تكونت فكرة المبادرة لدى الأحمد نتيجة احتكاكها بطلبتها الذي أوصلها إلى قناعة بأنهم يأتون الى المدرسة ويقرأون للحصول على العلامة فقط، وهذا دفعها إلى اقتراح "حصة القصة في الأسبوع" بهدف إغناء الذاكرة والتذوق والترفيه والتحليل لدى الطلبة لتسهيل التعليم ورفع مستوى الثقافة، فهي قصص تكتبها يدور معظمها حول واقعنا الفلسطيني اليومي، فكتبت عن اللجوء والشهداء والأم الفلسطينية وغيرها من المواضيع.
وقالت الأحمد لـ "وفا"، إن الفكرة جاءت بعد 8 سنوات من التعليم في المدارس، حيث باتت تشعر بتدني مستوى الثقافة لدى الطلاب وانعدام المطالعة الخارجية لديهم، وهذا اتضح عندما دعت الوزارة بشكل سنوي للمشاركة في مسابقة "قطار المعرفة"، فقامت بعرضها على الطلاب فلم تجد سوى طالبا واحدا شارك بها على الرغم من الجوائز المغرية التي تقدم.
وأضافت، كثيرا ما يدخل الملل على أجواء الحصة خاصة أثناء شرح درس في اللغة العربية وقواعدها، فتقوم الأحمد في كل حصة برواية قصة خيالية او واقعية او قصة وردت في القران الكريم او مترجمة مثل قصص شكسبير، وهذا ما لفت نظر الطالب ويبقى بكامل ادراكه وتركيزه لمعرفة نهايتها.
وعن تأثير رواية القصة على الطلبة بينت أن فرحتهم في حصة القصة لا تقل عن حصة الرياضة والفن، لأن الإنسان بطبيعته يحب القصص، كما أن هذه المبادرة ساعدت الطلبة في معرفة أسماء جديدة لكتاب من خارج المنهاج، وأصبحت معرفتهم بهم جيدة، وهناك تحسن واضح على كتابات الطلبة في الخواطر والقصة القصيرة، حيث لاحظت ذلك من خلال دفتر "التعبير الطائر" الذي يكتب فيه كل طالب ما يشاء، وفي كل مرة تكتشف مواهب جديدة تحب التأليف والكتابة.
وطالبت الأحمد بتخصيص حصة القصة في المنهاج الجديد الذي سيعتمد في عام 2017، وتخصيص كتيب صغير يتم فيه تجميع الروايات والقصص الأدبية للكتاب الفلسطينيين الجدد والقدامى، من أجل تعريف الأجيال الجديدة بالكتاب والتعريف بهم.
وتعد القصة مهمة في حياة الطالب فهي تزيد من إدراكه والتأمل بمناحي الحياة المختلفة، يقول الفيلسوف والروائي الإيطالي_أمبرتو إيكو أن "مهمة الرواية هي التعليم عن طريق التسلية، وما تعلمه إيانا هو أن نتعرف على مكائد الحياة".
من جانبه أوضح مدير مدرسة مسقط عرفات الديك أنه في السابق كان يمنع إدراج قصة او قصيدة للشعراء الفلسطينيين، درست 12 سنة ضمن منهاج مراقب عسكريا واداريا وبالتالي لم نكن نعلم شيئا عن هذا الأدب الفلسطيني، تعرفنا عليه في الجامعة واكتشفنا أنه ادب زاخر، اما اليوم فلا يوجد هذا العائق وبالتالي يتوجب علينا التعريف بأدبائنا وشعرائنا والأدب المقاوم للأجيال الناشئة، لذلك عندما بدأت المعلمة ريم بهذه المبادرة قمنا بتشجيعها والثناء عليها، وحاولنا توفير ما يلزم لإنجاحها والاستمرار في عملها، وما تبقى هو دور الوزارة ونأمل أن تنظر في هذه المبادرة وتطرحها ضمن المنهاج الجديد.
تخرجت ريم الأحمد من جامعة النجاح الوطنية تخصص اللغة العربية، بدأت في عام 2013 بتأليف قصص خاصة بها، ولديها اليوم 15 قصة قصيرة، نمت موهبتها عند وفاة جدها الأقرب على قلبها، فدخلت في حالة حزن شديد، وأول ما كتبت كلمة "جدي"، تقرأ بشغف للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني والكاتبة سميرة عزام فهما الأكثر تأثيرا عليها، وفي عام 2015 كتبت حكاية لاجئة فلسطينية، فالأحداث الواقعية هي ما تدفعها للتأليف والكتابة باستمرار.