شبكة وتر - فرنسا - ا.ف.ب - تظاهر في شوارع باريس أمس الاحد عشرات الالاف من معارضي قانون زواج المثليين جنسيا الذي اقر اخيرا في فرنسا لاظهار غضبهم قبل ثلاثة ايام فقط من عقد اول زواج للمثليين في مقر البلدية، في تحرك احتجاجي انفض بهدوء ولكن اعقبته اعمال شغب اوقعت ستة جرحى.
وجمعت التظاهرة ما بين 150 الفا بحسب الشرطة واكثر من مليون وفق المنظمين الذين نددوا من جديد بـ"كذب" مديرية الشرطة، في حين جرت تظاهرة اخرى على حدة تحت الشعار نفسه ضمت 2800 شخص بدعوة من معهد سيفيتاس القريب من الاوساط الكاثوليكية المتشددة.
وبعيدا عن هذا الخلاف على الارقام فان التعبئة خفت على ما يبدو بعد ان اقر القانون نهائيا في 23 نيسان. وكانت اخر تظاهرة وطنية كبرى جمعت في 24 اذار في باريس مليونا و400 الف متظاهر بحسب جمعية "التظاهر للجميع" و300 الف بحسب الشرطة.
وجرت التظاهرة بهدوء ولكن وعقب انفضاضها بسلام عمد المئات من مثيري الشغب في المساء الى اعمال عنف استمرت زهاء ساعتين في ساحة الانفاليد.
واصدر وزير الداخلية مانويل فالس بيانا حمل فيه "اليمين المتطرف" وتيار "التمسك بالهوية" المحافظة المتشددة مسؤولية اعمال العنف هذه.
واعلنت مديرية الشرطة اعتقال 293 شخصا بينهم 231 وضعوا في التوقيف الاحتياطي، مشيرة الى ان غالبية الموقوفين، اي حوالي 200، اعتقلوا في ساحة الانفاليد.
واضافت ان ستة اشخاص اصيبوا بجروح طفيفة في هذه المواجهات هم اربعة شرطيين ومصور في وكالة فرانس برس ومتظاهر.
واثار اقرار قانون "الزواج للجميع" الذي وعد به الرئيس فرنسوا هولاند خلال حملته ودعمه اليسار كله قبل ثمانية ايام، غضبا شديدا في فرنسا على مدى اشهر، سواء في الشارع او في البرلمان.
وفي الحي اللاتيني وقف عدد من السياح لمشاهدة التظاهرة وقد بدا الاندهاش على بعضهم من لافتة كتب عليها "اخر عيد امهات قبل التنزيلات". وقال بيلار وهو اسباني يؤيد زواج المثليين "اعلم ان قسما من المجتمع الفرنسي محافظ لكن ليس الى هذه الدرجة، هذه ليست صورتنا عن فرنسا".
وتسلقت مجموعة من نحو عشرة شبان احدى شرفات مقر الحزب الاشتراكي ووضعت لفترة وجيزة لافتة كتب عليها "هولاند، ارحل" قبل ان تنزعها الشرطة وتعتقل الشبان المنتمين الى جماعة "الجيل المتمسك بالهوية".
وكانت الشرطة وعشية هذا التجمع الاحتجاجي الكبير اودعت 56 ناشطا من مناهضي زواج مثليي الجنس قيد التوقيف الاحتياطي بعد تظاهرة مفاجئة في وسط جادة الشانزيليزيه السبت.
واعلنت زعيمة الحركة المناهضة لزواج المثليين فريجيد بارجوه التي يبدو ان الجناح اليميني المتطرف طغى على حركتها، انها تلقت تهديدات وحرمت من حريتها في التعبير الى حد انها عدلت عن التظاهر "بسبب اجواء العنف".
وكان البرلمان صادق على القانون الذي يفسح المجال امام زواج مثليي الجنس وتبنيهم اطفالا في 23 نيسان، ليجعل من فرنسا الدولة الـ14 في العالم التي تعترف بزواج المثليين.