراكز الطبية في المدينة، وهو ما يشكل خطرا على حياة المرضى، والتسبب بحالات وفاة'.
وأضاف الحسيني: 'الداخل إلى مدينة القدس يلاحظ ضعف الحركة التجارية، فالأسواق شبه خالية من المتسوقين، والتجار المقدسيون بدأوا يشتكون من قلة الحركة الشرائية، نتيجة هذا الإغلاق'، منوها إلى وجود حالة من الكساد بشكل عام، نتيجة إغلاقات سابقة.
وأكد أن هذه الإجراءات 'هدفها عقابي وليس أمنيا'، بقوله: بعض الحواجز تجري تفتيشا على الداخلين للأحياء العربية، وليس الخارجين منها، وهذا يثبت أن الاحتلال هدفه التضييق على حياة المواطنين، الذين يزيد عددهم عن 50 ألف نسمة.
بدوره، أشار المحلل في الشؤون الإسرائيلية فايز عباس، إلى أن المقدسي أصبح مضطرا للاستيقاظ في وقت مبكر جدا، ليتمكن من اجتياز الحواجز، لمحاولة الوصول إلى عمله في الموعد المحدد، ورغم ذلك فإن الطلبة والعمال يصلون في وقت متأخر، نتيجة الإجراءات الإسرائيلية.
وأوضح أن هدف الاحتلال من سياسة الإغلاق، هو 'ترك المقدسي لبيته، وأرضه في القدس'، معتبرا أن ما يحدث هناك 'محاولة لتقسيمها إلى شرقية وغربية، وعملا ينسف كل تفكير الحركة الصهيونية بأن مدينة القدس، موحدة بنظرهم'.
وقال عباس: ما يحدث من اضطهاد وإغلاق لن يردع الشعب الفلسطيني، الذي قرر أن يقاوم بشكل شخصي، دفاعا عن المسجد الأقصى، كما أنه لن يجلب الأمن للإسرائيليين، وسيخلق مشكلة داخلية لنتنياهو، فهناك من يلومه من داخل إسرائيل ويتهمه بتقسيم القدس، وعدم المحافظة على وحدتها، وأعتقد أن الإغلاق لن يستمر لفترة طويلة'.