بالفيديو: قسم التأهيل البصري نموذج تميز ونجاح لخدمة الاشخاص ذوي الاعاقة البصرية وفتح الافاق امامهم
شبكة وتر-حقق قسم التأهيل البصري في جمعية بيت لحم للتأهيل انجازات عديدة في مجال فتح الافاق امام الكثيرين من الاشخاص ذوي الاعاقة البصرية حيث فتح امامهم فرص الاندماج والانخراط بالمجتمع الفلسطيني منذ ان باشر عمله في هذا المجال حيث يعتبر من الاقسام المهمة والقليلة ان لم تكون الوحيدة بفلسطين.
ويتضمن قسم التأهيل من عدة اقسام هي غرفة التدريب لتدريب على الوسائل والمعينات البصرية حيث يتضمن عدة وسائل واجهزة تستخدم من قبل الاشخاص ذوي الاعاقة بعد تلقيهم تدريبات خاصة على استعمال هذه الاجهزة الى جانب غرفة الفحص حيث يقوم الاخصائيين بتنفيذ التقييم للأشخاص ذوي الاعاقة وقسم النصح البصري والتحفيز البصري الى جانب قسم التدخل المبكر مع الاطفال حيث يتم منحهم مساحة للعب فيها بحرية خلال فترة فحصهم وتلقيهم التدريبات.
نماذج نجاح من مختلف الاعمار
وفي هذا الاطار تقول الطالبة في جامعة فلسطين الاهلية تسنيم صلاح ان حياتها كلها كانت في الظلام ولم تكن تعرف كيف تمسك بالعصا البيضاء الخاصة بذوي الاعاقة بشكل صحيح مشيرة الى ان تجربتها في قسم التأهيل البصري بجمعية بيت لحم العربية للتأهيل شكل بالنسبة لها رحلة مميزة حيث بدأت تتعلم كيف اسير بالحياة وماذا سأواجه وكيف اتغلب على اي شيء.
وحول تجربتها في قسم التأهيل البصري تقول تسنيم انها اصبحت الان تعتمد على نفسها ولم تعد تطلب المساعدة بشكل فوري كما اعتادت داعية كل من يعاني من اعاقة بصرية مهما كانت درجتها ان يذهب الى قسم التأهيل البصري بمستشفى جمعية بيت لحم العربية للتأهيل حيث سيتعلم فيها اشياء كثيرة ستؤدي الى ان تتغير حياته وشخصيته بشكل كبير وايجابي.
واشارت تسنيم الى ان التجربة ليست سهلة لكن بعدها سيشعر كل من يذهب الى هناك بطعم النجاح حيث كانت حياتها قبل ان تتوجه الى قسم التأهيل البصري صعبة ونفسيتها ضعيفة و لم تعرف كيف ترتب امورها لكنها بعد ان تعلمت التقنيات تغيرت حياتها و اصبحت تعتمد على نفسها من خلال العصا الى جانب انها اصبحت قادرة على اختيار الملابس كما تعلمت الكثير حول حياتها وشخصيتها واصبحت شجاعة وقيادية معربة عن شعورها بانه تم منحها الفرصة التي ارادتها بعد ان كانت تشعر انه يتم الاستهزاء والسخرية بها لكنها الان لا تسمح لاحد بالتعامل معها بسخرية او عطف واصبحت تعرف ان تعلم اي شخص لا يعرف كيفية التعامل مع الاشخاص ذوي الاعاقة البصرية وما هي الكلمات التي يمكن ان تجرحهم او تسبب الاهانة لهم مشددة على نصيحتها للجميع بالذهاب الى قسم التأهيل البصري بالجمعية لآنها اصبحت بعد ذهابها تعتمد على نفسها بالدارسة بالجامعة و بالبيت وفي الحياة بنسبة 95% .
كما اشارت زيدان الى ان حلمها الان ان تصبح عاملة تأهيل مجتمعي بأحد المؤسسات كما انها تأمل ان تصبح روائية و كتابة قصص وشعر.
