مشعل: المصالحة متعثرة وعلاقتنا بإيران وقطر اعتيادية
شبكة وتر - أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، على التزام حركته بالثوابت الفلسطينية، وأهمية المصالحة باعتبارها ضرورة وطنية لا غنى عنها، كما جدد تأكيد حماس على عدم التدخل في أي شأن عربي أو إقليمي، وأنها حريصة على علاقات جيدة مع جميع الأطراف على اختلاف طبيعة كل طرف ومكانته من القضية الفلسطينية.
جاء ذلك في مقابلة مع صحيفة "الرسالة"، في الذكرى الـ27 لانطلاقة الحركة، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية تمر في مرحلة غاية في التعقيد نتيجة الأوضاع في المنطقة والإقليم المحيط والصراعات والاستقطابات وتبدل المعادلات.
وأضاف: "حماس لم تقدم تنازلات في رؤيتها وبرنامجها السياسي بما يمس ثوابتنا الوطنية وحقوق شعبنا.. السياسات تتغير لكن الثوابت والحقوق لا تتغير، ووسائلنا وأساليبنا تتطور باستمرار".
وأشار إلى أن حركته لن تخضع للاستسلام أو الانكسار وأنها تعرف قدراتها وحجم التحديات التي تواجهها، وأن كل تحالفات الحركة وعلاقاتها السياسية بالآخرين تنطلق من أسس ثابتة تتعلق بالقضية الفلسطينية كقضية للأمة العربية والإسلامية وما يشكله المشروع الإسرائيلي على المنطقة من خطر.
واعتبر أن تبدل العلاقات يأتي لظروف يختارها الآخرون أو لظروف قهرية قسرية، مبينا أن حركته لا تقبل بفرض شروط أحد عليها ولا تقبل بأن يتدخل أحد في قراراتها وشأنها الوطني، وأنها تسير بوعي وحذر لتحقيق المصالح الوطنية وصيانة الأمن القومي العربي.
وقال مشعل، إن العلاقة مع فتح لا يوجد فيها قطيعة باعتبارها شريكة لحماس في النضال والحياة السياسية الفلسطينية رغم الاختلال في بعض القضايا، مبينا أن المصالحة متعثرة لوجود تأثيرات خارجية للمضي في هذا الملف.
وأضاف "مسئوليتنا أن نمنع العرقلة والأسباب الداخلية النابعة من ذواتنا والتي تحول دون نجاح المصالحة، فإما أن نقبل الشراكة معًا أو لا نقبل، والخطأ القاتل أن يظن أي طرف من أطراف الساحة الفلسطينية، أنه يستطيع أن ينفرد بالقرار لسابق تاريخه أو قدراته وإمكانياته، فهذا ظن خاطئ".
وأضاف "يدعونا البعض لنوحد قرار الحرب والسلم، أنا مع هذا، ولكن ينبغي أن نعمل على توحيد القرار السياسي أيضا، فلا تحرك سياسي بدون قرار وطني"، داعيا الجميع لتحمل المسئولية في كل الملفات الفلسطينية لإدارة الوضع السياسي وبشراكة كاملة دون تفرد بأي قرار في أي من تلك الملفات.
وأعرب عن أمله في نجاح المصالحة ونهاء الانقسام، وأن تبقى حكومة الوفاق لفترة أخرى من الزمان مع قبول تغييرها بتوافق الكل الفلسطيني. مطالبا إياها بالإسراع في إعادة الإعمار.
وأشار إلى إبداعات المقاومة واستعدادتها المتواصلة للتصدي لأي عدوان إسرائيلي والتغلب على كل المعوقات التي تقف في طريقها. مشيرا إلى أن حركته معنية بتطوير وتفعيل كل أشكال المقاومة في كل الأراضي الفلسطينية.
وبين مشعل أن "إسرائيل دوما تتنصل من الاتفاقيات ويدنا على الزناد ولن نتخلى عن حقوقنا ونحن نسير بطريق مطالبة الوسيط المصري بإلزام الاحتلال بالتهدئة ونسير بجانب آخر للمراهنة على التمسك بحقوقنا وأن كل خياراتنا مفتوحة لكن ذلك لا يعني أننا ذاهبون إلى الحرب ولسنا هواة حروب ولكن إن جد الجد وتعرضنا للعدوان فما حيلة المضطر إلا ركوبها".
وأكد على حق غزة في كسر الحصار والاسراع في عملية الاعمار والإيواء، ومن حقها بناء الميناء والمطار، وأن تعيش بعيدا عن الظروف القاسية وسياسة العقاب الجماعي.
إلى ذلك، نفى رئيس المكتب السياسي لحماس وجود قطيعة مع طهران رغم وجود بعض التباينات بشأن الموضوع السوري ورغم تأثيره في بعض جوانب العلاقة إلا أنها لم تصل للقطيعة، مؤكدا حرص حركته على فتح علاقة مع جميع الجهات بصرف النظر عن التمحورات وأن قربها من طرف لا يعني الخصومة للآخر.
وحول علاقتها مع مصر، جدد تأكيده على حرص حركته بعدم الإساءة للسلطات المصرية وعدم التدخل في الشأن المصري، معربا عن أمله في أن تتغير البيئة الإعلامية والسياسية من محاولات الزج بحماس في شئون مصر.
وعن العلاقة مع الأردن والخليج بعد المصالحة الأخيرة وتأثيرها على وجودهم في قطر، أكد مشعل على أن العلاقة مع الأردن طبيعية وعلى حرصها على ثبات العلاقة مع كل الدول، كما أنه لا يوجد انعكاس للاتفاق الخليجي على العلاقة مع قطر وأنها لا زالت قوية ويوجد تفاهم يجعل تلك العلاقة بمنأى عن أي تقلبات سلبية أو إيجابية.