منذ 9 سنوات
هكذا هرّبت إسرائيل دبابات إلى القدس عام 1958
حجم الخط
شبكة وتر- كشف ضابط إسرائيلي تفاصيل حول تهريب سرية دبابات إلى القدس الشرقية عام 1958، لعبت دورا في ما بعد في حرب 1967.
ويقول الضابط، "إفرايم غانور"، لصحيفة "معاريف": "إن إسرائيل وخلال احتفالات الاستقلال عام 1958 استخدمت كتيبة دبابات في العروض العسكرية لكن بعد العرض أعيدت 3 سرايا إلى مرابضها وتم إخفاء سرية كاملة في القدس الشرقية.
بعد اتفاقية الهدنة عام 1949 المعروفة باتفاقية "رودوس"، بقي جبل المشارف ومستشفى هداسا والجامعة العبرية جَيبا إسرائيليا في مناطق فلسطينية يسيطر عليها الجيش الأردني، وكان اتفاق الهدنة يمنع تواجدا عسكريا إسرائيليا في هذه المناطق، ويسمح فقط بدوريات شرطة مدنية، ويمنع دخول سلاح يزيد قطره عن 0.5" إنش"، لكن إسرائيل التفّت على هذا الاتفاق وكانت ترسل ضباط عسكريين وضباط استخبارات للمنطقة بزي شرطة مدنية، أو متنكرين لمحاضرين في الجامعة أو لأطباء في المستشفى.
ويقول التقرير إن رجال الشرطة الذين كانوا يدخلون المنطقة لم يكونوا إلا ضباطا في الجيش الإسرائيلي انطلقوا من معسكر "شنلر" العسكري بعد أن حصلوا على زي أفراد الشرطة وتلقوا تدريبات سريعة.
ويضيف التقرير أن قافلة الصعود للجبل بمرافقة قوات الشرطة مرورا ببوابة "مندلباوم" لم تكن إلا استعراضا، حيث كان يدخل رجال الاستخبارات وضباط الوحدات الخاصة إلى تلك المنطقة متنكرين لمحاضرين أو أطباء، من أجل جمع المعلومات ودراسة المنطقة ومراقبة القوات الأردنية المتمركزة في أبو ديس والعيزرية ومنطقة أريحا.
ويضيف التقرير أن السر الكبير في تلك الفترة كان تهريب سرية دبابات لجبل المشارف عام 1958.
وبحسب التقرير، فإن إسرائيل طلبت من الأردن حينها بواسطة ضباط قوة الأمم المتحدة السماح لها بإجراء عرض عسكري في استاد الجامعة العبرية في جبل الرام، وطلبت السماح لها بإشراك كتيبة دبابات "شرمان أم1"، في العرض وتعهدت بإعادة الدبابات إلى مرابضها وسط البلاد بعد العرض.
واعترض الأردنيون حينها بشدة لكن ضباط الأمم المتحدة أقنعوا الأردن بالموافقة بعد أن تعهدوا لها بالاهتمام بإعادة الدبابات من حيث أتت بعد انتهاء العرض العسكري.
في ختام العرض سحب الجيش الإسرائيلي 3 سرايا دبابات فقط من الجبل وأبقى على واحدة، وقسم السرية إلى قسمين، أخفى ثلاث دبابات في مباني أعدت مسبقا في معسكر "شنلر" في قلب القدس فيما أخفى الثماني الأخرى في معسكر "سطاف" بين "عين كارم وكيبوتس تسوبا" الذي أقيم على أنقاض قرية صوبا الفلسطينية المهجرة.
وللتغطية على هذه الخطوة دعا ضباط الجيش الإسرائيلي ضباط الأمم المتحدة إلى حفل أقامه بمناسبة الاستقلال في ناد ليلي في مدينة يافا، ويقول التقرير إنه في الوقت الذي كان الضباط يحتفلون في يافا ويحتسون المشروبات الكحولية، أخفيت السرية الرابعة في داخل القدس الشرقية.
في عام 1965 سادت أجواء من التوتر، بعد انطلاق حركة فتح التي بدأت بتنفيذ عمليات ضد إسرائيل، ووصلت معلومات لإسرئيل بأن فتح تخطط لشن هجوم على القافلة الإسرائيلية التي تخرج بشكل منتظم من بوابة "مندلباوم" باتجاه جبل المشارف.
وجاءت خشية إسرائيل من عملية تخططها حركة فتح بعد أن قامت قوات االمظليين الإسرائيلية بتفجير آبار مياه وتدمير مضخات للري في حقول منطقة قلقيلية.
وحسب التقرير بدأت في تلك الفترة تتزايد التحذيرات من عمليات تخطط فتح لتنفيذها، فأخرجت إحدى الدبابات المهربة ووضعت على أهبة الاستعداد.
ولا يذكر التقرير تفاصيل كثيرة حول دور سرية الدبابات المهربة في حرب 1967، حيث يقول إن سرية الدبابات كان له دور كبير وحاسم في حرب 1967 واحتلال القدس الشرقية.
فقد قسمت السرية حينها لقسمين واحدة عملت جنوبي شرق المدينة إلى جانب كتيبة 16 التي هزمت الفيلق الأردني الذي كان يسيطر على جبل المكبر، فيما عمل القسم الثاني إلى جانب قوات المظليين التي احتلت تلة الذخيرة.