من جهتها تقول الطالبة سندس احمد في الصف التاسع بمدرسة الخضر للبنات انها كانت تحتاج الى عدسة مكبرة للقراءة حيث تم مساعدتها وتم احضار العدسة المكبرة مع حامل ونظارات شمسية من قبل قسم التأهيل البصري بالجمعية مما ساعدها على الدراسة حيث لم تكن ترى الاحرف والخطوط وكانت تضطر الى حني ظهرها للاقتراب من الكتب حتى تستطيع القراءة اما الان وبعد توفير ما تحتاجه لم تعد تحني ظهرها واصبحت ترى الخطوط بكل اريحية وهي تشارك في الحصص بالقراءة والاجابة على الاسئلة كباقي الطالبات مشيرة الى ان معدلها كان في بداية الثمانينيات في السابق واصبح الان في نهاياتها ليقترب من التسعينات.
وشكرت سندس قسم التأهيل البصري في الجمعية لآنها ساعدتها في التحصيل العلمي من خلال توفير عدسة وحامل ونظارة ما ساهم في تطور تحصيلها العلمي.
اما مديرة مدرسة الخضر سجر جابر فقد اشارت الى ان سندس طالبة مثابرة وطموحة واستطاعت ان تتعامل مع ذاتها من خلال توفير بعض الوسائل المساعدة موضحة انها ارتقت بالعملية التعليمية وتحصيلها ارتفع وهي من الطلاب التي تتحدى الاعاقة والظروف ولديها امل وطموح وهي الان تحسنت في تحصيلها كما انها طالبة فعالة بين الطالبات فهي قائد كشافة ومسؤولة عن طابور الصباح كما ان زميلاتها الطالبات احببنها والمعلمات يتعاملن معها كأي طالبة وهي لا تقصر او تعمل اتكالية بل هي مبادرة وطموحة.
اخصائيين في تخصصات متعددة تتناول الاعاقات البصرية بمختلف اشكالها
من جهتها تقول وصال شمروخ اخصائية العلاج الوظيفي والارشاد الحركي للأشخاص ذوي الاعاقة البصرية ان قسم التأهيل البصري بالجمعية يعمل مع جميع الاعمار الاطفال الصغار والكبار حيث يتم التقييم عند الاخصائيين وكيف اثرت الاعاقة بحياتهم و يتم تحوليهم و بعد تحليل الحالة يأتي دور الاخصائي لمساعدة الشخص في الاعتماد على ذاته اعتمادا على حالته مشيرة الى ان حالة الطالبة تسنيم بجامعة بيت لحم هي احدى الحالات التي تشكل نماذج نجاح بعد ان تم البدء معها منذ العام 2008 بمراحل مثل التعرف على خط برل وكيفية التحرك والتنقل تلى ذلك تدريبها على اليات الاعتماد على الذات في الجامعة بدء من ترتيب غرفتها مرورا باختيار الملابس المناسبة مرورا بالمغادرة من المنزل والانتقال الى الجامعة بالمواصلات واستخدام الهاتف الناطق حيث كانت قبل ذلك تريد من الجميع ان يساعدها على كل هذه الخطوات التي اصبحت الان تقوم بها لوحدها.
وشدد الاخصائية شمروخ على اهمية ان يكون لدى الشخص ذوي الاعاقة مهما كانت نسبتها الرغبة في الاعتماد على الذات من خلال ارادة قوية لان ذلك هو الاساس في نجاح تجربة قسم التأهيل البصري حيث تمثل تسنيم نموذج فخر للقسم لأنها الان وكما قالت تعتمد على نفسها بنسبة 95%.
