الخميس 28، نوفمبر 2024
منذ 8 سنوات

مناورات الاحتلال في الأغوار تحرم المواطنين من مصدر رزقهم

مناورات الاحتلال في الأغوار تحرم المواطنين من مصدر رزقهم
حجم الخط
شبكة وتر- كان مجرى وادي المالح في منطقة أم الجمال بالأغوار الشمالية، هدفا للتدمير الكلي من جرافات الاحتلال، والتي أغلقته بالكامل من أجل إنشاء ممر للآليات المصفحة التي يستخدمها جيش الاحتلال في تدريباته العسكرية المتواصلة بالذخيرة الحية. وقال الخبير في شؤون الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية في الأغوار، عارف دراغمة، إن إقدام الاحتلال على تدمير مجرى الوادي وإغلاقه بالكامل، جاء في إطار استمرار جيش الاحتلال باستباحة منطقة المالح وقراها وأراضيها، وسط مخاوف حقيقية من المخاطر الناجمة عن مخلفات التدريبات والتي تتناثر في المراعي وبالقرب من خيام الأهالي ومساكنهم. وأكد دراغمة، أن استمرار إجراء التدريبات العسكرية بالذخيرة الحية في مناطق وقرى المالح بالأغوار، تسببت بتدمير مساحات واسعة من الأراضي الزراعية جراء حركة الدبابات والمجنزرات وناقلات الجند المصفحة والجرافات التي يستخدمها جيش الاحتلال في التدريبات العسكرية. وأضاف، إن ما تشهده أنحاء متفرقة من الأغوار وتدمير الأراضي ومجرى وادي المالح، تستوجب من المؤسسات الحقوقية والإنسانية التدخل العاجل والخروج عن صمتها أمام النكبات اليومية التي تئن تحت وطأتها العائلات البدوية الأغوار. وتتخذ العائلات البدوية، من بيوت "الشَعر" أو "الخيش"، وفي أحسن الحالات مساكن مسقوفة بالصفيح، مسكنا لها في منطقة المالح والمضارب البدوية ومأوى للأغنام والمواشي التي تعتاش على منتجاتها وتعتبر بمثابة مصدر رزقها الرئيس، ويواصل الاحتلال استهدافه لتلك المنطقة التي تتعرض لنكبات متلاحقة. وقال دراغمة، في الآونة الأخيرة ازدادت ملاحقة الاحتلال للمزارعين ورعاة المواشي من خلال هدم منشآتهم الزراعية وإصدار أوامر هدم للبعض منها، بحجة البناء غير المرخص، إضافة إلى استيلاء المستوطنين على مزيد من الأراضي لصالح المستوطنات القريبة. وأضاف، يشتكي مزارعو وسكان منطقة وادي المالح، من نقص الخدمات المتاحة لهم وندرة المياه، وصعوبة الأجواء التي يعيشونها في ظل التهميش، والتهديد المستمر من الاحتلال لسكان المنطقة في محاولة منه لتهجيرهم والسيطرة على تلك المنطقة التي تعد من أكثر المناطق جمالا وخصوبة. وأكد دراغمة، أن المنطقة تلك تعاني من نقص حاد في الخدمات الصحية والأساسية بما فيها الكهرباء والماء، إلى جانب سيطرة الاحتلال على أغلب موارد المياه ومصادرة خزانات المياه من المواطنين، وهو ما يدفع الكثير من العائلات للرحيل بحثا عن الماء لها ولمواشيها. 30 كيلو مترا بحثاً عن المياه وقال، يضطر الأهالي إلى السفر لأكثر من 30 كيلو متراً يومياً إلى منطقة عين البيضاء وبردلا من أجل الحصول على الماء مقابل دفع 50 شيكلا ثمن كل ثلاثة أكواب مياه، ورغم ذلك تفرض ضرائب ومخالفات على سيارات نقل المياه، عدا مصادرة بعض تلك السيارات من قبل سلطات الاحتلال. وبين، أن منطقة وادي المالح تعد من أكثر المناطق جمالا وخصوبة، خاصة في فصل الربيع، ويغامر سكان المنطقة بحياتهم من أجل البقاء والصمود في أراضيهم وعدم إعطاء مجال للاحتلال والمستوطنين بالسيطرة عليها. وتابع: "تسكن العائلات في خيام ومساكن من صفائح "الزينكو"، ويعيش سكانها على تربية المواشي وزراعة بعض أنواع الخضراوات، ويعانون من نقص بعض السلع الغذائية. وأشار، إلى أن أهمية وادي المالح بالنسبة للاحتلال، تكمن في كونها تقع على ثاني أكبر حوض مياه في الضفة الغربية، فضلا عن كون طبيعتها تحاكي طبيعة جنوب لبنان، ما جعل الاحتلال يستخدمها لإجراء التدريبات العسكرية. وبين أن منطقة المالح والمضارب الشمالية تشكل ثلثي مساحة الأغوار، رحل سكانها الذين يقطنون 13 خربة وقرية عام 1967، إلا أن 450 عائلة عادت إلى وادي المالح، وأصبحت تلك الأرض تحت سيطرة الاحتلال، وفق اتفاقية أوسلو، وتصنيف الأغوار