شبكة وتر- كتب خضر برهم - عادة عندما تسمح لي الفرصة بمتابعة تدريبات لعمل مسرحي اشعر بسعادة بهذه الفرصة للاطلاع على كواليس العمل والجهد المبذول لانجاحه، وهذه المرة سمحت لي الفرصة ان اشاهد تدريبات مسرحية "برّيت الصندوق" والتي عرضت على خشبة مسرح دار الندوة الدولية.
ما بين التدريبات والعرض الذي شاهده الجمهور يوم الجمعة كان الفارق كبير، المواهب الشابة التي قدمها لنا مسرح ديار الراقص ضمن هذا العمل تستحق الاشادة بمجهودها الذي بذل اثناء العرض، صحيح ان البعض منها بحاجة الى المزيد من الخبرة والتجربة حتى تصقل هذه الموهبة وتصبح اكثر تملكاً للنص ولخشبة المسرح ولكن رغم ذلك استطاعوا ان يقدموا عرضاً جيداً.
نص العمل كان يحمل مواضيع جريئة تطرح بهذه الطريقة المباشرة لاول مرة، فمن الحديث عن الدين، والحب في زمن التكنولوجيا، الى الحديث عن الصداقة المزيفة وعن الدورة الشهرية والتي يبدو ان مجرد الحديث عنها امام قاعة ممتلئة عن اخرها جعل الممثلة ترتبك وتفقد السيطرة على نفسها رغم انها كانت جيدة في التدريبات على العموم هذا المشهد بالذات كان بحاجة ربما لممثلة صاحبة خبرة اكبر في مجالها كي تستطيع ايصال الرسالة بطريقة اسلس وافضل.
استطاع سعيد زرزر مخرج العمل ان يدير هذه المواهب الشابة بصبر وبخبرته التي اكتسبها طوال فترة عمله الماضية، ولكن كان بامكانه ان يدفعهم اكثر الى بذل وتقديم المزيد لشخصياتهم ، وكان عليه ان يعمل معهم اكثر على مخارج الحروف التي اتت ركيكة ولم تكن مفهومة للجمهور خصوصا انهم اعتمدوا على اصواتهم اثناء العرض مما جعل الجالسين في اخر القاعة يتسائلون باستمرار: " شو حكا ؟؟ شو قالت ؟؟ " مما اثار القليل من الفوضى بعض الاحيان.
استخدام اضاءة الظل اثناء المسرحية هو الذي نقلها من عمل عادي الى عمل جيد، الاعتماد على هذه الطريقة جعل الحضور يثبت عينه على الشاشة وسط المسرح لمتابعة اداء الممثلين من خلفها، رغم بعض الاخطاء التقنية للاضاءة التي لم تكن تواكب الممثلين في بعض المشاهد وافتقدت للسرعة في مشاهد اخرى، اما الموسيقى فكانت موفقة ومتماشية مع المشاهد.
لا بد من ان نقف قليلاً عند مشهد الختام في المسرحية، استخدام الصليب والهلال جعلني ارى مشهد من احد الافلام المصرية، كان ممكن ان نكتفي بالصلاة واشارة الصليب كان كافي لايصال الرسالة دون اضافة المزيد من الدراما التي نالت اعجاب الجمهور الذي صفق للمشهد واعجبه.
بالنهاية استطاعت المسرحية ان تقدم مجموعة من المواهب الشابة التي تستحق الاشادة والدعم، وخبرة السنين القادمة في حال استمروا في المحاولة والتدريب والتفكير "برّيت الصندوق" فان مستقبل ناجح ينتظرهم.