واشارت الى ان هناك مثلث اساسي لإنجاح مسالة التأهيل البصري تقوم على الاهل والمنتفع او الشخص ذوي الاعاقة والقسم بالإضافة الى المحيط مثل الجامعة حيث يشكلون دائرة واحدة اذا تعاون جميع افراد هذه الدائرة سيتم الوصول الى نتائج ايجابية متميزة
اخصائية الاطفال بقسم التأهيل البصري يولا ابو الزلف اشارت الى ان العمل مع الاطفال يأتي بعد دراسة حالتهم ايضا وتحليل واقع الطفل واحتياجاته من خلال الاستشارات والاشراف والتواصل مع الاهل حول شخصية الاطفال من خلال ملاحظات الامهات والمعلومات التي يشاهدونها
واضافت :”الاطفال يحتاجوا لتدخل منذ البداية لإيصال مفاهيم واستخدام ما لديها من بصر مشيرة الى انه يتم مساعدة الاطفال على استخدام نظرهم في اللعب والتعرف مفاهيم الحركة والمشي وعدم اقتصار استخدام ما لديهم من بصر على الضوء كما يتم مساعدتهم على استخدام زوايا للنظر بشكل محدد و وفق قدراتهم مما يساعدهم على الرؤية من خلال هذه الزوايا التي لم يكونوا قادرين على استخدامها بالأصل”.
واشارت الى ان بعض الامهات يكن خائفات وغير متفائلات ولكن بعد الدخول الى قسم التأهيل البصري يصبحن متفاعلات مع ابنائهم ويشعرون بالفرحة بعد مشاهدتهم للنتائج.
ودعت الاخصائية يولا ابو الزلف اهالي الاطفال او من يعرف عن اطفال لديهم اعاقة بصرية باي درجات التوجه الى الجمعية العربية حتى يتم تقديم خدمات لأطفالهم وعدم التفكير بان ابنائهم غير قادرين فهم يضيعوا عليهم فرص ان يعيشوا ابنائهم.
من جهتها تقول اخصائية التأهيل البصري وعد ابو غياظة والتي تعمل في قسم التأهيل البصري بالجمعية ان العمل يجري على تعليم كل من يأتي على التعامل مع الاعاقات البصرية وكيفية التدخل معهم وتوجهيهم حيث يجري بعد المتابعة تحديد الاجهزة والوسائل البصرية وغير البصرية كما يجري متابعتهم في الميدان وفي المجتمعات المحيطة بهم مثل المدارس ولا نتوقف عند تقييم بصري بل نكمل معهم موضحة ان عملية التواصل مع المستفيدين من قسم التأهيل البصري تجري في كل عام على مدى سنوات لمواكبتهم والتعرف على حاجاتهم واحتياجاتهم وتطور وضعهم .
متابعة متواصلة على مدار سنوات
واشارت ابو غياظة الى ان القسم يتابع مراجعيه ومرضاه في مختلف مراحل واماكن تواجدهم مشيرة الى ان الطالبة سندس احمد تعاني من اعاقة بصرية حيث بدأت بأخذ جلسات منذ سنوات واندمجت بمدرسة حكومية وهي اليوم تستخدم مكبرات للقراءة حيث تم توفير لها مكبرات ومع التقدم عبر السنوات اصبحت هناك حاجة لمتابعة جديدة والتزود بمعدات تتناسب مع التقدم بحالتها حيث تم تزويدها بمعدات وفلاتر ونظارات خاصة مما ساهم بان تصبح سندس طالبة متميزة بين زميلاتها في التحصيل العلمي كما انها طالبة متميزة كونها قائد بالكشافة و لها ثقة بنفسها و تعلم واقع حياتها مثمنة تعاون المدرسة معها ادارة ومعلمات وطالبات حيث تم عقد لقاءات مع الجميع مع قسم التأهيل البصري للمساعدة بدمجها حيث يتم تعريفهم بكيفية واليات ومصطلحات التعامل مع الطلبة من ذوي الاعاقة البصرية مشددة على ان هذا التواصل يستمر من قبل الجمعية او المعلمات او ادارة المدرسة.
وعن قسم التأهيل البصري في جمعية بيت لحم العربية للتأهيل تقول زيدان مديرة قسم التأهيل البصري في جمعية بيت لحم العربية للتأهيل ان القسم تأسس عام 2004 كخطوة مكملة لقسم العيون ويهدف الى العمل مع الاشخاص ذوي الاعاقة البصرية سواء كانت اعاقة بصرية كلية او جزئية وهم من لا يكون لهم علاج لدى اطباء العيون حيث يعمل القسم على العمل معهم بالاستعانة مع بعض التقنيات والادوات
واشارت زيدان الى ان القسم بدء منذ اربع سنوات باستقبال طلاب الجامعات من جامعتي بيت لحم والنجاح الوطنية وهم من طلبة التأهيل البصري والعيون في الجامعتان .