ضمن المناطق "ج". ويتميز وادي المالح في الأغوار الشمالية، بالمناخ الدافئ ووفرة المياه والعيون الدافئة ذات المياه الحارة، وهو من المناطق الزراعية والرعوية المرغوب فيها لدى كثير من المزارعين في محافظة طوباس. وينحدر أهالي هذه المنطقة من عائلات مدينة طوباس وطمون، مثل عائلات بشارات وضبابات وضراغمة. ويحتوي الوادي، على خمس خرب وتجمعات بدوية هي خربة الفارسية، وعين حلوة، وحمامات المالح، وخربة سمرا، وخربة الحمة، وتقام على أراضيها مستوطنات "شديموت ميخولا"، و"روتم"، و"مسكيوت"، ومعسكرات "ناحال"، و"سمرا"، و"بيلس"، والتي تحيط بأراضي وادي المالح كالسوار بالمعصم. مناطق مزروعة بالألغام ونوه إلى أن جيش الاحتلال سبق وأن حول نحو 70% من أراضي وادي المالح إلى مناطق تدريبات عسكرية، بالإضافة إلى مناطق مزروعة بالألغام الأرضية التي باتت تنتشر بين ثنايا بيوت ومزارع البدو البسيطة، والمصنوعة في الأصل من الصفيح والخشب محولة المنطقة إلى وضع أشبه بالثكنة العسكرية. ومن بين تجمعات وادي المالح، خربة الفارسية والتي تقع في الجزء الشرقي من منطقة الوادي على بعد نحو 20 كيلومترا عن مدينة طوباس؛ حيث تمتد أراضي الخربة من حاجز تياسير غربا وحتى نهر الأردن شرقا، ويصل عدد سكانها إلى نحو 300 نسمة، بعد أن كان عددهم قبل الاحتلال في عام 1967 يتجاوز ألف نسمة، ويعتمدون بشكل أساسي في حياتهم الاقتصادية على الزراعات الحقلية وتربية المواشي. وأكد دراغمة، أن قوات الاحتلال حولت قسما كبيرا من أراضي خربة الفارسية إلى مناطق عسكرية مغلقة، وتسيطر على كافة عيون الماء المنتشرة في المنطقة لصالح مستوطنتي "شيديموت ميخولا" و"مسكيوت" واللتين تشهدان انتعاشا متسارعا بسبب سرقة مياه المنطقة. وأضاف، حول الاحتلال الجزء الشرقي من أراضي خربة الفارسية إلى مناطق ألغام، ما يشكل تحديا جديدا لأهالي المنطقة ممن بات وجودهم في المنطقة يشكل خطرا حقيقيا عليهم في ظل غياب القوانين والأعراف الدولية التي تحظر تحويل المناطق السكنية والزراعية إلى مناطق عسكرية ومناطق مزروعة بالألغام. ولفت إلى أن قوات الاحتلال هدمت الفارسية لمرات كثيرة، وفي كل مرة كان الأهالي يعيدون بناء ما هدمه الاحتلال. ورأى دراغمة، أن هناك خطورة مضاعفة تتضمنها العملية الاستيطانية في منطقة وادي المالح، تكمن في أن النشاط الاستيطاني يتعدى عن كونه عملية بناء وتوسيع حدود للمستوطنات، بل يصل إلى عملية نهب للثروة الوطنية في الأغوار، فهو يجسد "الاستيطان الاقتصادي" الذي يدر على المجالس الاستيطانية أموالا ضخمة توظفها في بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية، فيما يحرم الفلسطينيون من أبسط مقومات الحياة. سيطرة على مصار المياه وتسيطر سلطات الاحتلال بشكلٍ كاملٍ على برك تجميع المياه والمصبات المائية لوادي المالح في الأغوار الشمالية والمخصصة لحجز المياه من سطحها حتى جوفها، وتحرم الفلسطينيين الذين يعيشون على الزراعة من استخدامها، ما أدى إلى جفاف أراضيهم ومزروعاتهم. ولفت إلى أن تلك المنطقة التي تنبع منها عين المياه المعدنية الوحيدة، وكانت تزخر بالحياة، باتت تعاني من الجفاف. وأكدت مجموعة الهيدرولوجيين في شمال الضفة الغربية، وهي مؤسسة تعنى بقضايا المياه، أن الفلسطينيين في الأغوار لا يستفيدون حتى من مياه الينابيع الصغيرة، فعندما حاول المزارعون سحب المياه مئات الأمتار من نبع قريب جاءت قوات الاحتلال واقتلعت الأنابيب البلاستيكية من جذورها. وأشارت إلى أن قوات الاحتلال سبق وأن ردمت عين الماء الرئيسة في أعالي وادي المالح لتجفف منابع المياه المعدنية الحارة، ومنعت الأهالي من إجراء صيانة فنية أو بناء جدران استنادية للينابيع أو سحب مياهها، بينما تحت الأرض بحر من المياه يتم جره إلى مستوطنة "روتيم" ويحرم الفلسطينيون من الحصول على مياه الشرب منه  
المصدر:
الايام
عاجل
القناة 12: الدفاعات الجوية أخفقت في اعتراض صاروخ مصدره اليمن سقط في منطقة غير مأهولة قرب المطار وسط إسرائيل