تقرير: الجيش الإسرائيلي يخطط لبقاء طويل الأمد في الأراضي السورية التي احتلها
شبكة وتر- ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي،أن جيش الاحتلال يستعد لبقاء طويل الأمد في الأراضي السورية التي احتلها في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد وانسحاب جيش النظام من مواقعه العسكرية في المنطقة العازلة ومنطقة فض الاشبتاك في الجولان السوري.
ولفتت الإذاعة إلى أن الجيش الإسرائيلي شرع بتحويل المواقع العسكرية السورية التي تم احتلالها من قبل مقاتلي كتيبة 101 من وحدة المظليين، دون أن تُطلق أي رصاصة إثر انسحاب قوات النظام السوري بعد هروب الأسد، إلى مواقع عسكرية إسرائيلية.
وذكر التقرير أن "الجيش الإسرائيلي بدأ بتأسيس بنية تحتية لوجستية شاملة، حيث تم إحضار حاويات تحتوي على خدمات مثل الحمامات، والمطابخ، وحتى المكاتب الخاصة بالضباط"، ورجح أن يتوسع النشاط ليشمل أعمدة اتصالات".
وأفاد بأن الجيش الإسرائيلي أحكم سيطرته على المناطق الحيوية في المنطقة، واحتلال قمم التلال التي تكشف مساحات واسعة من سورية، خاصة في المناطق الحدودية، وأقام الجيش الإسرائيلي حواجز عسكرية في التقاطعات داخل القرى السورية، كالحواجز المنتشرة في الضفة الغربية.
وفي بعض المواقع، تجاوز الجيش الإسرائيلي المنطقة العازلة، وسيطر على مواقع في مناطق سورية خالصة قرب المنطقة الحدودية تقع خارج منطقة فض الاشتباك، يعتبر أنها مواقع "إستراتيجية للتحكم والتصدي للتهديدات القادمة من الداخل السوري".
واعتبرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه "من المبكر تقييم مدى استدامة هذا الوضع"، وقالت إن "الجيش الإسرائيلي قد يواجه تحديات مستقبلية تتطلب بقاء طويل الأمد في المنطقة وتعزيز عدد القوات، ما قد يتطلب استدعاء قوات الاحتياط".
وفي مكالمة مع وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، قال وزير الجيش الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إنه "بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لن تسمح دولة إسرائيل بوجود واقع تهدد فيه حياة مواطنيها، ولذلك، ومن منطلق اعتبارات أمنية، أصدر ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، تعليمات للجيش بـ"السيطرة على نقاط إستراتيجية في المنطقة العازلة بسورية".
وذكرت وزارة الجيش الإسرائيلية، في بيان، أن كاتس ناقش مع أوستن "الهجمات التي شنها الجيش الإسرائيلي في سورية، والتي جرت على خلفية التهديد بأن الأسلحة الإستراتيجية قد تُستخدم في المستقبل ضد إسرائيل"، واتفقا على "المخاطر التي تمثلها إيران ووكلائها، واتفقا على التعاون لمنع محاولات تهريب الأسلحة من إيران إلى لبنان عبر سورية".
وعلى صلة، دعت فرنسا السلطات الإسرائيلية، أمس الأربعاء، إلى "الانسحاب" من المنطقة العازلة في هضبة الجولان واحترام "سيادة كامل أراضي سورية"، بحسب ما أفادت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان صدر عنها.
واعتبرت الخارجية أن "كل انتشار عسكري في المنطقة الفاصلة بين إسرائيل وسورية يشكّل انتهاكا لاتفاق فضّ الاشتباك للعام 1974، والذي يجب ان يتم احترامه من قبل الموقّعَين عليه، إسرائيل وسورية"، وذلك بعد إعلان القوات الإسرائيلية سيطرتها على هذه المنطقة.
وأعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يوم الأحد الماضي، أنه أمر الجيش "بالسيطرة" على المنطقة العازلة حيث تنتشر قوة الأمم المتحدة. وشددت الخارجية الفرنسية على ضرورة انسحاب من المنطقة و"احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها".
وتتولى قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك المعروفة باسم "يوندوف" تسيير دوريات في المنطقة ومتابعة وقف إطلاق النار بين القوات الإسرائيلية والسورية، حيث حذرت المنظمة الأممية إسرائيل، الإثنين، من أنها تنتهك الاتفاق المبرم قبل نحو خمسين عاما.
وصرّح مسؤول في الأمم المتحدة في نيويورك طلب عدم كشف هويته أن القوات الإسرائيلية احتلت سبعة مواقع في المنطقة العازلة. ويأتي بيان فرنسا في أعقاب إدانات من السعودية وإيران وروسيا وتركيا إضافة إلى دعوة الولايات المتحدة لإسرائيل بأن يكون توغلها "مؤقتا".
وبعيد سقوط الأسد، الأحد، شنّت إسرائيل خلال 48 ساعة مئات الضربات من الجو والبحر مستهدفة القدرات العسكرية السورية، وقالت إنها طاولت "أغلبية مخزونات الأسلحة الإستراتيجية في سورية"، بذريعة "منع وصولها إلى يد عناصر إرهابية".
وفي يوم سقوط الأسد، أعلن نتنياهو أن اتفاق 1974 انهار، وأمر قواته بالسيطرة على المنطقة العازلة. ومذاك، شنّ الجيش الإسرائيلي مئات الضربات ضد أصول عسكرية سورية، مستهدفا خصوصا مخازن أسلحة ودفاعات جوية تابعة للبحرية السورية لإبعادها عن أيدي المقاتلين.
وقد دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، غير بيدرسن، إلى وقف فوري لعمليات القصف الإسرائيلية؛ فيما قال وزير الجيش الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إنه أصدر تعليمات للجيش "بإقامة منطقة خالية تماما من السلاح والتهديدات الإرهابية في جنوب سورية من دون وجود إسرائيلي دائم".