مدير الجمارك قيد الاعتقال.. خبراء من الإنتربول إلى بيروت وحزب الله مع تحقيق يتولاه الجيش
شبكة وتر- قال مراسل الجزيرة إن القضاء اللبناني أوقف مسؤولا كبيرا في الجمارك على خلفية التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت. وبينما أعلنت الأمم المتحدة أنها لم تتلق أي طلب للتحقيق في الانفجار بعد دعوات لتدويل الملف، قالت الشرطة الدولية (الإنتربول) إنها أرسلت فريق خبراء لتحديد هوية الضحايا.
وبعد إيقافه أمس، انضم مدير عام الجمارك بدري ضاهر إلى 19 شخصا آخرين بينهم مديرون عامّون حاليون وسابقون، تم إيقافهم على ذمة التحقيق في ملابسات الانفجار الذي خلّف 154 قتيلا ونحو 6 آلاف جريح ومئات المفقودين والمشردين.
وكانت وسائل إعلام لبنانية نشرت وثيقة منسوبة لهيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان، قضت بتجميد الحسابات المصرفية لمسؤولين حاليين وسابقين في المرفأ وإدارة الجمارك.
والثلاثاء الماضي، قضت العاصمة اللبنانية يوما مأساويا جراء انفجار ضخم في مستودع بمرفأ بيروت، كان يحوي مادة نترات الأمونيوم، إضافة إلى مواد ملتهبة سريعة الاشتعال، وكابلات (فتيل) للتفجير البطيء، بحسب بيان للنيابة العامة.
وفي آخر تصريحاته أمس، قال الرئيس اللبناني ميشال عون إن الانفجار جاء نتيجة الإهمال أو تدخل خارجي بواسطة صاروخ أو قنبلة.
وأضاف أنه طلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تزويد بلاده بالصور الجوية إذا كانت متوفرة لدى باريس، بهدف تحديد ما إذا كانت هناك طائرات في الأجواء أو صواريخ، مشيرا إلى أنه لن يسمح بتدويل القضية.
ورغم دعوة الرئيس الفرنسي -في زيارته التي أداها الخميس إلى بيروت- لإجراء تحقيق دولي يميط اللثام عن ملابسات الانفجار الغامض، قالت الأمم المتحدة أمس إنها لم تتلق أي طلب للتحقيق.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق للصحفيين "سنكون على استعداد للنظر في مثل هذا الطلب إذا تلقيناه. ومع ذلك، لم نتلق أي شيء من هذا القبيل".
ويمكن للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فتح تحقيق إذا أجازت هيئة تشريعية تابعة للأمم المتحدة -مثل الجمعية العامة المكونة من 193 عضوا، أو مجلس الأمم المؤلف من 15 عضوا- ذلك.
وفي السياق، طالب الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله بأن يتولى الجيش اللبناني التحقيق في الانفجار، وقال إنه "إذا كان الجيش اللبناني موضع ثقة لدى جميع اللبنانيين والقوى السياسية، فليتولّ هو التحقيق في الحادثة".
وعن التهم التي طالت حزب الله، قال نصر الله في خطاب بُثَّ مباشرة عبر محطات تلفزة "أعلن اليوم نفيا قاطعا ومطلقا وحاسما.. أنه لا شيء لنا في المرفأ، لا يوجد مخزن سلاح أو مخزن صواريخ أو بندقية أو قنبلة أو رصاصة أو نيترات (أمونيوم) على الإطلاق".
وقال إن وسائل إعلام عديدة سارعت قبل أي تحقيقات للقول إن المخزن الذي انفجر تابع لحزب الله، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام الأجنبية تخلت عن اتهام حزب الله رغم عدائها له، بخلاف وسائل إعلام عربية بقيت متشبثة بذلك الاتهام.
وأضاف أن حزبه لديه معلومات عن ميناء حيفا أكثر مما لديه معرفة بميناء بيروت ومحتوياته ومنشآته، لأن "دورنا هو المقاومة فقط".
ورغم الأصوات الرسمية الرافضة لتدويل التحقيق، أعلنت الشرطة الدولية (الإنتربول) أمس إرسال فريق خبراء دوليين مختصين في تحديد هوية الضحايا إلى موقع الانفجار الكبير الذي هزّ بيروت، وذلك بطلب من السلطات اللبنانية.
ووفق ما جاء في بيان للإنتربول التي تتخذ من مدينة ليون الفرنسية مقرا لها، قال أمينها العام يورغن ستوك إن "خبرة الإنتربول يمكن أن تقدم مساعدة ثمينة لسلطات البلد، ونواصل تقديم أي دعم ضروري للبنان".
وتنشر "فرق الاستجابة للحوادث" التابعة للإنتربول بطلب من الدول الأعضاء، عند وقوع كوارث طبيعية وحوادث أو هجمات.
مساع دولية
وضمن الجهود الدولية لمساعدة لبنان، قال الرئيس اللبناني أمس إن نظيره الأميركي دونالد ترامب سيشارك في مؤتمر باريس لدعم بيروت، الذي كان أعلن تنظيمه الرئيس الفرنسي مع الولايات المتحدة والبنك الدولي والاتحاد الأوروبي، خلال الأيام المقبلة.
من جهته، قال البيت الأبيض إن الرئيسين الأميركي والفرنسي ناقشا أمس العمل سويا مع دول أخرى من أجل إرسال مساعدة فورية إلى لبنان.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاد دير -في بيان- إن الزعيمين تحدثا هاتفيا و"عبّرا عن حزنهما العميق حيال الخسائر في الأرواح والدمار في بيروت".
بدورها أعلنت الأمم المتحدة تمويلا إضافيا بقيمة 6 ملايين دولار لمواجهة الكارثة من صندوقها المركزي للاستجابة للطوارئ، إضافة إلى 9 ملايين دولار سمحت بالفعل باستخدامها من الصندوق الإنساني للبنان.
كما نقلت منظمة الصحة العالمية إمدادات من دبي إلى لبنان لعلاج من تعرضوا لحروق وإصابات بسبب الزجاج المتطاير والحطام.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إنه يعتزم استيراد دقيق القمح وطحين الحبوب المخصص للمخابز والمطاحن، للمساعدة في الحيلولة دون حدوث نقص في الغذاء.
من جانبها، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن نحو 100 ألف طفل باتوا في عداد المشردين، علما بأن الانفجار دمَّر مدارس كانت تضم 55 ألف تلميذ، كما دمر منشأة حيوية لرعاية حديثي الولادة.