كيف تستثمرين الإجازة الصيفية في تنمية طفلك؟
شبكة وتر-بعد انقضاء فترة الامتحانات وبدء الاجازة الصيفية، تنشغل الأمهات بكيفية تعبئة أوقات الفراغ لدى أطفالهن، ومن المؤكد أنها تبحث عن أنشطة صيفية يستفيد منها الأطفال.
وبحسب خبراء علم الاجتماع، فالنشاط الصيفي ليس ترفيهياً فقط، إنما هو تربوي، فكلما تكامل الشكل مع المضمون كان النشاط أسرع في الوصول إلى عقل الطفل وإرضاء دوافعه وميوله.
وفي هذا السياق، تقدّم المختصة في علم الاجتماع الدكتورة آلاء الحمصي من سوريا، نقاط مهمة من أجل الاستفادة من العطلة الصيفية، تهدف إلى استثمار طاقات الأبناء، بما ينمي مواهبهم وقدراتهم البدنية والذهنية والروحية ويلبي احتياجاتهم.
وتقول إن التربية السليمة والصحيحة للطفل تعطي نتائج إيجابية، فإذا زرعنا القيم في أطفالنا بالتأكيد ستراها في سلوكهم، بالتالي نحن المسؤولون عن هذا السلوك، وعلينا اختيار الأنشطة الجذابة ذات المضمون الجيّد التي تناسب كلّ مرحلة عمرية للطفل.
وتوضح أن الأم الذكيّة تعرف ميول أطفالها أكثر من الآخرين، بالتالي هي الأقدر على توجيه طفلها وتشجيعه، وإيصاله إلى رغبته الحقيقية من خلال امكانياته وقدراته، مشيرةً إلى أن ضرورة تتنوع الأنشطة العملية والترفيهية والحركية وفق تنوع جوانب النمو لدى الأطفال لتشبع احتياجاتهم.
ومن أهم الجوانب التي يجب التركيز عليها لدى الأطفال، الروحي، الصحي، العقلي والنفسي.
وهنا تبيّن "الحمصي" أن الأنشطة الصيفية تهدف إلى تقويه صلة الأطفال بالمجتمع وقيمه العليا، وتقوية الوشائج اليقينية وترسيخ العقيدة لديهم، هذا من الناحية الروحية.
أما من الناحية الجسدية، فتعمل الأنشطة الصيفية على إعداد الأطفال إعداداً بدنياً سليماً، وتعليمهم السباحة مثلاً، وفي حال كان لدى بعضهم فرط نشاط أو حركه زائدة، يمكن اختيار له كرة القدم، مما يعطيه ثقة بالنفس ومهارة الاتصال والتواصل مع الآخرين.
إضافة إلى ضرورة إعطاءه وجبة غذائية مناسبة، مع الحذر من الإفراط في تناول الوجبات الجاهزة كي لا يعود سلباً عليه، ويصاب بالبدانة، ما يجعله يضطر لاتباع نظام غذائي لتخفيف تلك البدانة.
وعن الجانب النفسي، تضيف "الحمصي" أن النشاط الصيفي ينمي المهارات الشخصية ويغرس الثقة بالنفس، والاستقلالية، ومهارات التواصل، إضافة إلى تنمية جوانب القوة وترميم نقاط الضعف عن أطفالنا.
وهنا يمكن للطفل الالتحاق بدورات حسب هواية أو مهارة يحبها، من خلال الالتحاق بنادي أو دورة أو ممارستها في المنزل، أما إن كان يعاني من ضعف في الرياضيات أو اللغة فيمكن تخصيص وقت بشكل دوري؛ لتدارك الخلل فلا بدّ من تدريبه على الاستقلالية وتحمل المسؤولية.
إضافة إلى قضاءه وقت أمام الشاشة، على أن يكون محدداً باتفاق مسبق بين الأم والطفل.
وتشرح الأخصائية الاجتماعية عن الجانب العقلي، بالقول إنه يمكن العمل على تنميه الجانب النمائي للطفل والتركيز على الانتباه، والذاكرة، والادراك، من خلال الألعاب "ليغو"، أو من خلال تمارين ورقية وألعاب موجودة بكثرة على النت مثل ( المتاهة) (فروقات مطابقة فرز وتصنيف)، وبذلك نمرن عضلات الدماغ لتكون جاهزة لتلقي المعلومات.