واوضحت زيدان ان القسم يعمل الان مع كل الاعمار حيث يبدأ التدخل حسب المرحلة العمرية ويتم التركيز على التدخلات المبكرة من اجل العمل على تطوير المهارات النمائية لدى الاطفال من خلال هذه التدخلات لمنع فقدان النظر حيث يجري العمل من خلال أخصائيين بصريات وعلاج وظيفي للتأهيل البصري وهم مدربون للتعامل مع الاشخاص ذوي الاعاقة البصرية.
كما واوضحت زيدان ان دور أخصائي البصريات يأت بعد العلاج لدى الاطباء سواء كان بإقرار عدم امكانية علاجهم او انتهاء العلاج عن مرحلة لا يتم فيها التطور للحالة البصرية بعد مراحل
العلاج بحيث يأتي بعد ذلك فحص الوظائف البصرية التي يقوم بها القسم من خلال تدخل الاخصائي الذي يعمل على الوظائف البصرية لدى الاشخاص من خلال عمليات متعددة للتعرف على وضع المريض من حيث درجة الرؤية والالوان والاضاءة ومن ثم تجري عملية تحليل لهذه القضايا بحيث يجري في القسم البحث في كيفية مساعدة الشخص على استخدام ما لديه من قدرات لمساعدته بمهام حياته اليومية في حياتهم اليومية مثل التنقل باستقلالية حيث يأتي دور الاخصائي للعلاج الوظيفي وهو شخص مدرب ومؤهل على التعامل مع هذه الحالات وقادر على تدريب الاشخاص ذوي الاعاقة على ارشادات الحركة على العصا او غيرها من ادوات مساعدة دون الحاجة لوجود اشخاص للمساعدة.
واضافت مديرة قسم التأهيل البصري بجمعية بيت لحم العربية للتأهيل ان البرنامج له دور اساسي في التعامل مع اهالي الاشخاص ذوي الاعاقة البصرية لان للأهل دوري اساسي حيث يحرص القسم على وجودهم في التدريبات مع ابنائهم لانهم بذلك يدمجونهم في التعرف على كيفية مساعدة ابنائهم الى جانب تعريف المجتمع على التعامل مع ذوي الاعاقة البصرية.
وتحدثت زيدان عن تحقيق القسم انجازات مهمة في المساهمة بدمج الاشخاص ذوي الاعاقة البصرية للاندماج في المجتمع من خلال المدارس والجامعات ومن ذم الحصول على وظائف هم يطمحون اليها وعملوا من اجل الوصول اليها مؤكدة ان عمل القسم يركز ايضا على تغيير الفكرة النمطية التي تشير الى ان ذوي الاعاقة البصرية قادرين على العمل بوظائف ومهام محددة مثل العمل في صناعة الخيزران او في التعليم وان هذه المهن هي المناسبة له مؤكدة ان هناك الكثير من المهم والتجارب التي اشارت الى انهم قادرين على العمل في كثير من المناصب والوظائف والمهام.
واشارت الى ان هناك الكثير من المشاكل والتحديات التي يواجهها القسم مثل عدم تقبل الوسائط المساعدة في البداية من قبل الاشخاص ذوي الاعاقة البصرية او من قبل ذويهم حيث يؤدي عدم تقبل الاهل عندما يعلمون بوجود اعاقة لدى طفلهم الى عدم تقبل الطفل نفسه ايضا حيث يجري العمل مع الجميع خصوصا من خلال استغلال ايجابي لأهالي اطفال لهم تجارب سابقة بحيث اصبح عدد من الاهالي داعمين للقسم في عمله بعد ان تغيرت حياتهم وحياة ابنائهم من ذوي الاعاقة البصرية بعد دخولهم للجمعية وقسم التأهيل البصري فيها.